(المقياس دائما هو الرجل لذلك فان المراة كلها عورة بالنسبة له فهل فكر الرجل ان صوته يثير المراة كما يثيره صوتها فلم لايكون بعضه على الاقل عورة)_الكاتبة

وداعا نجوى اهلا عبد الرحمن، فهم جسده وفهمه الاهل وتعقل المجتمع فتحولت نجوى الى عبد الرحمن بعملية جراحية وخرج عبد الرحمن ليمارس عمله في محل للهواتف المحمولة في المملكة العربية السعودية، هل تقدمنا خطوة على طريق تحطيم صنم التخلف في النظرة الى الجسد ومعاملته وربطه بالمنظومة الاخلاقية ام ان الامر لايعدو كونه توافقية مع مجتمع ذكوري يكيل بمكيالين بخصوص تغيير الجنس؟

لو نفترض ان هرمونات عبد الرحمن او عبد العال او عبد المعطي تبعث باشارات انثوية وفرضت عليهم الخلقة التحول الى صف الجنس الاخر فالى أي مدى لمنظومتنا الاخلاقية تقبل ذلك والسماح به وتسهيله والتعامل معه؟ فنلوح لنجوى وهيام وميادة باكفنا مبتسمين في ذات الوقت تعبيرا عن تفهمنا وقبولنا.

لو كنت صديقة لنجوى يوم كانت نجوى لما طلبت منها ان تمسح رقم هاتفي من جوالها كما فعلت بعض الصديقات حينما تحولت الى عبد الرحمن وماتفعله النساء يفعله الرجال كذلك مع صديقهم الذي يتحول من رجل الى انثى وقد يطلبون منه نسيانهم وعدم التقرب منهم لانه مخنث واعتقد ان الخبر مر بهدوء لان الرجال زادوا واحدا ونقصت النساء واحدة فلو حدث العكس لدقوا جرس الانذار.

نظرة مجتمعاتنا لم تتغير في تقديس الذكر وقبل الف واربعمائة عام ويزيد كانت الوجوه تسود اذا جاءت بشارة الانثى والى يومنا هذا فان ولادة الذكر عيدا وولادة الانثى ماتما ومكان الذكر كتف الاب ومكان الانثى تراب باحة البيت وبول الذكر يستدر سعادة الاب وبول الانثى يستدعي انتفاضته وام الولد معززة مكرمة وام الانثى ذليلة مستعبدة حتى تلد ذكرا يحمل السيف ويضارب العدا ويعود بالقطيع من ايدي القبيلة المغيرة وحيث كان للانجاب وظيفة فيما مضى صار للمتعة اليوم شرط ان يكون المواليد ذكورا واذا كان التخلف درجات فان التشدد في الذكورية يرتبط بقوة التخلف والمجتمعات التي قللت من غلوائها في ذلك خطت خطوات للامام وفي تركيا وايران لاتقارن منزلة الاناث هناك بمنزلة الاناث في المجتمعات العربية ونوعا ما فهم افضل منا تنظيما وانتاجا حسبما يقال لاحسبما رايت وقد اكون مخطئة في هذا لكن مالااشك فيه ابدا ان الذكورية تثقل حركتنا وتعيقنا ولابد من تخفيفها.


ناهدة رمان