هنالك عيد المساخر عند أتباع الديانة اليهودية، منقول عن الأعياد الدينية القديمة في بلاد الرافدين، بعلاقة متطورة مطردة ليصبح لكل جماعة في الدياسبورا عيدها الخاص بالانتصار على أعدائها وهم كثر، لكن استعارتي لتسمية هذا العام بعام المساخر، لا لكون الانتصارات تحل بساحة دعاة اليهودية، بل لوجود تناقضات تستحق السخرية في عدد من بقاع العالم.

مفارخ الارهاب
فيما فند الباحث الأمريكي بيتر بيرجن؛ مؤلف كتاب الحرب المقدسة، مزاعم السيد بوش و جماعته حول كتاتيب تحفيظ القرآن في باكستان؛ لكونها تمثل بزعمه تربة خصبة لمن يدعوهم بالأصوليين والإرهابيين، يقول بيرجن: أن التصريحات السابقة منافية للصحة، لسبب بسيط يكمن في أن هذه المدارس التي تدعى بمفارخ للإرهاب لا تخرج سوى تلاميذ قادرين على قراءة القرآن باللغة العربية فقط، ولا تزودهم بأي معلومات أخرى يفترض كونها فيمن يطلق عليهم اسم إرهابيين؟

الفضيحة يكشفها البحث في سيرة القس اليميني المتطرف بات روبيرتسون عقب تصريحاته ضد شارون. فمع أن تحريضه على قتل شافيز قد محي بجرة قلم، ناهيك عن كونه من المتهجمين على مقام النبي الكريم محمد صلوات الله و سلامه عليه، إلا أن المسكوت عنه من هذه المفارخ في البيت الأبيض تفتضح مع التهجم على الحبيب شارون، والتشفي به في احلك أوضاعه، فكيف يحدث هذا؟.

يكشف لنا الفرنسي اريك لوران في كتابه كتاب (عالم جورج بوش السري) حقيقة اعتقاد روبيرتسون وجماعته المؤمنين بالارماجدون؛ فهم يساعدون اليهود بهدف إلغائهم، و كيف أن السيطرة على الحزب الجمهوري كانت من أهداف روبيرتسون في تصريح أدلى به عام 1992 لصحيفة دنفربوست، و كونه فضل التعامل مع بوش الابن و ترشيحه للرئاسة منذ كان حاكما لتكساس نظرا لميوله الدينية الرؤيوية المتطرفة، ولهذا بات موظفو البيت الأبيض في عهد بوش الابن يشاركون بشكل يومي بدراسة الإنجيل، حتى ليبدو مقر الرئاسة و كأنما هو كنيسة، يقوم العاملين فيها بإدارة شؤون أمريكا و العالم على ضوء جلسة جماعية يفسرون فيها أجزاء من الكتاب المقدس، ولهذا السبب تنصب اللعنات من قبل روبيرتسون على الحبيب شارون quot;لانسحابهquot; من غزة؛ فهل بطل العجب! و هل ميزتم مفرخة السارس في العالم!

إصلاح التعليم، دوّرها دوّر و أعطيني شفّه
من العام الفائت و من الجزائر نقلت لنا وكالة أسوشيتد برس بتاريخ 28/6/ 2005 أن تحقيقا تابعا لرابطة البحث الطبي الجزائري، أشار بأن نسبة تناول المخدرات في الجزائر بلغت مستويات خطيرة بين طلبة المدارس خلال العام الدراسي المنصرم، و شمل هذا التحقيق الذي أجراه الأطباء والطلاب والمعلمون والأطباء النفسيون، أكثر من خمسة آلاف شخص في ولايات مختلفة من الجزائر. وحسبما ذكر التحقيق، فإن 19% من طلاب المدارس يتعاطون المخدرات، معتبرين ذلك أمرا عادي لا غرابة فيه، حتى أن بين الطلبة من يتعاطون قبل بداية الحصص الدراسية أو خلال فترات الراحة في المدارس، في حين أن 82 % يفضلون التشارك مع شلة الأنس، وأشار التحقيق إلى ازدهار هذه الظاهرة في العاصمة، و في الختام نزف البشرى لابو تفليقة و اويحي على إصلاح التعليم مبارك يا سيدي الرئيس، بالمناسبة أبو تفليقة صادق في ذلك اليوم أيضا على قرار إلغاء شعبة الشريعة من التعليم الثانوي رغم التحشيش!!!!.

اسمعوا من يتكلم!
في الحديث عن المبادئ، يقال بأن الاسكندر ( أو نابليون حسبما نوه احد أصدقائي) حين أعيته الحيلة وطال به الأمد في حصار إحدى المدن، بعث من يستدرج حراس أبواب المدينة و يطمعهم بالعز والجاه و المال الوفير، و بالفعل أعمى الطمع حارس البوابة و فتحها أمام جيوش الاسكندر، وبعد برهة جاء المؤتمن؛ سابقا؛ يطالب إنجاز الوعد، دفع له من استدرجه من جند الاسكندر المال، و فيما كان يأمل بالمزيد، نقل له الجندي المقدوني على لسان الاسكندر، بان هذا ثمنك ولا مكان بيننا لمن يخون وطنه. فكيف نصدق خدام ( كرزاي الشام)، و لماذا نكذب صدام!

اليوم لك
و غدا عليك، أمنيات العام الجديد أن لا يكون أكثر إذلالا من سابقه على الأقل، ففي العام الماضي و على اثر اغتيال عرفات و لما يجف تراب قبره، رفعت الجماعات الصهيونية؛ المتعنصرة التي كانت ترقب وفاته و تطالب بطرده من فرنسا على اثر زيارته الأخيرة للعلاج؛ قضايا ضد الشهيد لتجريمه بقتل من يسمونهم جزافا بمواطنين أبرياء!، طبعا المقصود أن يتم إذلال الشعب الفلسطيني و النيل من كرامته عبر النيل ممن اتخذه رمزا شعبيا، ألا وهو الشهيد ياسر عرفات، على قدم وساق كما يلهون بمحاولات النيل من كرامة الشعب العراقي عبر النيل من قيادته علما بأن الرئيس صدام كان حليفا سابقا للغرب و كل الأسلحة المتهم باستخدامها ضد شعبه تصنع في أمريكا! بعبارة ابسط المجازر حصلت بعلم أمريكا، التي لم تأت لتحرير العراق بل لاحتلاله، فماذا تعتقدون فيمن يحاول توريط الأسد!، طبعا مقولة قرأتها و لا أنساها صدرت عن شاه إيران عقب إفلات زمام الأمور من بين يديه و هو الحليف السابق لهاquot; أمريكا خانتناquot;.

قدر شارون
لا نعتقد كمسلمين بالتشفي بحال أحد، كما الإنسان مقدس عندنا محرم دمه وماله وعرضه، و الاختلاف والخلاف يكمن في الأفعال و المسلكيات التي يتبعها الآخر. لهذا فالعارض المرضي، أو الموت، أو الكوارث، كلها من أمر الله لا تقتصر على أحد، كما لا يعفى منها أحد، ولنا أن نتذكر عام الرمادة، و وفاة النبي الكريم، و غير ذلك من المحن، لكن ما يستحق الوقوف عنده هو التشابه بين ما قد يؤول له الحال الصحي لشارون، وبين ما كان عليه حال شهيد الفجر حين تم اغتياله من على كرسيه المدولب.


تركيا تدخل الاتحاد الأوروبي على صهوة السارس
الموقع الجغرافي لم يكف لاقناع أوروبا بأن تركيا جزء منها، كما أن التاريخ المسيحي العام المؤسس له في تركيا، لم يبرر لدخولها المجموعة الأوروبية بيسر رغم أن مفاخرة الأوروبيين بكون الأرضية الثقافية المسيحية هي التي جعلت أوروبا على ما هي عليه الآن!، إلا أن رعب السارس و وفاة أربعة أشخاص بسببه كان كافيا لتغيير جميع القناعات الأوروبية واضعا تركيا في قلب أولويات أوروبا؛ رغما عن انفها لا رغبة.

حدود الحرية
بدعوى حرية التعبير عن الرأي قامت إحدى الصحف الدانماركية بنشر صور مسيئة للإسلام و المسلمين مهينة بحق شخصية الحبيب المصطفى صلوات الله و سلامه عليه، ضانين بذلك أنهم إنما ينتقمون من الإسلام والمسلمين، و فيما احتجت السفارة المصرية هناك بالأصالة عن شرفاء مصر و الأمة العربية والإسلامية، إلا أن الحكومة الدانماركية كانت لا تزال مصرة على موقفها المتعنصر ضد المسلمين بداعي الحريات؛ حتى نالت نيران هذه الحريات المزعومة من علاقات النمسا مع بريطانيا و بقية المجموعة الأوروبية على اثر الملصقات الجنسية التي نشرت غسيل الحريات، ليعرفوا مرغمين حدود الحرية.

الحقيقة، من يملكها!
في الوقت الذي تتخذ فيه فضائية العربية رمزا لها متمثلا بالعين التي ترى كل شيء؛ وهو الرمز المألوف فوق الهرم على الورقة الخضراء؛ إلا أنها في الوقت ذاته تعترف بأنها ليست بالحقيقة بل الأقرب للحقيقة، فأين الحقيقة و من يملكها! المفارقة تأتي في قناة الحقيقة التي أرهقتنا بلغزها عن( الشيء الذي كلما زاد نقص)، ناهيك عن تكرار بحثها في quot;السيرة الهلاليةquot; و أسلوب تلقين الحقيقة المسموع علنا و المتبع في المقابلات، فيما يتم حذف ما لا يتفق مع رأي الحقيقة!

محمد ملكاوي

باحث مستقل
[email protected]