اغلب العراقيين في الاعراف،، والاعراف هي المنطقة الوسطى مابين الجنة والنار التي ينفي وجودها شاعر الحب الذي لا أجد حبا في شعره غير تشريح فسلجي بأدوات الشعر لجسد المرأة،نزار قباني،إلى الحد الذي قد يزرع عبوات ناسفة محلية الصنع تحت كل جسد انثوي، قد تكون طبعت بصمة الحمض النووي لحبيبته بلقيس، ربما كانت قد ورثتها،ثم أورثتها إياه من أسلافها البعيدين من أهل الاعظمية حيث كانوا يخططون في عالم الغيب لما سيكون عليه العراق بعد التاسع من نيسان 2003،حمام دم تلغ فيه جحافل جهاديي وانتحاريي قندهار ومليشيات الموت الأسود ويانكيين ومرتزقة من كل الأصقاع،لكن بلقيس التي علمت نزار زرع كل هذه العبوات الناسفة تحت أجساد العذارى،مزقت جسدها الشظايا شديدة الانفجار،السلالة الأولى للمتفجرات الشديدة الانفجار التي تمزق أجساد الهمرات والهمافيات الاميريكية المصفحة مع كل من ساقه قدره الأعمى من أهل الأعراف العراقيين العراة الصدور ليكون قريبا منها،وهي بحكم سعيها الحثيث لنشر الديمقراطية بين أهل الأعراف تكاد تكون اقرب إليهم مما يلي حبل الوريد مهما ولوا منها فرارا وملئوا منها رعبا كلما اطلعوا عليها أو اطلعت عليهم، وبزعم جنرالات الحرب الاميريكيين والعلامات التجارية المدونة على أوعية هذه المتفجرات فان الأخيرة تتدفق من إيران تدفق أمطار شتاء الخير على ارض السواد حين كان الخير يحل في ربوعها قبل ان يجللها سواد لافتات نعي الموتى ورماد الحرائق لا سواد دكنة الاخضرار مما كان،وحين كان يقول نزار(الحب في بيروت مثل الله.. في كل مكان) كان الموت بانتظار حبيبته بلقيس هناك مثلا على التدخل الإيراني في شؤون وشجون الحب العراقي، حتى قبل ان تصبح هذي الأرض مهبطا لليانكيين والانتحاريين وكل صنوف المرتزقة، وحتى قبل ان يكون السيد حسن نصرالله وقبل ان يفكر هو الأخر في إرسال محاربيه الاشداء ليزرعوا أشجار الحب على الطريقة الثورية الإيرانية في ارض السواد.

والأعراف في العراق لا تتوسط المسافة مابين الجنة والنار وإنما هي للجحيم اقرب منها بآلاف الأميال الضوئية كلما تقدم مسار العملية السياسية الديمقراطية في العراق بعزم سيد البيت الأبيض جورج بوش الثاني وتحت سنابك خيل جنود قائده بيترايوس ودبلوماسية الضغط (التوافقي) لرئيس دبلوماسيته في العراق السفير راين كروكر، والأعراف في العراق لا تكون اقرب إلى الجحيم منها إلى الجنة وحسب، وإنما تترامى أطرافها مابين ثلاث جنان وثلاث أقبية للجحيم،حسب الخارطة السياسية التوافقية لحكومة الوحدة الوطنية التي ستدفع سيد البيت الأبيض أن يقتفي خطو الاسكندر في اثر ينبوع الخلود في محاولته لتحقيق التوافق والمصالحة بين أقطابها المتمترسة خلف حواجز المذهبية والقومية والتي تصر إدارته على انها مكونات الشعب العراقي الأساسية المختزلة عنوة بالائتلاف والتوافق والتحالف الكردستاني، والجنان الثلاث بنعيمها المقيم بعد ذلك لاتحتاج الى مزيد من الفطنة أن تعرف وهي حال ممثلي هذه الكتل في الدنيا والآخرة،، والآخرة هاهنا تعبير مجازي يُحمل على مدلولين اثنين،، الأول هو المعنى المألوف للآخرة أي ما بعد الحياة الدنيا وهم مبشرون بها ابتداء حين شكلوا قوائمهم تحت وابل الفتاوى التي تعصمهم الى( ولد الولد) من سعير جحيم الدنيا والاخرة كما يقول المثل العراقي!!!

ولمدلول الثاني هو انهم في نعيم مقيم والى (ولد الولد أيضا ) من خلال الإجماع الوطني الرائع الذي حققوه ولمرة واحدة فقط من خلال جلسة تصويتهم المغلقة على قانون إقالة واستقالة أعضاء الجمعية الوطنية (جدا )،والذي يُفسر النفاق منقطع النظير وعلى سبيل المثال لا الحصر لقائمة التوافق (الأيدي النظيفة ) اللهم إلا من تكفف بعض الدعم من إخوتهم في الخليج هنا أو هناك،وليت القائمين عليه يعلمون انه لا يستثمر إلا في إطلاق التصريحات النارية عبر فنادق الخمسة نجوم،، وربما منه ما يكفي للمضاربة التجارية، يعوض عليهم به بارئهم ترفع شركاءهم في القوائم الأخرى من هذا التكفف،،لأنهم يملكون الجمل العراقي بما حمل وما انطوى عليه جوفه مما قد يروي ظمأهم حين يدلفون بانفسهم ومن انتخبهم من أهل الأعراف إلى التيه وصحارى المجهول قريبا،ولما تزل ثمان أهداف ذهبية، مما وضعه سيد البيت الأبيض بالاتفاق وخصومه الديمقراطيين، لم تتحقق واثنان تحققا جزيئا من ثمان عشرة هدفا، وضعها الكونغرس له في بداية العام الحالي كشرط لتمويل حربه المتعثرة في العراق، وليس منتصف أيلول (سبتمبر) ببعيد حيث يرفع الجنرال ديفيد بيترايوس تقريره النهائي للكونجرس الأمريكي بشأن قياس مدى التقدم الذي قد لا يتحقق مع صراع الإخوة الأعداء في العملية السياسية والذي يقطف كل يوم أعناق العشرات وربما المئات من أهل الأعراف، حتى وان امُهل الجنرال بيترايوس شهرين آخرين مثلما أراد نائبه الجنرال ريموند اوديرينو، أو ربما حتى إذا عززت قواته بدفعة أخرى من الجند، مثلما طلبها بحياء وبعد فوات الأوان رئيس أركان الجيوش الاميريكية الجنرال بيتير بايس خلافا لإستراتيجية وزيره المعزول والذي كان يراه يوما (ملهما ويستلم أوامره من الله)دونالد رامسفيلد، التي كانت تقوم على تقليص عديد القوات وزيادة تقنياتها للحد الأعلى، وان كانت هذه الإستراتيجية قد نجحت في الإطاحة بصدام حسين وجيشه المنهك أساسا في أيام معدودة وربما أصبحت درسا من دروس الحرب النظامية الحديثة حتى، فهي بالتأكيد أهم ما قاد الوضع الأمني في العراق إلى هذا الانفلات المطلق، حيث تتسلم كل شياطين الموت والخراب على هذي الأرض أوامرها من الله بزعمها،مثلما يزعم السيد بايس عن وزيره السابق رامسفيلد، ومن نافلة القول إن الجنرال بايس يلملم اغراضه ليبرح البنتاغون عما قريب ليحل محله الجنرال مايكل مالون، ولست ادري رد السيد بايس ان كان قرار تنحيته بأمر من الله هو الأخر أم بضغط من الديمقراطيين الذين أطاحوا بسيده دونالد رامسفيلد في اليوم الأول لامتلاكهم الأغلبية النيابية في الكونغرس، حين يبدوا ان البقاء في ذروة التغييرات في واشنطن قد صار من نصيب ديناصورات العملية السياسية المخضرمين في العراق،ويعلم الله ان مثل هذه التغيرات لو انها قد جرت هنا في العراق لأي سبب من الأسباب للاح غير بارق أمل هنا اوهناك كان كفيلا ان يتقدم بموجبه عراقيوا الأعراف ولو قليلا إلى ضفاف جنات نعيم السادة (الكتل) المتوافقين وكتلهم.

ولأني لا أريد أن ابرح نفاق التوافق فاني يجرحني كعراقي من أهل الأعراف في الصميم أنها علقت عضويتها في جلسات البرلمان فقط لتعيد رئيس البرلمان محمود المشهداني إلى الرئاسة وبشكل مؤقت فقط لحين المصادقة على قانون الإقالة والاستقالة (المقر من البرلمان بالإجماع والقبل)لتضمن له مرتبا تقاعديا لايقل عن أربعين ألف دولار اميريكي شهريا،ومرتبات تقاعدية لجيش عرمرم من حراسه الشخصيين قد يبز هذا الرقم بكثير،، وعلقت عضوية وزرائها في الحكومة لتحمي وزير لاذ بالفرار مخلفا ورائه تهما بالقتل!!!


كان يمكن لو قبلوا امتثاله أمام القضاء أن يسنوا عرفا دستوريا يمّكن أيا منا أهل الأعراف أن نلجأ للقضاء حيث لا ملجأ إلا لله في عراق الطوائف والقوميات
وجباريها المتمترسين،وان يجلبوا للقضاء كل من اتهموهم شتى أنواع التهم عبر شاشات الفضائيات، وكأن كل نضال الجبهة وشعراتها البراقة قد اقتصرت على حماية أعضائها في البرلمان والحكومة وتأمين مصادر أرزاقهم الفارهة،بما يضمن الإقامة في فنادق السبعة نجوم مضارب عمان وبيروت والشام، بعد ان لم يبق مايربطهم بالعراق غير حقوقهم المالية،وليتهم يستحقونها،فلست متجن على السيد المشهداني ان قلت ان إكرامه واجب من حيث إقالته وضمان مرتبا تقاعديا من وزارة الصحة باعتباره طبيب أسنان،هذا إن ثبت انه كذلك فعلا،جزاءا وفاقا بكل ما قدمه من العروض المسرحية على طريقة ( شاهد ماشفش حاجة) في إدارته لجلسات البرلمان بما لا ينم عن الحد الادني من الكياسة التي تنبغي لم هو في مكانه،وكان الأحرى بهذه الجبهة أن تتخذ موقف المقاطعة هذا احتجاجا على وجود عشرات الآلاف من الأبرياء وجلهم من قاعدتها الانتخابية في سجون الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية وجل جلهم من الأبرياء فعلا،،إلا من تهمة أنهم من منطقة الأعراف التي هي اقرب لنعيم فردوس ممثليهم من كتلة التوافق.

ربما لا يكفي كل ما نضدت وعلى طريقة السرد الروائي لماركيز في (ليس للكولونيل من يخاطبه) - هذا إن كنت لا أزال اذكر حتى عنوان هذه الرواية الرائعة حين قرأتها يوما ما في زمن عراقي جميل،حين كنا نحرص مجبرين ألا تنبس شفاهنا بشئ من حديث السياسة،،طالما إن للكعبة رب يحميها!!!

أن يكون توطئة للحديث عن صديقي اللواء في وزارة الداخلية العراقية ومدير شؤون الداخلية فيها السيد احمد طه أبو رغيف،، مع كل ما يغلي في داخلي من معارضة صارخة للحالة السياسية، لا للعملية السياسية، ولكني أجدني مضطرا وانا ينهمر على دفء القبل من الشفاه بين هوار ملا محمد الكردي ويونس محمود السني ونشأت اكرم الشيعي،، وهم وحدهم من يزرعون الابتسامات بعرضهم الرائع في بطولة كأس أسيا على الملايين من أهل الأعراف الواقفين قاب قوسين أو أدنى من الجحيم وعلى ضفاف جنات النعيم لممثليهم في العملية السياسية تحت الشظايا والرماد، غير حبي وحب الملايين من أهل الأعراف غالبيتهم العظمى قد لاذت بسواتر الصمت الأبدي،لكل ما هو عراقي قح قبل أن يكون شيعيا او سنيا او كرديا او من أي مكون أخر طالما إن عراقيته هي الأسمى فوق كل تلك العناوين،،ولأني لم اختر ان ألوذ بالصمت وشاءت إرادة الله ان تحميني حتى الساعة من شظية تائهة او رصاصة غادرة، مع نقدي اللاذع للجميع وعبر شاشات الفضائيات وما يسطره قلمي هنا او هناك فقد أملى على ضميري ان أقف إلى جانب اللواء ضد الحملة الظالمة التي تعرض لها عبر العديد من الفضائيات العراقية،، مع إني اقر وصديقي يقر أن اختراق وزارته من أنواع شتى من شبكات القتلة والمرتزقة ليس من نسج خيال الإعلام الأمريكي أو قادة جيشه في العراق،، والبقية تأتي....

ابراهيم الصميدعي
كاتب عراقي
[email protected]