89% من المصريين راضون عن أداءِ الحكومةِ، نتيجةُ دراسةٍ قام بها مركزُ المعلوماتِ بمجلسِ الوزراءِ، نشرتها في صفحتِها الأولي صحيفةٌ كانت الأكبرَ. لما سُمي دراسةٌ مدلولٌ وللنشرِ آخرٌ. الدراساتُ الإحصائيةُ الحقيقةُ تتطلبُ عينةً عشوائيةً بعددٍ كبيرٍ يُمثلُ كافةَ فئاتِ المجتمعِ، عمرياً واجتماعياً وثقافياً. من المؤكدِ أن الرقمَ الذي أُعلن شاهدٌ علي فبركةٍ وتلفيقٍ لا يقومُ بهما إلا فاقدٌ لإرادتِه، كسيرُ العينِ، معدومُ الحريةِ، موظفٌ مأجورٌ من مجلسِ الوزراءِ، يستحيل أن يُضحي بعطاءٍ أياً كان من أجلِ الحقيقيةِ، ثقافةُ استفتاءاتِ الفبركةِ والدرجاتِ النهائيةِ.
من ناحيةٍ أخري، يُعبرُ ما يُنشرُ بالصحفِ عن موضوعيتِها ومصداقيتِها، ترديدُ مثلِ هذا الخبرِ يؤكدُ أن القائمين علي التحريرِ من نفسِ عينةِ من فبركوا النسبةِ، صوروا السخطَ العامَ رضاءً وتأييداً وموافقةً، حجبوا آراءً وأخفوا حقائقَ. الصحفُ الحرةُ تدققُ وتتروي، لا تنشرُ ما يسئ لها، لا تفتحُ باباً لكاذبٍ أو منافقٍ أو مخادعٍ، لا تُعتمُ ولا تَمنعُ ولا تُصادرُ.
89% محنةُ مجتمعٍ، فقدت كراسيه معناها، شُغِلت بمن هم دونِها، هبطوا بها، بضعفِ شخصياتِهم واهتزازِها، بسعيهم بأي ثمنٍ وراء مصلحتِهم، اُختيروا ليكونوا أشباحاً. كراسي الصحفِ نموذجٌ لكل الكراسي، في المؤسساتِ والهيئاتِ والوزاراتِ، لم ينج كرسي، الإدارةُ بالأقلِ مقدرةٍ.
89% تؤكدُ علي ثقافةِ الاستغفالِ، افتراضُ الهطلِ في الجميعِ، تخيلُ انعدامِ وعيِِهم، امكانِ خداعِهم بفارغِ الكلامِ. لو كان اللومُ علن فبركَ قيراطاً فهو ألفٌ من قراريطِ التأنيبِ والتقريظِ علي الصحيفةِ التي نشرت، تخلت عن دورِها كمصباحِ نورٍ للعقولِ والوعي، خانَت أمانةَ واجبِها، ما آلت إليه من تجاهلٍ مستحقٌ بكلِ الجدارةِ.
كلُهم من فبركَ الرقمَ ونشرَه، رموزٌ تؤكدُ علي تردٍ إلي منزلقٍ من الفواجعِ، إن لم تستح فاصنع ما شئت، براحتك زور، اِكذب، اِرتزِق، غِش، خادِع، هو زمانُك وبعدَه الطوفانُ،،
أ.د. حسام محمود أحمد فهمي
التعليقات