قليلة جدا هى الأيام التى يفرح بها العراقييون منذ أن بدأ الانتحاريون المجرمون فى ذبحهم بدون تمييز. اليوم، وبعد صول الأخبار السارة عن فوز فريقهم لكرة القدم، خرجوا أطفالا وشبانا للأحتفال بهذا الفوز الذى وحدهم على اختلاف مللهم ونحلهم وطوائفهم. ولكن أيادى الغدر والاجرام كانت تتربص بهم، فقام مجرمين اثنين بتفجير انفسهم العفنة بين المحتفلين الذين سالت دماءهم الطاهرة البريئة، وصعدت أرواحهم الى السماء تشكوا للخالق العظيم ظلم هؤلاء المجرمين ومن سلحهم ومولهم من حثالات الأرض. وانقلبت الفرحة الى ترحة، وعوائل تنوح على موتاها وتتحسر على جرحاها. وباقى العراقيين أصابهم الوجوم ثم الغضب الشديد على هذا العدو الجبان المتخفى الذى لا يريد لهم راحة ولا فرحة.

عندما خرجوا لم تمنعهم حرارة الجو القاتلة ولا الخوف من الارهابيين الغدارين. كانوا يهزجون باسم عراقهم ويهنىء بعضهم البعض الآخر دون تفريق وتمييز، فكلهم عراقييون يعانون صعوبة الحياة ومشقتها بسبب الدمار الذى حل ببلدهم الحبيب على يد اناس لا يعرفون للأنسانية معنى، بل هم أعداء البشرية جمعاء، وحشرات لا يطيب لها عيش الا فى النفايات والأقذار والدماءالبريئة التى يسيحونها فى كل يوم. أشاعوا الموت وأرعبوا الناس حتى لم يبق بيت عراقي لم يقتل أو يجرح أحد من أفراده على اياديهم الأثيمة. يفجرون انفسهم لأنهم يدركون انهم لا قيمة لهم ولا مقام بين البشر، فتساوى عندهم الموت والحياة وعماهم الحقد الأسود، ولم يعودوا يطيقون بسمة على وجوه الأطفال ولا ضحكة مرحة من الآباء والأمهات، فهم أعداء للسعادة والسعداء والبهجة والفرح.

ومهما فعلوا ويفعلون، فان نهايتهم باتت قريبة جدا، ولن يغفر لهم أحد ذنوبهم وسيئاتهم التى دمرت حياة الملايين. ان الشعب الذى شققتموه بخبثكم ومكركم سيعود الى رشده ويكون يدا واحدة لسحقكم جزاء وفاقا، وما ضاع حق وراءه مطالب.

عاطف أحمد العزي