ما حصل هذه الايام في عملية اغتيال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وقبل الانتهاء من قضايا المحكمة والكشف عن حقائق الجرائم المرتكبة في العراق كان فيه تجاهل واضح لموقع مجلس الرئاسة العراقي فيما تعلق بالمصادقة على تنفيذ حكم الاعدام بحق الذين صدروا بحقهم عقوبات الاعدام، وعلى ضوئها كانت

لماذا يدخل المسؤول السياسي في عملية تنفيذ حكم الاعدام بصدام وهي اصلا عملية قضائية وقانونية، أليست الحكومة العراقية بأجهزتها الأمنية هي المسؤولة عن ما الت اليه الامور. المفارقة الغريبة ان الحكومة العراقية حين تمت نشر عملية الاغتيال السياسي مصورا لم تقدم على ايه شيء للحفاظ على وحدة الموقف العراقي
العراق على موعد انتظار مع استحقاق كبير في تاريخ العراق الحديث، هيأت له الولايات المتحدة الامريكية كل أسباب النجاح وأساليبه وعناصره، بقصد بناء عراق ديمقراطي دستوري وكان الهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تجمع شتات كل العراقيين و تعمل على التوافق حول القضايا المصيرية التي تحيط بالعراق.


ولكن جريمة أغتيال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وضعت كل العالم في حالة حزن وترقب، فالقضية كانت كبيرة، أكبر من الاشخاص، مقتدى الصدر موفق الربيعي الخ...و تتجاوز الحسابات الضيقة لتدخل إلى الساحات الكبيرة.


أما من جهة تأثير حادث الاغتيال على تحركات المعارضة العراقية المسلحة والاقدام على اغتياله حسب زعمهم خوفا من ان تطلق سراحه وتتم عملية لمساومته سياسيا، فأعتقد ان الصورة توضحت للملأ بعكس ذلك وأن هذه الجريمة ستؤثر في اندفاعهم أكثر للعمل على أسقاط الحكومة العراقية الحالية بالنهج المسلح.rlm;
هنا أسأل وكل مواطن عربي يسأل، هل كان عليهم أن يستغلوا هذا الحدث الجلل لتنفيذ ثأرهم سياسياً وطائفيا، وقد ثبت ذلك بعد اجراء عملية الاغتيال ان اكثرية الدول وشخصيات العالم استنكروا ذلك، ما خيب ظنهم وأملهم وأسقط رهاناتهم وأوقعهم في خانة من وقع تحت خوف الوحوش الطائفية، حيث لم يحترموا رهبة الموت وكرامة الشهادة حتى في محاكمة قانونية، وبالتالي كيف يمكن للمعارضة العراقية المسلحة أن تعود عما وعدت به جماهيرها الغاضبة خصوصا وهي ترى أن موقف الحكومة العراقية قد صعد من خلال عملية اغتيال صدام حسين، وبغياب مصادقة احد اعضاء مجلس الرئاسة العراقية. علماً أن لا شرعية قانونية لذلك حسب الدستور العراقي وما يقوله رجال القانون مثل القاضي رزكار امين والشيخلي.rlm;


حادثة الاغتيال الأخيرة التي أودت بحياة رئيس عراقي مخلوع وهو صدام حسين، فالوقائع تشير إلى أن السبب المباشر لعملية الاغتيال هو إزاحة سياسي عراقي لا تزال عنده القدرة على التاثير حتى هو في اسره، قائد ديناميكي يتفاعل بحركته السياسية مع جماهير العراقية المعارضة للاحتلال حتى هو خلف القضبان، rlm;
الحركة الدؤوبة لكشف حقيقة ماجرى لا يقف منها الأطراف الاخرون في الساحة الكردستانية موقف المتفرج خصوصا وأن لقادتهم طموحاتهم هم أيضا هذا سبب، أما السبب الآخر فهو السؤال من المتضرر من حادثة الاغتيال ومن المستفيد? اسئلة تبحث عن اجابات؟!!rlm;


هذه هي الحكومة العراقية وهذه هي أفعالهم وأقوالهم التي لا تعرف العدالة ولا الصدق، فكيف لا يختبئون خلف الحواجز المسورة و خلف الاتهامات والافتراءات الكاذبة وهم يحاولون اغتيال العراق من الداخل قبل الخارج، يحدثون التفكك والشرخ داخل الأسرة الحزبية والوطنية الواحدة ويخرقون الدستور ليمشوا في عزاءات الجماهيير أبطالاً وتاريخهم أسود ومليء بالاحقاد الطائفية يعرفه الجميع في العراق.. مصيبتهم الكبرى أنهم يظنون الناس أغبياء لا ذاكرة لهم، هذا سر الغباء المسكون في رؤوسهم وحدهم فقط.rlm;
غريب هذا الأمر!! rlm;


ثم لماذا يدخل المسؤول السياسي في عملية تنفيذ حكم الاعدام بصدام وهي اصلا عملية قضائية وقانونية، أليست الحكومة العراقية بأجهزتها الأمنية هي المسؤولة عن ما الت اليه الامور. المفارقة الغريبة ان الحكومة العراقية حين تمت نشر عملية الاغتيال السياسي مصورا لم تقدم على ايه شيء للحفاظ على وحدة الموقف العراقي او إلى أخذ الحيطة والحذر حين تلقت هذا المشهد المريب. وإذا كان الأمر يستوجب اعتقال كل المسؤولين الذين قاموا بنشر فلم الاغتيال والتي حرضت تحريضا كبيراعلى العنف الطائفي لارجاع المياه الى مجاريها، فكان الأجدى برئيس الحكومة المالكي تقديم استقالته حرصاً على أرواح العراقيين وعدم وقوع البلاد في حرب اهلية.rlm;


أرادوا إهانة المدان وهو في عملية اعدام واهانة شعبيته، ربما لإغراض مبيتة، فقاموا باستفزاز صدام حسين والتعدي عليه وهو في حالة اعدام فرد عليهم وقال: هل هاي المرجلة؟!، والغاية معروفة لا يبررها تجهيل الفاعلين حين العمل بهذه الفظاظة والتعدي السافر.rlm;


ثم أين أجهزة الدولة من هيئة الأدعاء العام والهيئات القانونية التي تستوجب وجودها القوي الفاعل لأخذ الاجراءات المسؤولة في حماية المتهمين الذين سوف تطبق بحقهم حكم الاعدام? سؤال يرسم الكثير من علامات الاستفهام خصوصاً وأن الطريقة الجديدة المتبعة في هذه الاغتيال كانت شنقا طائفيا وأشخاص ملثمين وفي وضح النهار وفي مكان مكتظ باصحاب الدكاكين السياسية وامراء الحروب الطائفية ما يدل على أن غرفة الاعدام كانت مخصصة لهم فقط أو هي ملك مباح لهم للوحوش الطائفية.
rlm;

في اغتيال صدام حسين يمكن ان تكتب مجلدات، لكنني في هذه العجالة، يمكن ان اكتفي بملاحظات سريعة واولية على ان نعود اليها بمعالجات اشمل واكمل.
بين هذه الملاحظات:-

1- ان جهة ما، هيئة ما، قوة ما، او مجموعة قوى سياسية ما، ضروري ان تاخذ العبرة من هذه العملية المثيرة للجدل وتقرر للمرة الاخيرة: هل في العراق وفي بغداد تحديدا،دولة ام لا؟ واي دولة هي هذه الدولة؟! هي quot;دولة quot; الدولة اياها، ام منظمة بدر؟ ام دولة التيار الصدري؟ ام دولة الائتلاف؟، ام دولة هذه الدول جميعا؟!

2-ثم لمن الامرة في هذه الدولة؟! ولمن تتبع اجهزة quot;الدولةquot; من جيش وقوى امن؟! وهل هي قائمة فعلا بعد وهل لها دور، ولمن على وجه التحديد حق الامرة عليها؟!

فهل ثمة من هو معني بان يواجه هذه المسؤولية العظيمة بالشجاعة المطلوبة، وكيف ذلك ومتى؟!
لكن ماذا بعد؟! ومتى يحدد كل منا، وكل بحجم مسؤوليته الوطنية والسياسية، وحسب موقعه، موقفه من الاغتيال السياسي والطائفي وسبل مواجهته واحباطه؟!

تلك هي القضية؟!

ومن اجل ان تلتقي العقول والافكار جميعا في العراق يجب ان ينطلق بعد اغتيال الرئيس المخلوع الحوار المسؤول، حرا واعيا مسؤولا كما ذكرت، فلا يتوقف الا بحل وطني مكتمل العافية.

راوند رسول