بداية يجب التوضيح للقارئ الكريم أن هذا الموضوع مسالة مبدأ وفكرة ونظرة الى ايلاف، وليس مسالة دفاع شخصي عن السيد محمد الموسوي. لكن بالتاكيد في بعض الجوانب سيكون كلامي دفاع عن العراق والعراقيين والذي يتصور البعض واهمآ وبغباء أنهم اصبحوا quot; حائط منخفظ quot; ممكن التجاوز عليهم وعلى اعراضهم وشرفهم وقيمهم بشكل مباشر او مابين السطور. بل وصلت المفارقة الغريبة المضحكة حد الهزل أن يسمح الواهمين لانفسهم بسحب حتى الجنسية الوطنية العراقية من مواطن عراقي !! فاي زمان أغبر واسود هذا الذي نعيشه هذه الايام. والحقيقة الاخرى التي احرص على توضيحها ( أني لاتربطني علاقة او معرفة شخصية بالسيد الموسوي ) لكني بالتاكيد أعرفه من خلال وسائل الاعلام والعمل السياسي.

والحقيقة الاخرى التي اطرحها هنا من باب الامانة.. أن في ايلاف تم نشر مقالات لي شخصيآ. لم اكن اتصور ممكن ان تنشرها وسيلة اعلام عربية، لانها كانت ضمن حدود تناول الحقائق على الارض بشكل مباشر وواضح وهذا غريب على أعلامنا العربي. وهذه هي ميزة ايلاف التي لايمكن انكارها على الاقل مع مقالاتي التي نشرت. لكني رغم ذلك لايمكن أن أذهب أو اقبل بما ذهب به أحدهم بمقالة في ايلاف وهو يقول تعقيبآ على الموضوع نفسه بأن ( إيلاف أكبر من إيران والعراق والأردن وسورية، أكبر من الشيعي ومن السني ومن المسيحي ومن اليهودي، أكبر من الفارسي والعربي! ) هذا كلام غير صحيح ويفتقد الكثير من المصداقية وفيه المبالغة الكبيرة وفيه quot; نوع من مسح الاكتاف quot; لان ايلاف جزء من هذه التسميات وهي تتفاعل بشكل وباخر بكل مايدور حولها لكن تبدو في كثير من الاحيان تتعامل مع بعض الاحداث بطريقة اكثر ايجابية من غيرها، لكن بالتاكيد ايلاف لاتخلو من السلبيات وهذا ايضا طبيعي في ظل عمل متواصل. ثم الحقيقة الاكبر أن أيلاف ليس اكبر من هذه التسميات أطلاقآ بل هي أصغر بكثير ولامقارنة . هذه أمور لاتحتمل المجاملة. ومن جانب اخر يبدو ان السيد محمد الموسوي في مقالته تناول الامور من خلال طريقة quot; التعميم العربية quot; وذلك من خلال خلط الواقع السياسي والاجتماعي والجانب الرسمي والشعبي في الاردن. رغم أنه اشار في جوانب اخرى من مقالته الى كثير من الحقائق السياسية والتاريخية التي لايمكن أنكارها، الآ لمن يملك موقف مسبق وحينها ستكون المناقشة قد ولدت ميته مسبقآ. ويبقى السيد الموسوي حر في رأيه، واذا كان هذا الرأي فيه تجاوز على الاخرين. فأن على ايلاف نفسها أن تتحمل مسؤولية النشر. او تعمل تحت غطاء أن هذه المقالات ( ايلاف غير مسؤولة عنها وتمثل رأي أصحابها ) اما ان تنشر المقالة وتتخذ اجراء اخر بصدد كاتبها فيما بعد. فاتصور ان هذه النقطة بحاجة الى مراجعة جادة من ادراة ايلاف. ويجب ان تشمل تلك المراجعة بعض التعليقات من القراء التي تصل الى حد الشتائم لطائفة او شعب معين او كاتب معين. !! بل أن احد الكتاب في ايلاف ليس له هم مثلا سوى التهجم على quot; الشيعة والاكراد quot; ومع ذلك مقالاته تنشر بشكل منتظم وبمعدل ثلاث مقالات في الاسبوع.

المفارقة أن ايلاف فتحت باب الشتائم والهلوسة quot; العربية quot; لبعض الكتاب وبعض المعلقين الذين حولوا الموضوع بالتجاوز على الشعب العراقي نفسه. بدلا من الرد و مناقشة السلبيات التي يروها بمقالة الموسوي. فهذه بعض مقتطفات من رد عامر الحنتولي الذي قدم نفسه quot; كاتب وصحافي أردني مقيم في الكويت quot; وهو يشتم العراقيين والعراق بشكل مباشر او بين السطور وفي اماكن مختلفة من مقالته المنشورة في ايلاف نفسها. مثلآ ونصآ ( ولايحق لأي انسان ان يعمم على سيدات العراق وبناته الماجدات صفة العهر والدعارة مثلما تريد أن تعمم على الأردنيين انت صفة اللؤم وحب المال // بوسعي أن أستعين بما قاله الحجاج من أن أهل العراق هم أهل شقاق ونفاق.. وبوسعي أيضا أن أستعين بما قاله صدام حين قال عن العراقيين quot;هذول غوغاءquot;.. لكن على صعيد شخصي أقول أن في العراق شعب عربي طيب يعيش كبوة الظلم والإحتلال وهمجية وطنكم الفارسي الأم.. ) !!
وانا هنا كمواطن عراقي أشكر هذا الاخ العربي على مشاعره الكريمة وتفضله بعدم تعميم صفة quot; العهر والدعارة quot; على العراقيات. وأبادله نفس الشعور وأستخدم نفس اسلوبه في الكلام، وأعلن بصوت عالي موقفي ( باني أرفض بأن يقال عن شعب الاردن الطيب بانهم موطن و بقايا قوم لوط في الارض. لايمكن القبول بذلك أطلاقآ ) اما بخصوص استشهاده باقوال الحجاج وصدام حول العراقيين الاكارم. فهذه لاتستحق الاطالة ( لانها مذمة من ناقص ) أمثال الحجاج وصدام على حد سواء ومن سار على نهجهم.
اما رد الكاتب احمد ابو مطر.. فهو من بداية عنوان مقال يؤشر الى خلل كبير عندما يقول ( ما يجمع الأردن والعراق لا يفسده أي موسوي ) وهذه رسالة طائفية وتهجمية للامانة لم نعهدها من هذا الرجل. لانه استخدم وبتقصد واضح مفردة quot; موسوي quot; بشكل غير معرف.وهذه تحمل معاني سلبية كبيرة وواسعة بحق اكبر طائفة عراقية. وثم أنتقل في مقالته الى حد حساب كم لتر ماء يستهلك العراقيين في الاردن وكم رغيف خبز يأكلون في اليوم !! لكنه تجاهل كم برميل نفط حصلت عليه الاردن خلال ثلاثة عقود وبشكل مجاني من نفط العراقيين. والقسم الاخر باسعار مخفضة جدا. والاسبوع القادم سوف يشهد تدفق ثلاثين الف برميل نفط يوميا بتخفيض كبير وسوف يتصاعد الرقم حتى يصل الى ستين الف برميل في اليوم.
بمعنى اخر كل لتر ماء امامه سيكون اكثر من برميل نفط. ناهيك عن عشرات الالوف من الشركات التي فتحت في الاردن للعمل في الاسواق العراقية منذ الحرب العراقية الايرانية وحتى هذه اللحظة. وناهيك عن المنح المالية. وحتى اخر اسبوع استلم الادرن مايعادل ثمانية وعشرين مليون دولار كمعونة من العراق للاردن.اما عقود تدريب الشرطة والجيش العراقي الجديد فكلفت الخزينة العراقية مايعادل اثنين مليار دولار. زائدآ تدريب موظفي وزارة النفط العراقية !! ولااعرف حتى هذه اللحظة ماهي خبرة الاردن بالنفط حتى تدرب هذه الكوادر النفطية !! أن الاردن مستفاد من العراق في كل المراحل حرب وسلم على حد سواء. لم يكن بودي التطرق الى هذه التفاصيل وغيرها. لكن من يريد أن يحسب الامور بهذه الطريقة فعليه أن يرى الامور بعينين اثنين وليس بواحدة.
الغريب بالمقالات الثلاثة التي نشرتها ايلاف كتعقيب على مقالة الموسوي. أتفق الثلاثة على سحب الجنسية الوطنية العراقية من الموسوي والتبرع بالرجل الى بلاد فارس !! وهذه مفارقة بقدر ماهي مؤلمة. لكنها مضحكة بنفس الوقت، وتستحق اكثر من الضحك لمن يجيد ذلك الفعل . و يبقى سوال ملحآ يطرح نفسه.. من أنتم ؟ من أنتم ؟ حتى تسمحون لنفسكم بسحب عروبة وجنسية ووطنية مواطن عراقي !! هذه كبرى مهازل الدنيا. ثم انكم تشجعون الاخرين على استخدام نفس الاسلوب و نعتكم ( بانكم من بقايا العثمانيين في ارض العرب ) والسوال الاكبر هنا من الرابح في هذه المعادلة البائسة !! أين ربحت امة محمد العربي الامين quot;صquot; في هذه المزايدة quot; القومجية الفارغة quot; !! ثم من قال لكم ايها الواهمين بان اي عراقي ممكن ان ينتظر منكم شهادة بوطنيته وعروبته وبنزاهة عرضه وشرفه.!! اعتقد ان الاخرين هم الاجدر بالبحث عن هذه الشهادة.
لان العراقيين هم منجم الوطنية والعروبة والشرف الرفيع. اما ( الغجر- النور ndash; الكاولية ) فمثل هذه النماذج موجودة في كل بلدانكم. وهن في العراق صناعة quot; بطلكم القومجي quot; الصنم الساقط الذي تسشهدون به لانه ربيب هذه النماذج الدنيئة.

من هنا أتوقع من ايلاف ان تراجع قرارها بخصوص الموسوي. او ان تكيل بنفس المكيال وتستخدمه بحق quot; الحنتولي quot; الذي تجاوز على العراقيين واعراضهم بشكل فج ومسخ وعلني. أن أيلاف اليوم بحاجة كبيرة الى مهنيتها المميزة. والى اثبات هذا التميز دون الدخول بعملية الكيل بمكيالين.
[email protected]