حين علمت باعتقال السيد عمار الحكيم ظهر اليوم من قبل القوات الاميركية اثناء عودته من ايران قلت لمحدثي الذي نقل لي خبر الاعتقال بان quot;دار السيد محميةquot; وحتما سيطلق سراحه اليوم.. وماهي الا ساعات واطلقت القوات الاميركية سراحه بسبب تدخلات من سياسيين عراقيين نافذين وعمليات التحشيد في مدن الفرات الاوسط خاصة في النجف وكربلاء للانطلاق في تظاهرات تنديدية..

ودار السيد هي فعلا محمية وكان اول من اشتهر بهذه المقولة السياسي العراقي الداهية نوري السعيد ابان فترة الحكم الملكي في العراق حين كان يرددها اثناء كل تظاهرة ضد الملك العراقي المحمي قبل القوات البريطانية في العراق والسيد هي تسمية تطلق على المنتسبين للبيت الهاشمي. وهي تنطبق على ال الحكيم وحتى ال الصدر والاسباب اليوم ربما يدركها عدد من العراقيين الواعين للواقع الاجتماعي العراقي..

ترى لماذا لم تجيش الفضائية العراقية نفسها لاجل الشيخ عبد الهادي الدراجي الذي اعتقلته القوات الاميركية قبل اكثر من شهر بعد عودته من اداء مناسك الحج. ولماذا لم يسعى رئيس الوزراء وبقية السياسيين لاطق سراحه فهو كان من حمائم التيار الصدري ولم يعرف عنه حثه على العنف.. ام لانه شيخ وسواه سيد ام لانه معيدي وليس كعمار الحكيم باعتباره من سادة القوم وسواهم عاميين كما يسمون بالعراقي؟

ليت رئيس الوزراء المالكي خرج على وسائل الاعلام وقال ان لااحد فوق القانون ولو كان عمار الحكيم بريئا على القوات الاميركية التي اعتقلته ان تطلق سراحه وتقدم اعتذارا له وان كان متورطا في العنف فعلى القوات الاميركية تسليمه مع الادلة ضده للحكومة العراقية لغرض محاكمته. وليته يقول هذا الكلام اثر كل عملية اعتقال لاحد المسؤولين.

ترى ماذا سيقول بقية ابناء الشعب العراقي المساكين الذي لاعون لهم سوى رحمة الله الذين يتوقعون الاعتقال ربما بشكاية كيدية او بطريق الخطا من القوات العراقية او الاميركية.

هل يعتبر عمار الحكيم فوق القانون وسواه تحته؟
وماهو الانجاز الكبير الذي قدمه عمار الحكيم للشعب العراقي مقارنة بعامل النظافة مثلا او بسائق باص الاجرة او بالمعلم او المعلمة او بائعة الخضار في اسواق بغداد او المحافظات؟ ربما مايقدمه هؤلاء افضل بكثير مما قدمه ( ماذا قدم؟) عمار الحكيم للشعب العراقي.. بل ربما حقق الشيخ عبد الهادي الدراجي انجازات للفقراء في مدينة الصدر او ساهم بسحب فتيل العنف اكثر من سواه.. لكن الدراجي يبقى في نظر المالكي والحكيم والدليمي والصدر وسواهم معيدي درجة ثالثة.. حتى ان مقتدى الصدر الذي يعتبر الدراجي الرجل الثاني في تياره والناطق الاعلامي باسمه لم يكلف نفسه اعلان بيان احتجاج على اعتقال الدراجي.
ماحصل اليوم وقبله وربما سيحصل يبعد الامل عنا في الوصول لعراق تتحقق فيه العدالة للجميع.

محمد هاشم