قضيت- ككل عام- أجازتي السنوية في بلدي مصر، ووجدت أن الفساد والرشوة منتشران في أرجاء المحروسة حتى النخاع، وأن الشعب ناقم وساخط على تردي الأوضاع الأقتصادية، من تفشي البطالة إلى ارتفاع الأسعار، ومما زاد الطين بلة هذا العام، هو قرب بدء العام الدراسي مع حلول شهر رمضان-أعاده الله عليكم وعلينا بالخير واليمن والبركات- وما يستلزم ذلك-كالعادة- من مصاريف فوق العادة،مسخت شهر رمضان من شهر للعمل إلى شهر للتبذير والتجديف والعنف، في هذا الجو الخانق تنتشرالخفافيش المتأسلمة وتظهر نفسها كأهل البر والتقوى، وأنها طوق النجاة، فمعهم العصا السحرية التي بها يقولون للشيء quot;كن فيكونquot;،وعصاهم السحرية هي التأسلم السياسي، أي خلط الدين بالسياسة، فيرفعون شعارquot;الإسلام هو الحلquot;ولم يوضحوا لنا بالضبط حل ماذا؟ وكيف؟ وأين هو برنامجهم السياسي الإجتماعي الذي سننتخبهم بناء عليه، فكل ما يقولونه هو شعارات فارغة،وخداع مكشوف، وتجربتهم في إيران والسودان وأفغانستان، وسجلهم الأسود يكذب دعواهم الماكرة،فحيث حكموا أقاموا دولة فاشلة اقتصادياً،وإرهابية سياسياً، تعمل خفافيش الظلام على استغلال حالة السخط هذه لسحب البساط من تحت قدم النظام الحاكم الذي ينخر السوس في عظمه،فيقولون للناس ما يودون سماعه، من أن الحل هو اللجؤ إلى الله، وليس الإعتماد على أنفسنا،وأن ما يحدث لنا ليس نتيجة لتخلفنا ولابد أن نسأل أنفسنا عن أسباب ذلك، بل يردون ذلك إلى غضب الله علينا لأننا ل نلتزم بشرعه؛ولو التزمنا بشرعه وجلدنا شارب الخمر 80 جلدة، وقطعنا يد السارق أو يده ورجله من خلاف كما فعل الترابي في السودا، ورجمنا الزانية، كما فعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي رجمت أكثر من ثلاثة آلاف امرأة، وباختصار لو سالت الدماء أنهاراً في مدن مصر وقراها،لكنا كالطير تغدو خماصاً[جياعا] وتعود شباعا، ببركة الحكومة الدينية العائدة إلينا من ظلمات العصور الغابرة.،والدليل على أنهم كاذبون، برغم تمكنهم من السيطرة على جل النقابات في مصر تقريباً، إلا أنهم لم يحلوا لنا أي مشكلة من مشاكل هذه النقابات... ناهيك على سيطرتهم على الإعلام والتعليم وخطب الجمعة، إنهم ظاهرة صوتية فقط تجيد فن الخطابة لدغدغدة مشاعر وأحاسيس العامة المجهلة عمداً، لأن هذا هو مناخهم الذي يرديونه لمريديهم، وليس أدل على سيطرتهم على البسطاء، أن البسطاء من الشعب أيام الانتخابات-على قلتهم- كانوا يدخلون لجان الانتخابات ويقولون quot;نريد أن ننتخب الناس بتوع ربناquot;، فإذا كانوا هم quot;بتوع ربناquot; فمن تكون جميع الأحزاب الأخرى؟؟!! طبعاً quot;بتوع الشيطانquot;؟!!


أشيع أثناء وجودي في مصر أواخر الشهر الماضي أكذوبة مرض الرئيس مبارك، ولا أعرف لماذا أثيرت كل هذه الضجة حول صحته، فالرئيس بشر مثلي ومثلكم، يمرض وينام بل ويذهب إلى المرحاض،واتضح أن من روج لهذه الإشاعة حماس التي تشارك الإحتلال الإسرائيلي حكم الشعب الفلسطيني بالحديد والنار، والإخوان المسلمين،لحاجة في نفس يعقوب.وأستغل هذه الإشاعة وأطلب من الرئيس مبارك بأن يسمي خلفه بالإسم،وألا يدع مستقبل مصر مرهون بالإخوان المتأسلمين، لا يعدون شعب مصر،مثل اخوانهم في الفشل والاستبداد في إيران والسودان وأفغانستان طالبان، بغير مشروع طالباني،بغير نهر من الدماء والخراب،فلا هم لهم إلا الوصول إلى السلطة، يريدون انتخابات ديمقراطية لمرة واحدة، يصلون من خلالها للحكم، لفرض فاشيتهم الإسلامية،والأدلة على ذلك كثيرة،يكفي ما حدث في سودان الترابي، وأفغانستان طالبان، وإيران الملالي، وعملاء إيران وسوريا في غزو ولبنان... فهم ما دخلوا بلداً إلا أفسدوه وجعلوا أعزة أهله أذلة.كما سبق فيهم قول الباري جل علاه. فرفقاً بمصر وأهل مصر يا ريس، وعين نائباً لكم أو أكثر حتى تتم عملية نقل السلطة-تحت أي ظروف مفاجئة- بصورة سلمية،لا وقت للتشدق بالحديث عن الديمقراطية، فأمن مصر وأمانها أهم من الفوضي التي ستغتال مستقبل مصر.

أشرف عبد القادر

[email protected]