كنت قد صحوت من النوم، وبدأت في شرب قهوة الصباح على عجل، طرق بابي زائر طق..طق..طق، ولم أكن افتح الباب حتى قابلني شابان يافعان يحملان مجموعة من الأوراق والعلب المغلفة، أذهلني المنظر، لا أقصد هنا لباسهم أو أحذيتهم أو شعرهم أو طريقتهم في الكلام، ولكن سؤال أحداهما هو الذي كان مذهلا بمضمونه كاللغم الأرضي انفجر في وجهي، ما رقم هاتفك؟. أخذت فترة قبل أن أجيب، وتساءلت هل هم من شركة الهاتف؟، هل هم من جهاز المخابرات؟، ومئة quot;هلquot; طرحتها بداخلي، كانت ترتد كل مرة ككرة مطاط فتحدث تشوشا في الأفكار، ولم أكن أطيل التفكير، حتى قاطعني الآخر بسؤال جديد، هل ستنتخب المرشح فلان الفلاني للانتخابات التشريعية؟.
يقصد احد المرشحين الفلسطينيين للبرلمان المقررة انتخاباته في الخامس والعشرين من شهر يناير الجاري.
كاد خلقي أن يطلع، هل هذه أسئلة يوجهها لك أحدا، وأنت للتو تصحو من النوم ولم تشرب قهوتك بعد؟، قلت لعل في الأمر شيئا ما مهم، وتنهدت، واستعنت قائلا: quot;اللهم يطولك يا روحquot;، وطلبت منهم التحدث عن بغيتهم quot;فأنا على عجالة من أمريquot;. قلت لهم.
أعلموني بعد جدل وضغوطات من الرباعية الدولية والمجتمع الدولي أنهم يقومون بتنفيذ حملة بعنوان من quot;بيت لبيتquot; لحساب المرشح quot;شquot;، وأنهم يقومون بشرح أهداف المرشح إضافة إلى توزيع استبيانات، وبرشورات ومواد إعلامية تشرح برنامجه الانتخابي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أصروا على اخذ رقم هاتفي الشخصي، واسم الدائرة التي سأصوت فيها، لكي يشرفوا على تصويتي يوم الانتخابات، وكأننا في محكمة عسكرية انهوا حديثهم قائلين: هل لديك أي شيء تريد إيصاله إلى quot;أبو.....quot;.
قلت: لا...شكرا
كل ما سبق غير مهم، فالمرشح من حقه أن يتبع كل السبل المشروعة للحصول على الأصوات، وخصوصية الناس ما حد اليوم بيطلع عليها هالايام..قال زميلي في العمل عندما أخبرته الحكاية، لكن ما يثير حفيظتي هنا، هل سيقوم هؤلاء الأشخاص ذاتهم بطرق الأبواب من quot;بيت لبيتquot; بعد نجاح مرشحهم في الانتخابات؟، وهل سيسألونني إن كنت أريد إيصال شيئا ما للنائب المنتخب بطريقة شرعية 100%؟. صدقا أنا أتساءل مثلكم تماما، ولن أجيب.
ونسيت سهوا ليس ألا أن أخبركم عن المرشح (ع) الذي يوزع كوبونات شرائية على العالم، خذ كوبونك وانتخبني يلا، طريقة جديدة ومستحدثة، تذكرني في مرشح في أحدى الدول العربية الشقيقة الذي قام بتمزيق ورقة العملة quot;الفلوس الورقيةquot; لنصفين، يحتفظ بنصف معه، والنصف الآخر يعطيه لكل مواطن في البلد، ويخبره أنه في حال صوت له ونجح في الانتخابات، فبمقدوره أن يأتي لأخذ النصف الآخر. فهل سيقوم مرشحونا بطرق الأبواب بعد جلوسهم على الكراسي؟..لن أجيب أيضا، فأنا أتساءل مثلكم تماما.
خلف خلف
رام الله
[email protected]
التعليقات