* دائما ما كان سبتمبر أجمل شهر فى شهور السنة بالنسبة لأهالى الإسكنرية ndash; وأنا منهم-، فى سبتمبر يبدأ دخول المدارس ويرحل المصطافون من الأسكندرية التى تهدأ أحوالها ويبدأ أهلها فى الإستمتاع بشواطئها وشوارعها النظيفة الهادئة (أو التى كانت)! كان هذا زمان أيام كان أهالى الإسكندرية يختلفون عن غيرهم من الذين يأتونها للإصطياف ويجلبون معهم أسوأ عاداتهم، وقد شاع بين المصريين مثل ينطبق فعلا على تلك الحالة يقول quot;البلد اللى ماحدش يعرفك فيها... إقلع وإمشى عريانquot;! يعنى تستطيع بدون شعور بالحياء أن تفعل ما تخجل أن تفعله بين من قد يعرفونك، طبعا هذا كان أيام توافر شىء إسمه الحياء الذى كتبت مؤخرا أنه قد هاجر مصر هو الآخر!

* قتل العبسى أو هرب جبنا وخوفا على حياته كما هرب أسياده من جبال تورا بورا ونسوا ما صدعونا به وضحكوا به على شباب غر من أن غرضهم النصر أو الشهادة فلم ينتصروا ولم يستشهدوا وإنما هربوا جميعا، منهم من إرتدى ملابس النسوان ومنهم من إمتطى موتوسيكل وسابق به الريح ومنهم من ترك الموبايل الخاص به مع أتباعه ليضلل به مطاردينه لكى يتسنى له الهرب، والعجيب انه لازال من الشباب المحروم من يظن أنه إن إتبعهم سيضمن الذهاب لجنة الحوريات لممارسة الجنس الذى حرم منه على الأرض نتيجة فتاويهم المخيفة!

* هرب العبسى أو لعله قتل كما قتل من قبله الزرقاوى، ولكن للحق بين الإثنين فرق. الزرقاوى مجرد لص أفاق إمتطى النظرية الإسلاموية لكى يصير quot;أميراquot; له سلطان ونفوذ ومهابة واتباع، أى بالعربى quot;هلمةquot; وهيئة لم يكن يحلم بذرة منها وهو قابع فى سجون الأردن لقاء جرائمه. أما العبسى فكان طيارا او على الأقل شخصا على قدر من التعليم والثقافة ومؤمن بفكرة، حمقاء وإجرامية ولكنه لم يكن مجرد لص حقير كما الزرقاوى. لو لم يرتكب العبسى ما إرتكبه من قتل خسيس لجنود لبنانيين فى سرائرهم، وإتخاذه من مدنيين أبرياء رهائن ليحتمى بهم، لربما إقترب بشكل ما من صورة المحارب من أجل فكرة، لربما... ربما كان قد إقترب من تخليد ذكراه بجانب أرنستو تشى جيفارا أو حتى فيديل كاسترو، ولكن الأخيرين كانا مقاتلين من أجل الحرية، أما العبسى فكان مقاتلا من أجل العبودية والتخلف!

* فى سبتمبر أيضا نفذ بن لادن غزوته المشؤومة على quot;أم الدنياquot; فى إستفزاز قاسى، ولحسن حظنا أن الأمريكان أناس عندهم رقى وتهذيب فلم يقوموا على الأعراب ليمحوا دولهم من خارطة الدنيا من باب الإنتقام ولم يكونوا ليلاموا لو فعلوا. ولازال بن لادن وتابعه يطلون ببرود وقلة حياء من على شاشات التليفزيون والأنترنت ليعطوا آرائهم وملاحظاتهم وبدون أى خجل من دماء الضحايا المدنيين سواء أهل الغرب أو من أهل الإسلام أو حتى ممن يصدقونهم ويتنكبوا طرق الإنتحار المختلفة!

* كما كان القتلة يفخخون الحمير والبهائم لتفجيرها فى العراق تمكنت القاعدة فى الجزائر من تجنيد صبى عمره خمسة عشر عاما لتفجير جسده فى معسكر للجنود! تماما كما تمكنت حركة حماس قبلا من تجنيد أطفال متخلفين عقليا وفتيات فى عمر الزهور ونساء بلغ العمر بهن عتيا من أجل أن يحملوا متفجراتهم فيقتلوا ويقتلوا بدون تمييز لكى يتسلطن مشعل أفندى وهنية والزهار وشلة الذين أكلوها والعة ويطالبون أهلهم فى غزة بأكل الزعتر والخبز الحاف!

آخر نكتة: أخ سوادنى مهذب أرسل لى إيميل يعتب على تعجبى الشديد من تصريح وزير دفاع السودان أن السودان ينتج صواريخ وطائرات بدون طيار! تعجبى كان فى صيغة تساؤل عما إن كان من الأوفق أن يبدأ السودان فى إنتاج مجرد بسكليتة أولا؟ أما كان من الأفضل أن يبدأ فى إنتاج رغيف خبز لجائعيه الذين يعطف عليهم المجتمع الدولى أولا؟ العجيب أن السيد الذى تولى الرد على تعجبى وعدد لى مظاهر تطور السودان وتقدمه الباهر، هو سودانى quot;مهاجرquot; وليس مقيم فى السودان العجيب الذى حاول إقناعى بوجوده...!

عادل حزين
نيويورك
[email protected]