لعل مأساة شيعة العراق تعطي المراقب مدخلا لفهم مأساة المجتمع العراقي البشعة و الضرر الفادح الذي أحدثته مؤسسة الحكم الحزبية و العشائرية البعثية البائدة و فشلها التام في تثقيف الشعب العراقي و الرفع من مستواه و تسببها بحروبها الفاشية و سياساتها العسكرية الفاشلة المهزومة في إعادة عموم الشعب العراقي لا فرق بين سنة و شيعة لعدة قرون خلت على مستوى التفكير و النضج و الدراية و خلو الساحة العراقية المفجع من أي قوى حقيقية تقدمية و منفتحة و عصرية تمارس الحكم و السلطة و تقود الشارع بطريقة أمينة و متوازنة و بما يبعد شبح الحروب الطائفية أو الإغراق في الطقوس الصفوية و البويهية و ممارسة حفلات اللطم الشامل و الفرح الهستيري و هما حالتان متناقضتان باتتا السمة المميزة للمجتمع الطائفي العراقي المريض ! و لعل ما حصل و يحصل في مدينة كربلاء العراقية من أحداث دموية مفجعة يمثل قمة الفانتازيا السياسية و المجتمعية في شعب فقد البوصلة تماما و عاد يركض خلف أوهام التاريخ و الروايات الخرافية التي لا تسمن و لا تغني من جوع و التي هي أيضا مجرد نافذة طائفية تهرب منها السلطة الفاشلة و تتملص من كل إلتزاماتها التي فشلت في الإيفاء بها، ففي ظل الأزمة السياسية العميقة في العراق و الفشل السياسي و الإقتصادي و الأمني المفجع لا تجد سلطة الأحزاب الطائفية المتخلفة كحزب الدعوة و المجلس الإيراني الأعلى و بقية العصابات الطائفية المتخلفة من صدريين و غيرهم من وسيلة لإلهاء الشعب و التفرج على دمائه و أشلائه سوى الإنشغال بالطقوس الخرافية و تخصيص آلاف العناصر الأمنية و شل الدولة بأسرها في سلسلة طقوس خرافية و غريبة كل الغرابة عن الإسلام و لا تتناسب أبدا مع طبيعة حالة الطواريء المفروضة في البلد و التي من ضمن أهم مقوماتها منع التجمعات البشرية الكبرى و الحفاظ على دماء الناس و أرواحهم و سد الثغرات أمام أي وسيلة من شأنها الإخلال بالأمن العام و التفرغ لمتابعة القضايا الوطنية الكبرى و توفير الخدمات الضرورية للمحرومين من ماء نظيف و كهرباء لا تنقطع ووقود ينمي عجلة الحياة و تشييد مدارس و مراكز بحث و علم لا السعي وراء تكوين و حماية تجمعات اللطم الكبرى و تعزيز المظاهر الصفوية المفسدة للدين الإسلامي و لحقيقة المذهب الجعفري النقي البعيد كل البعد عن تلك الطقوس الصفوية التي يخدعون بها الجهلاء و البسطاء و يمارسها الأغبياء في جهالة خدمة لتجار الدين من العمائم المقدسة التي تريد تثبيت سلطات وراثية مقدسة و معصومة في زمن الحضارة و في تضاد واضح مع أبسط مستلزمات الديمقراطية!!، إن أي مراقب (غبي) كان يتوقع حدوث مجزرة في كربلاء خلال الأحتفالات الخرافية التي جعلت تلفزيون عائلة الحكيم (الفرات) يصفق و يغني!! فرحا بميلاد المهدي كما يقولون!! بينما دماء الناس و أجسادهم تداس بالأقدام و يطحنها الرصاص في كربلاء!! في ممارسات سادية و غير مبررة و تتحمل العمائم و المرجعية الدينية وزرها أمام الله سبحانه و تعالى !، كانت أجهزة الدولة تعلم علم اليقين في ظل حالة التوتر الطائفي و الصراع الشيعي / الشيعي من أن هنالك مجزرة دامية في الأفق إستنادا لتجارب ماضية لعل أهمها مجزرة النجف قبل شهور و التي أتهم فيها تنظيم خرافي إسمه (جند السماء)!! و ذهب ضحيتها مئات من العراقيين من الأطفال و النساء و الشيوخ لم تسأل عنهم المرجعية و لا الحوزة و لا البرلمان و لا أي جهة عراقية مسؤولة أخرى!! و تمت لفلفة الملف و تغطيته بالكامل في ظل صمت و جبن القوى السياسية العراقية الفاشلة و تواطؤ أمريكي واضح المعالم و الأهداف مع السلطة الطائفية الفاشلة بإمتياز و الصفوية حتى العظم في ممارساتها الطقوسية البدائية و الخرافية! و قبل ذلك كانت مجزرة (جسر الأئمة) في عهد حكومة مولانا الزعيم الفاشل إبراهيم آغا الجعفري (مد ظله الوارف)!! و ذهبت آلاف الضحايا البشرية غرقا و سحقا في مياه دجلة و شوارع الكاظمية و الأعظمية!! و كانت مهزلة و مسخرة و مأساة كبرى جيرها و بررها بعض المتخلفين و الصفويين من أنها كانت ضرورية للتعجيل بقدوم الغائب المنتظر!!!!! ترى أي إمام يفرح بجثث و دماء آلاف الضحايا الأبرياء؟ و ما هذا التشويه المتعمد و المشبوه لأهل بيت النبوة الكرام الذين تلقى اليوم على عواتقهم كل ممارسات الدجل و الجهل و الشعوذة الجارية في العراق و التي تستفيد منها أولا و أخيرا المافيات الطائفية التي تضحك على عقول البسطاء و تعتمد على إمتصاص خيراتهم و أرزاقهم في أبشع ظاهرة للنصب الديني و الطائفي في القرن الحادي و العشرين!!، مأساة الشيعة الحقيقية ليست في فرق القتل و التكفير أساسا بل أنها متأتية من العصابات الشيعية ذاتها التي تولغ في دماء الفقراء و البسطاء و السذج تحت شعار الطائفة و المذهب فعصابة الشرير و الفاشي و المريض نفسيا مقتدى الصدر لم تترك جريمة إلا و إرتكبتها و مع ذلك فإن هذه العصابة هي من ضمن القوى الحاكمة و المنتشرة داخل أروقة السلطة الطائفية و البرلمان و تمارس الجرائم علنا و على رؤوس الأشهاد!! في ظل عدم المحاسبة و حالة الخنوع من حكومة الفاشل نوري المالكي و الذي فشل فشلا ذريعا في إنهاء جيش المهدي بإعتباره عصابة إجرامية و إرهابية و سبب الفشل المالكي هو أن جيش المهدي و عصابات مقتدى كانت و لازالت السبب في رفع المالكي لسدة الوزارة ليكون (دولة الرئيس) بعد أن كان مجرد بائع جوازات مزورة ووكيل للمخابرات السورية في السيدة زينب في دمشق!! تصوروا مأساة العراق حين تتمخض العملية السياسية المريضة عن مجيء قيادات مشبوهة و عميلة لإيران و سوريا لتكون حاكمة و أخرى كانت بعثية حتى العظم وغيرت عنوانها الطائفي لتكون تحت تسمية (الحزب الإسلامي) أو غيره لتتحول لأحزاب حاكمة و موجهة للجماهير و أملا للمستقبل؟؟؟ من الواضح إن العملية السياسية في العراق قد فشلت بالكامل و بما يعني أساسا فشلا أميركيا واضحا في الأخذ بيد العراق نحو دروب الخلاص!! فالنتيجة الميدانية القائمة حاليا أن السياسة الأميركية باتت تعتمد على عملاء نظامي طهران و دمشق التاريخيين في منع النفوذ الإيراني و البعثي السوري و تلك لعمري مهزلة قاصمة للظهر، فالعملاء لا يخدمون سوى مصالح أسيادهم مهما تواروا خلف الإستعارات اللفظية و الوطنية، و معركة (ما بين الحرمين الكربلائية) هي نموذج مصغر لمستقبل العراق (المشرق)!! كما أنها تفضح غباء السياسة الأمريكية وسوء نيتها و طويتها بالأصح!! فالأميركان ليسوا أغبياء بل أنهم يمارسون مخططا واسع الأبعاد و الأهداف ستكون نهايته الحتمية في إنهاء العراق بالكامل و لو كانت النوايا الأمريكية عكس ذلك لما رأينا أحزاب الدعوة و المجلس الإيراني و بقية فرقة حسب الله الصفوية تلعب في العراق لعبتها الدموية و الطائفية الفاشلة، لقد أسقط الأميركان نظام البعث الصدامي الفاشي الإرهابي و لكنهم في النهاية سلموا العراق لزمر طائفية صفوية وإرهابية غبية لا تتقن سوى فن اللطم و ضرب السلاسل (الزنجيل) و القامات (السيوف) و التفنن في إقامة مهرجانات الماراثون الشيعي و بقية الإحتفالات الخرافية التي أغرقوا بها فقراء العراق و محروميه و بسطائه، لقد عشت في إيران الشيعية الصفوية الخمينية فترة من حياتي و عايشت إحتفالاتهم بميلاد (المهدي) و لم أراهم يقطعون الفيافي مشيا من طهران و حتى (قم) أو (مشهد) أو (شيراز) أو (سبزوار) و جميع تلك المدن توجد فيها مزارات شيعية!! و لكن الحالة الطائفية و الجنونية في العراق تجاوزت حد المرض و الهوس لأنها تحولت لصراعات بين قياديين إقطاعيين طائفيين يمارسون ساديتهم ونهمهم للسلطة و الحكم و التحكم و لو عن طريق دماء المحرومين، معركة كربلاء ستكون فاتحة المعارك الشيعية الخرافية في مسلسل قادم سيغرق جنوب العراق بالدم، فحرب إنهاء العراق قد أطلقت إشارة إنطلاقتها.. و لن يستطيع لا المهدي و لا حتى المسيح منع السيناريو الدموي القادم، فتذابحوا أيها العراقيون حتى ظهور المهدي!! و إلى أن يظهر المهدي نرجو أن يحفظ الله لنا (المالكي و الجعفري و الصدر و الحكيم)!! ففي هؤلاء البركة!!.. و الله حالة... و الله طرطرة...!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات