(مع فصل الجنسين وتذكير المجتمع اتوقع انهيارا مدويا لمجتمعات ودول اخرى)_الكاتبة

الكعبة ذروة المقدس، ذروة الذروة، بيت الله وقبلة عباده ومحج الانبياء والاوصياء والمؤمنين على مدى مانعرف من تاريخنا الديني... حسنا انه المكان الذي ليس بعده مكان نكون فيه اقرب الى الله...نطوف نساء ورجالا... نصلي نساء ورجالا... نتحرك بحريتنا في كل الاتجاهات...ندور في اتجاه واحد، عكس عقارب الساعة نعم لكن في رحلة تطورية للروح والجسد...في الطواف الواجب يحرم تغطية الوجه مبنى فقهي عام لجميع المسلمين، وعنت الوجوه للواحد القهار...ثمة من يحتالون على الله يزايدون على المقدس يصنعون مقدمة امام الوجه ينزل عليها الغطاء...امام اركان الكعبة يسقط الفصل العنصري بين الانثى والذكر، وانا ملتصقة بهذه الجدران شعرت بكامل حريتي فلماذا ينقلب الوضع خارج الكعبة اينما اتسعت الدائرة.

اعترف انني غير ملمة بالاحكام الفقهية الا ماتعلق بالفروض وقد سمعت رايا يقول ان الاحكام الفقهية ليست بالضرورة تسحب خارج نطاقها فان نصلي معا وجنبا الى جنب في الحرم المكي لايلزم ان نفعل ذلك في مسجد اخر وكم تمنيت ان يتم شرح هذه القضية الشائكة اقصد حرية الكعبة والقيود على سواها لم نكون سويا في ذروة المقدس ويتم فصلنا حينما نبتعد عنه؟

اعتقد ان مشكلة مجتمعاتنا بدات مع فصل الجنسين وكلما بالغنا في ذلك تعقدت مشكلتنا اكثر، نعاني مما يمكن تسميته التوحش نعاني من انشغال النصف الظاهر بالنصف المخفي نعاني من تعطيل لطبيعة الحياة ونحن نتحرك باتجاه مناطق انهيارات جديدة وحيث اعزو ماحدث في بلد مثل العراق الى خلل في منظومة الجنس فان ذلك يتكرر في بلدان اخرى واذا كان هناك من هون قضية خسارة المراة في الانتخابات الكويتية فان العقل يفترض ان ننظر الى الامور بدقة لتحليل ماحدث صحيح ان المراة دخلت ناخبة لكنها سقطت منتخبة ولابد من سبب لذلك وهو اتجاه المجتمع الكويتي نحو ذكورية اكثر قتامة وهو المجتمع الذي عرف بانفتاح على المراة فكانت مديرة ومذيعة وممثلة وقائدة راي.

للنظر للعراق،عصره الزاهر بدا مع حركة حقوق المراة وانحداره ارتبط بانحدار وضع المراة وحينما تمت اعادتها الى البيت ابتداء من مطلع التسعينات انفجر العنف بعد ثلاثة عشر عاما والعنف العراقي يمكن النظر اليه على انه تعبير عن الخلل الجنسي فالجنس مطروح كعنصر في القتل والقتل المقابل، حور عين وولدان مخلدون وماشابه الجنس بصورته الجماعية ووفقا لصورته المنطبعة في ذهنية المجتمعات البدائية وكنت قد كتبت ان الانتحاري ذكر محروم من الانثى ولا اقصد اللحظة الانية انما تنشئة المجتمع على المديات الطويلة ولعل صمام الامن والامان في مجتمعاتنا ليس فصل الجنسين انما خلطهما ولاريب ان المجتمع الذكوري ونمط مجتمعاتنا اثبت فشله اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وخلط الجنسين لابد ان يبدا من سن الطفولة الى التعليم بكافة مستوياته ولنتوقف قليلا عند تجربة الخلط في الجامعات الا يسترعي الانتباه التغيرات السلوكية التي تطرا على الذكور وميلهم للمسالمة والموادعة والتهذيب واشك بوجود شخص في حياته رفيقة طفولة او زميلة مدرسة او حبيبة ويشد على وسطه حزاما ناسفا ليقتل الناس المدنيين وقد عرفنا العاشق المحارب والمحارب العاشق وماله من صفات حربية انسانية وكنا نود ان نلتقي به ونصطحبه الى فنجان شاي فهل نتمنى ذلك مع سواه ممن يتوسطون الاطفال والنساء والاسواق الشعبية ويفجرون انفسهم.

اقول انها قلة الحب
قادتنا للحرب
قلة الورد
قادتنا للاسلاك الشائكة
تقييد الجنس
قادنا للبحث عن جنس مابعد الموت
اقول واقول انها مشكلة الانثى والذكر تضرب بعنف جوانب حياتنا ولا نريد الاعتراف بها لاننا لانملك بديلا ولم يقدمه احد او يقترحه احد اذ الاصلاح من فوق دائما.

ناهدة رمان

[email protected]