نعم الموسوي ليس مجرماً ولا يجوز محاكمة ولا الحكم علية.
عندما شاهدت إحدى السيدات الأمريكيات وهي تقول : quot; أنا سعيدة بهذا الحكم وهذا الرجل يستحق الموت لأنه تسبب بمقتل احد أقربائي في الحادي عشر من سبتمبرquot; تذكرت ( الاستعمار الغربي للعالم العربي والإسلامي ) مرت الأحداث أمامي كشريط سينمائي : الاحتلال البريطاني والإيطالي والفرنسي ثم الأمريكي والإسرائيلي، كم إنسان عربي سفك دمه وانتهك عرضه خلال تلك السنوات التي لازالت مستمرة، ثلاثة ألاف أمريكي قتلوا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر (ماشي الحال) نعترف نحن العرب بذلك ولكن ولتكن الحسبة صحيحة وعادلة يجب أن نسأل: كم إنسان عربي ومسلم مات على يد الأمريكان وغيرهم من الغزاة الغربيين ؟
هل هذه الحسبة عادلة أيها المنادون بالسلام مع أمريكا ومع إسرائيل وغيرها من البلاد التي أخذت من عالمنا العربي والإسلامي ما أخذت أم أنني مخطئة ؟
هل تتذكرون الجزائر بلد المليون شهيد ؟ هل تتذكرون بلاد المغرب العربي بأكملها وما حل بها على يد الفرنسيين والإيطاليين ؟ هل قرأتم التاريخ ؟ وماذا عن بلاد الشام ؟ وعن مصر والسودان وغيرها من البلاد الأفريقية ؟ ماذا عن جنوب أفريقيا بالذات ؟ ماذا عن أفغانستان وعن الخليج العربي وعن العراق ؟ ماذا عن العراق أيها الإخوة ؟ ألا تشاهدون التلفزيون ؟ شاهدت في إحدى الصور امرأة عراقية يحيط بها أربعة جنود أمريكيين احدهم انزل بنطاله وقد كانت تلك السيدة عارية الصدر اثنان امسكوا بيديها واحدهم وضع يده على صدرها والآخر كان يستعد لاغتصابها، هذا المنظر لو شاهده حيوان عربي يرعى في الصحراء ويأكل البرسيم لفار دمه وانفجر رأسه من الغضب، إنا فعلا أعجب لرجال شاهدوا هذه المناظر وشاهدوا ابوغريب والكوارث التي حدثت به وشاهدوا ما يحدث في غوانتانامو ومع ذلك استطاعوا نطق كلمة ( السلام مع الغرب ) استطاعوا التحدث عن أمريكا الديمقراطية الحرة وعن الدور السامي الذي قامت به في العراق.
لا يختلف اثنان على أن صدام حسين كان مجرما وديكتاتوريا ولكن لم نشاهد في عهده ما نشاهده اليوم، لم يقتل العراقيون بهذا الكم ولم تنتهك الأعراض بهذه الطريقة ولم نشاهد الجواري العراقيات اللواتي جلبن من العراق وملئت بهن الفنادق والتلفزيونات للمتاجرة بأجسادهن هذا لم يكن موجود في عهد صدام بل وجد في عهد جورج بوش عهد الديمقراطية والحرية، غبي من يظن أن الجندي الأمريكي لا يمثل الشعب الأمريكي وغبي من يفرق بين الشعب الأمريكي ورئيسه، غبي فعلاً لان الشعب الأمريكي لو لم يكن راضي عن ما يحدث في العراق وأفغانستان لما أعاد انتخاب العزيز بوش ! ليس كل الشعب الأمريكي ؟ طيب ليس كل الشعب الأمريكي ولكن أكثره معه.
ما قام به ابن لادن وجماعته ومن ضمنهم الموسوي ليس إجراما، هو ردة فعل طبيعية لتصرفات أمريكا.. فليس من الخطأ الدفاع عن الكرامة العربية وليس من الخطأ لفت نظر المجرمة (أمريكا) ولو بصفعه موجعه على خد الشعب الأمريكي لإخبارهم بأنهم يعبثون بنا ومنذ زمن.
أمريكا دفعت بهؤلاء دفعاً إلى ما قاموا به حين أخذتهم بمساعدة ومباركة بعض دول الخليج إلى أفغانستان وقام الجيش الأمريكي بتدريبهم على مقاتلة الجيش السوفيتي المتواجد وقتها في أفغانستان وأسمتهم ومن معها من دول الخليج بالمجاهدين وبعد أن انتصروا واخرجوا المحتل السوفيتي نفضت أمريكا يدها ومن معها من ابن لادن وجماعته من المجاهدين والذي كانوا لا يزالون في أفغانستان بل وحذرت أمريكا دول الخليج منهم وطالبت بالقضاء عليهم !!!!
هؤلاء ليسوا حشرات لتستغلهم أمريكا وحلفائها من الخليجيين ثم ترمي بهم في ( الزباله )
الإنسان المسلم والإنسان العربي ليس لعبة سيتم إعادة تصنيعها كلما كسرها الطفل الأمريكي نحن بشر وعلى أمريكا الحبيبة أن تعي ذلك نعم استغلت الموقف لصالحها ولكنها تخسر المعركة الآن هي تستنزف نفسها في العراق وطريقة تصديها ( لإعصار كاترينا ) اكبر دليل على إنها خاوية القوى واذكر انه أعلن حينها إن عجز أمريكا عن إنقاذ سكان تلك المناطق يعود إلى تواجد الجيش الأمريكي خارج أراضيه والداخلية وحدها لا تستطيع فعل شيء، كما إن تراجعها عن احتلال سوريا وإيران كما كان مخطط له هو أيضا دليل على إنها عرفت حجهما الحقيقي وعرفت بان هناك شيء اسمه المقاومة وهناك شيء أسمة حرب الشوارع وهذان شيئان لا تقوى أمريكا على مواجهتهما والتاريخ يخبر عن ذلك خصوصا في ( كوبا ) والتي تقع في خاصرة أمريكا.
الثرثارون العرب الآن يتهجمون على ابن لادن والظواهري ولكن في حال سقوط أمريكا بالكامل ndash; وهذا شيء ليس بخيالي أو مستحيل ndash; سنجد هؤلاء الثرثارون ينصّبون هؤلاء ( المجرمين حالياً) أبطالا ويصنعون لهم التماثيل بل لا أبالغ حين أقول بأنهم سوف يقومون بتقديسهم وبعد عشرات السنوات سنجد الأفلام والمسلسلات تتحدث عن الأبطال الذين حرروا أفغانستان من الاحتلال السوفيتي ثم واجهوا القوى العظمى أمريكا وسببوا لها الصداع وكسروا شوكتها وسنجدهم يضعون الأعذار لما ما قاموا به من تفجيرات في بعض دول الخليج.
هل أبالغ.. لأيهم ؟ لنعد إلى الموسوي ونقيس جريمته بجرائم إسرائيل التي ترتكب تحت الغطاء الأمريكي، ولنأخذ ( صبرا وشاتيلا ) الجريمة التي حدثت على يد شارون الرجل المحبب للبيت الأبيض، فقط تذكروا هذه الصورة ( عشرات الشبان الذي لم يبلغ معظمهم العشرين مقيدي الأيدي يقفون بشكل أفقي في زقاق ضيق أمام بيوتهم الخربة المهشمة وبدم بارد يتم إطلاق النار عليهم ويتساقطون الواحد تلو الآخر وتبقى جثثهم ملقاة في ذلك الزقاق الضيق لعدة أيام وتتعفن وهي مقيدة الأيدي والأمهات يمزقن ثيابهن من هول الصدمة ).
هذا مشهد واحد ولا اعتقد أعزائي القراء بان هناك من داعي لإضافة مشاهد أخرى كلكم تعرفونها فتحيه من القلب للمنادين بمد يد السلام لأمريكا وإسرائيل وتحية أخرى للسيدة التي أسعدها الحكم بالإعدام على الموسوي احد ضحايا بلدها وأنا ادعوها لحضور المحكمة التي سينصبها التاريخ في يوم من الأيام للمجرم الحقيقي.
عذراً نسيت شيئاً مهماً.. هل تذكر هذه السيدة ما فعله أجدادها بالهنود الحمر ؟

أميرة القحطاني

[email protected]