بعد إعدام الدكتاتور صدام في الثلاثين من كانون الأول عام 2006، بكى عليه بعض من العراقيين
كل عيون هؤلاء ودموعهم تتوجه اليوم نحو رغد صدام، لأنها لا زالت تملك الملايين الذي تركها لها نظام أبوها لمثل هذه الأيام، قبل هزيمته في التاسع من نيسان عام 2003، لكي تحرك بها من جديد بعد غيابه |
بكى البعض من العراقيين الذين كانوا أزلاما وأدواتا وسياجا للنظام الدموي المنهار، وهم بالحقيقة لا يشكلون شيئا بالنسبة للملايين من عوائل الشهداء والضحايا والمعذبين والمهجرين، بل إنهم قلة لاتذكر ولا تحسب.
أما البعض من العرب كمنظمات وأحزاب وأشخاص، فكل واحد منهم معروف جيدا للعراقيين عندما كان الدكتاتور وأعوانه يستقبلونهم في مهرجاناتهم ومؤتمراتهم القومية والتحررية الزائفة، ويستضيفونهم في أرقى الفنادق في العاصمة العراقية بغداد، بعد أن يغرقوا جيوبهم بالأموال وحقائبهم بالهدايا.
هكذا الصورة العربية الرسمية بعد إعدام مجرم العصر صدام، حداد لمدة ثلاثة أيام في جماهيرية ليبيا القذافي، إستهجان من المملكة العربية السعودية بسبب إعدام صدام في أول أيام عيد الأضحى، رفض مصري وسوري وسوداني لطريقة عملية الإعدام، إحتجاج يمني ومواقف عربية رسمية إخرى لا تختلف عن مواقف مثل هذه الأنظمة.
أما على صعيد الأحزاب والمنظمات، تأتي الجماعات الفلسطينية في مقدمة قافلة البكاء من يمينها الى يسارها إلا بعض الإستثناءات المعروفة، وتأتي بعدها قافلة أزلام صدام في الإردن، و بعض أصحاب القلم والكلمة المصرية ومحاموها، وأتباع صدام في تونس والمغرب والجزائر واليمن وقناة الجزيرة الفضائية في قطر وكل من تمتع ويتمتع بالدولارات الصدامية في المنطقة العربية والعالم.
كل هؤلاء وغيرهم لا يبكون على نهاية صدام فقط، بل عسى أن يجدوا من خلال دموعهم ولطمهم وصراخهم برغد بنت الدكتاتور صدام، أن تكون بديلا لضخ الأموال من جديد لهم، كما فعل أبوها صدام سابقاعندما كان يبذر أموال الشعب العراقي لمثل هؤلاء من المداحين والمطبلين له ولنظامه الإستبدادي.
كل عيون هؤلاء ودموعهم تتوجه اليوم نحو رغد صدام، لأنها لا زالت تملك الملايين الذي تركها لها نظام أبوها لمثل هذه الأيام، قبل هزيمته في التاسع من نيسان عام 2003، لكي تحرك بها من جديد بعد غيابه، أدوات ماكنة الكذب والرياء والنفاق العربي والإعلام الإستهلاكي العاطفي ودعم الأحزاب والمنظمات الكارتونية والشخصيات الهزيلة وما أكثرها في أيامنا هذه.
هؤلاء القلة القليلة الذين بكوا على الطاغية بعد إعدامه، ولكن الذين إستعادوا حقوقهم القانونية المشروعة بعد المحاكمة العلنية العادلة، من العراقيين والعرب هم الأكثرية الساحقة من عوائل الشهداء والضحايا والمفقودين بما فيهم عوائل الشعب الكويتي الشقيق وكل عوائل العرب الذين تضرروا من نظام صدام.
حمزة الشمخي
[email protected]
التعليقات