أخر صيحات الاحتراب الطائفي بالعراق!*


استنفذ سياسيو العراق المتناحرون كل الوسائل الجهنمية من ذبح، وتفخيخ وفرق موت في إدامة معركتهم الطائفية، ولم يتبقى لهم إلا quot;الميل والمكحلةquot; سبيلا في تحقيق انتصاراتهم الإلهية المقدسة.
الاغتصاب جريمة نكراء يعاقب عليها القانون، وللإعلام الحق في أن يسلط الضوء على هكذا جرائم من اجل سوق مرتكبيها إلى العدالة quot;بعنوانهم الشخصيquot;، مثلما يسلط الضوء على الأشكال الأخرى من الجرائم الجنائية والاقتصادية - لا ضير في كل هذا- وهذا ما كنا نأمله أن يتحقق من خلال دعوى السيدة العراقية المسماة quot;حركياquot; صابرين، - بدون أن أضيف اللقب الكريم لها ليس انتقاصا منها بقدر ما هو إثبات حقيقة أنها لا تنتمي لهذا اللقب العشائري-.


لكن هذا لم يحصل، فالإعلام الذي تبنى دعوى صابرين كان هاجسه الأساس هو أن يثبت إن ذكور جماعة علي اعتدوا جنسيا على إناث جماعة عمر حتى تقوم القيامة على هذا الأساس، ويُسترد صون العرض إما بإسقاط خطة امن العراقيين في بغداد، وبعدها إسقاط الحكومة، وإما أن تصبح الفروج مباحة على أساس الهوية ثأرا لمكحلة صابرين (الواجب صونه بالطرق القانونية) ونقع بعدها في مشكلة انتهاك المكاحل على أساس الهوية.

والكل يعرف يا سادتي أن هذا الصراع الأهوج القائم على القتل والتهجير، واخرها حرب الفروج لا يمت لمفاهيم السياسة باي صلة. مع إصراري أن هذا الصراع هو لهدف واحد لا غير، وهو: إصرار هؤلاء المتناحرون على طبع الدولة العراقية بطابعهم ألاثني الضيق لا غير.
فالطرف الشيعي في هذا الصراع يرى أن الدولة حقه التاريخي الذي استلب منه بمراحل سابقة ومن القاتل أن يتخلى عنه بعد أن سنحت الفرصة له بتبوئه.


وأما الطرف سني فهو يرى أن تراثه وحكمه التاريخي للعراق أصبح نهبا للآخرين على حين غفلة، ولم يكن بالحسبان أن سقوط صدام سيسقط الدولة السنية بمجلها ( فسقوط مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية هو الذي أرق منظري وسياسي سنية الدولة العراقية وليس سقوط صدام - فصدام كان منبوذا عند اغلب قادة مشروع سنية الدولة اليوم-).


وبين فكي هذا الصراع تراكم ضياع المواطنة المتكافئة بالحقوق والواجبات، وأصبح هاجس المتناحرين من سياسي سنية الدولة وشيعتها هو:استخدام الجملة التاريخية التي فقدت واقعها العملي بعد أن تحولت من فعل إلى جملة تاريخية مسطرة في الكتب والوثائق-- فما دخل الناس اليوم بما وقع في الصدر الأول للإسلام وما ترتب عليه فيما بعد وما دخل الناس بدولة آل عثمان أو دولة الصفويين-- وما دخل الآخرين إن كان اهل العراق عرب اقحاح أو خليط، فهذا هو العراق منذ تكوينه، فهل ندمره على أمل أن يصبح شيعيا خالصا، أو سنيا خالصا!، فهذا ما لم يقدر عليه حتى العثمانيون ولا الصفويون في الزمن الغابر، فهل يقدر عليه التكفيريون وفرق الموت اليوم!.


اجزم أن هذا محض خيال وستثبت الأيام لمن الغلبة، هل هي للعراقيين أم لهؤلاء الموتورين القتلة. فبأي وجه حق تتحمل الفئات الاجتماعية السنية والشيعية الحاضرة والمستقبلية، وزر الجملة التاريخية الحاكية عن فعل لا نعرف هل تحقق في الماضي بشكله المنقول أم لم يتحقق، ومن اجل هذا التاريخ، وبدافع الهيمنة يتناحر هؤلاء المتربصون بالعراق شرا، وإلا هل ضاق بالعراق أن يحتضن كل أبناءه على قدر المساواة، بلى انه قادر متى ما تم فصل حياة الناس عن محاكاة التاريخ، وسياسة الدولة عن محاكاة الدين، وإلا سيبقى العراقيون عرضة للتصفيات الطائفية بشتى الوسائل واخرها حروب quot;الميل والمكحلةquot; سيئة الصيت.

* الميل والمكحلة اصطلاح يستخدمه رجال الدين لقضيب الرجل وفرج المرأة وأصبح شائعا عند اهل السياسة بعد دعوة الاغتصاب التي ادعتها صابرين ابنة بلدنا على رجال الشرطة أبناء بلدنا أيضا

جعفر المزهر