المذهب بشكل عام يعني.. وجهة نظر ورأي لفرد أو جماعة في قضية ما من القضايا الدينية أوالفكرية أو الاجتماعية أو السياسية، وهو بهذا المعنى لايحق لأي مذهب ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة والصواب طالما انه يعبر عن رأي صاحبه.

ويتبلور المذهب حسب العوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية والنفسية للفرد والجماعة الذين انتجوا المذهب واعتقنوه.

ولو لاحظنا المذاهب الاسلامية كافة سنجدها انها سميت بأسماء الاشخاص مثل:

- المذهب الجعفري
- المذهب الحنفي
- المذهب المالكي
- المذهب الحنبلي
- المذهب الشافعي

فهذه المذاهب الاسلامية الرئيسية كلها سميت بأسماء الفقهاء الذين أنتجوها للناس وجاء بعدهم تلاميذهم واضافوا لها بعض التعديلات وحذفوا منها اشياء.

ولكن الشيء الخطير هو ان المؤمنين بهذه المذاهب لايخطر على بالهم ولو للحظة ان هذه المذاهب هي من صنع البشر ولاتمثل جوهر الاسلام، وانها عبارة عن وجهات نظر شخصية للفقهاء الذين ابتدعوها حتى لو ادعوا انهم اعتمدوا على مصادر التشريع.. القرآن والسنة والعقل والاجماع والقياس، فأن الطابع الشخصي هو الاساس الذي دفع الفقيه الى ابتداع هذا المذهب وليس الحرص علىالاسلام وايجاد الطريق الصحيح.

بمعنى ان الدوافع الرئيسية التي جعلت الفقيه يخرج على الناس بمذهبه.. هي دوافع شخصية تتعلق بالتكوين النفسي والاجتماعي والثقافي والصراعات السياسية والقبلية التي عاش في معتركها الفقيه صاحب المذهب، وبالتالي فأن الاسلام هنا هو مجرد جسر ووسيلة أستعمله الفقيه للتعبير عن دواخله النفسية المحضة.

سأضرب مثالين: بالخميني وابن لادن:

كما هو معروف ان الخميني سعى بكل قوة الى احياء بدعة ولاية الفقيه المنبوذة حتى لدى الشيعة ماعدا اثنين من الفقهاء تكلموا بها قبل اكثر من 150 سنة وكلاهما فارسيان، ولو تفحصنا الدافع السايكولوجي الذي دفع الخميني الى بدعة ولاية الفقيه.. سنجد ان شخصية الخميني المصابة بمرض الانفصام / الشيزوفرينيا والذي يجعل المريض يتوهم انه منقذ البشرية من الهلاك و داء العظمة، ونوازع الدكتاتورية والاجرام في شخصية الخميني كل هذه العوامل دفعته الى تبني وجهة النظر الاجرامية هذه التي تستعبد حرية الانسان وتلقي به في حجيم الموت وارتكاب شتى الجرائم بأسم الدين.

أما ابن لادن.. فأنه لايختلف عن الخميني بشيء، فهو كذلك مصاب بمرض الانفصام وداء العظمة والدكتاتورية و تقمص دور المنقذ للبشرية وتستولي عليه النزعة الاجرامية المتعطشة للقتل والاجرام... هذه العوامل هي من دفعه الى اعتناق الفكر الوهابي التفكيري الاجرامي.

والخلاصة.. ان كافة المذاهب في الاسلام والمسيحية واليهودية، هي من صنع البشر وليس لها علاقة بالله تعالى، وهذه المذاهب هي سبب الصراعات والاحقاد والتعصب الذي قاد الى الحروب والقتل، وان المؤمن الحقيقي هو من يتوجه الى الله سبحانه مباشرة بعيدا عن رجال الدين ومذاهبهم فالدين وحب الله لايحتاج الى مسميات ومذاهب، وانما يحتاج الى نوايا صادقة ومحبة لقيم الخير وخدمة الناس والايمان بمبدأ الاخوة الانسانية بين البشر بعيدا الاختلافات المذهبية والدينية والقومية.

[email protected]