كنا قدرنا للسيد منير العبيدي رجوعه عما جاء به من دعوة للتخلي عن اللينينية لو كانت رجعته نصوحة. لكن وقد رجع متظاهراً القبول باللينينية بعد أن أدرك العيب البنيوي في دعوته، إذ قال هو نفسة أن اللينينية لم تطبق في الإتحاد السوفياتي فكيف لأحد أن يرفض ما لم يطبق، كما عنون مقالة الرجعة! رجع عما قال به وكيلا يتحمل عيب ومهانة الرجعة، كما في معايير البورجوازية الوضيعة، راح يفجر قنابل دخانية تتحدث عن تواضع لينين وحسن أخلاقه وتناسى أنه كان في مقالته قبل الأخيرة quot; اللينينية مرة أخرى quot; قد فضل الديموقراطيين الإجتماعيين عليه واستهدف الباطل من وراء كلمة حق quot; اللينينية ليست مقدسة quot; والباطل هو الاستغناء عن اللينينية واستبدالها ب quot; الديموقراطية الإجتماعية quot; كما جهر دون مواربة.

تراجع العبيدي من أجل هدف رئيسي لديه وهو الهجوم على ستالين، وقد ساء الظن في أن امتداح شخص لينين سيساعده في تحقيق غرضه مغتنماً جهل العامة بشخصية ستالين الفريدة والمتميزة عن كل شخصيات التاريخ وفي كل الحضارات بعد أن غطتها أستار سوداء من صناعة الرجعية سواء كانت رجعية رأسمالية إمبريالية أم رجعية الردّة الخرشتشوفية. إنني على قناعة تامة بأن منير العبيدي نفسه يجهل، كما العامة، شخصية ستالين وأن ما يعرفه عنها إنما هو مما قص عليه أعداء ستالين والدعاية الرأسمالية الإمبريالية التي هي أذكى منه ومن عامة الشيوعيين ذوي الأصول البورجوازية الوضيعة فعرفت تماماً أن تسويد صفحة ستالين وتلطيخ سمعته إنما هو إدانة للإشتراكية وضربة قاصمة لمشروع لينين في الثورة الإشتراكية العالمية.

رحل ستالين عن هذا العالم قبل أن يذهب الطفل منير إلى روضة الأطفال في آذار 1953. كبر منير وانتسب للحزب الشيوعي ليسمع صباح مساء من فم خروشتشوف وأيتامه في الحزب الشيوعي العراقي السباب والشتائم على ستالين. لكن لماذا؟ بادعاء أنه كان غير ديموقراطي ولأنه مارس طقوس عبادة الشخصية!! كان من الطبيعي أن تتأصل كراهية ستالين في نفسية الشاب الغر آنذاك منير العبيدي.

عند هذا الحد لا يجوز لنا أن نلقي اللوم كله على العبيدي طالما أنه لم يكن له اليد الطولى في تكوين شخصيته الثقافية والسياسية بل كانت لأيتام خروشتشوف الذين ما زالوا رغم كل الإنهيارات التي جلبوها على المعسكر الاشتراكي ومصائر الحركة الشيوعية في الحضيض، ما زالوا يسخرون من المناضل الشيوعي حسقيل قوجمان الذي كان قد رأى في العداء لستالين عداء للبولشفية وللإشتراكية. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالعبيدي وقد أخذ يستقل بشخصيته الفكرية والسياسية يعلم تمام العلم أن كل البناء الإشتراكي السوفياتي إنما هو تطبيق لقراءة ستالين للينين. عندما استلم ستالين رأس السلطة السوفياتية في العام 1922 كان الإتحاد السوفياتي يعاني من سكرات الموت جوعاً؛ انضم العبيدي للحزب الشيوعي العراقي مبهوراً بما سمع أو رأى في الإتحاد السوفياتي وكان من بناء ستالين دون أن يضاف إليه أية إضافات أخرى ذات بال. وهنا نسأل العبيدي هل ما كان في الإتحاد السوفياتي هو إشتراكية أم لا؟ لئن كان جوابه بالإيجاب عندئذٍ يقوم سؤال آخر.. ألا يعني الطعن بستالين هو طعن بالإشتراكية؟ ولئن كان بالنفي فالسؤال الذي يقوم هو.. طالما أنه ليس اشتراكية فعلامَ انتسب إلى الحزب الشيوعي؟ أم أنه كان غفلاً غرر به الشيوعيون ونسّبوه لحزبهم؟!

ليس في حياة ستالين ما هو ليس مفخرة للحركة الشيوعية العالمية بما في ذلك ديموقراطيته وإنكار الذات الذي لم يصل لحدوده أي شيوعي آخر ولا أي مخلوق آخر على وجه الأرض. لقد كرس كل دقيقة من حياته للعمل الشيوعي. كان في الرابعة عشرة عندما كان يخبئ كراريس الماركسية في فراشه في مهجع التلاميذ الرهبان لكي يقرأها على ضوء خافت بعد أن ينام زملاؤه وهو ما انتهى إلى طرده من الدير. ذهب الفتى يوسف فيساريونوفتش للعمل في باكو وانتسب للحزب الاشتراكي الديموقراطي في روسيا (الحزب الشيوعي فيما بعد) وقاد في أكبر مدينتين في القوقاز وهو في الثامنة عشرة من العمر أول إضرابين عماليين كبيرين تناقلت أخبارهما وكالات الأنباء العالمية وهزّا بقوة عرش القيصرية الذي لم يسبق له أن إهتزّ. استطاع ذلك الفتى الشيوعي أن ينظم خلايا الحزب في كافة أنحاء القوقاز ولقبه الشيوعيون هناك ب (لينين القوقاز). في العام 1901 وهو في الحادية والعشرين كتب أول مساهمة في الأدب الماركسي بعنوان quot; الواجبات الملحة أمام الحزب الإشتراكي الديموقراطي quot; وقد وجه نقداً لاذعاً لقيادة الحزب، بليخانوف ولينين، لكون الحزب قد قصر نشاطاته على طبقة المثقفين وأهمل العمال الذين هم أصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة الإشتراكية ـ وهذا مرض عانى منه الحزب طويلاً وتسبب أخيراً في الانهيار. في العام 1903 قابل quot; لينين القوقازquot; quot;لينين روسياquot; وأعجب به لينين أيما إعجاب حتى أنه أخذ ينادية ب quot;القوقازي الأعجوبةquot;؛ وأطلع على مقاربته للمسألة القومية في كراسته بعنوان quot; المسألة القومية في نظر الإشتراكية الديموقراطية quot; ورأى فيها لينين أول مقاربة ماركسية للمسألة القومية الصعبة في روسيا بشكل خاص نظراً لتعايش أكثر من خمسين قومية في ظل القيصرية مما دعا لينين أن يطلب من ستالين في العام 1912 أن يعيد كتابة المعالجة كيما تكون مرجعية الحزب في مسألة القوميات. ما تزال مقاربة ستالين للمسألة القومية هي المرجعية الوحيدة في موضوع القوميات في الفكر العالمي. وفي العام ذاته تمكن ستالين (وقد اتخذ اسم ستالين) من الهرب للمرة الثالثة من سيبريا ووصل إلى بطرسبورغ ليؤسس بالتعاون مع مولوتوف جريدة البرافدا، جريدة الحزب الرسمية ويشرف على تحريرها. كان الثوريون الروس آنذاك يفضلون اللجوء إلى الغرب الأوروبي إلا ستالين الذي كان يسافر راجلاً معظم طريقه لملاقاة لينين في جنيف ويعود بنفس الطريقة دون أن يمكث طويلاً هناك.

ما ميّز ستالين عن سائر القادة ورجال الدولة عبر التاريخ هو أن الرجل أخذ منذ تفتح وعيه الأول يربي ذاته تربية شيوعية خالصة وبقسوة ما بعدها قسوة فلم يقدم أي خدمة تذكر لعائلته ويحكي إبنه الثاني فاسيلي أن الخدمة الوحيدة التي قدمها أبوه له ولأخيه ياكوب هي أن أرسلهما لقيادة الجيش لقبولهما مجندين في الجيش. والسبب الرئيسي الذي دفع بزوجته للانتحار عام 1932 هو شعورها بالإهمال من قبله وخاصة وهي الشيوعية المرموقة أنه كان يرفض أن يفشي إليها مناقشات قيادة الحزب وقراراتها وهو ما كان محظوراً على مختلف الكوادر القيادية في الحزب. أما رفضه باستبدال إبنه البكر الأسير لدى النازيين برتبة كابتن بضابط ألماني أعلى منه درجة فهو قصة مشهورة وقد شرح على الطلب المقدم من قيادة الجيش بقبول التبادل نظراً لأن موضع البدل هو إبن ستالين quot;ياكوبquot; بالقول quot; كلهم أبنائي quot; أي أنه لا يميز بين ابنه وسائر الجنود الآخرين. وفي الأرشيف السوفياتي كتاب موجه إلى ابنه فاسيلي يعتذر فيه عن تلبية طلبه بعض النقود لشراء بذلة ضابط أسوة بالضباط الآخرين الذين اشتروا بذلات جديدة وفيه يقول ستالين لابنه أن عليه أن يقبل باللباس الذي يوزعه الجيش ليس أكثر. وهرع الإعلاميون بعد موته إلى منزله يسألون الأشخاص المكلفين بخدمة ستالين فكان جواب هؤلاء أنهم لم يخدموا ستالين أبداً بل ستالين كان يخدمهم فيمر عليهم فرداً فرداً ليسألهم ما بإمكانه أن يعمل لهم ويلبي طلباتهم التي لا يشعر بأنها تستغل مركزه كأعلى رجل في الدولة والحزب. كان ستالين يرفض رفضاً قاطعاً أن يخدم على مائدة الغداء حتى ولو كان بضيافته رؤساء الدول؛ كان يطلب إلى ضيوفه أن يخدموا أنفسهم بأنفسهم. ومن القصص المشهورة عن ستالين أن لباسه كان موضع تندر من مساكنيه ومن المستخدمين فكانوا يصفون بذلته التي لم تتغير أبداً أنها نفس البذلة التي حارب فيها الحرب الأهلية (1919) وعندما تآمرت ابنته مع المستخدمين في المنزل واشتروا له بذلة مطابقة تماماً لتلك التي يلبسها إكتشف ستالين الأمر عندما هم بارتداء ملابسه في الصباح والذهاب للعمل وأبى أن يلبس البذلة الجديدة قائلاً أن بذلته القديمة تكفيه عشر سنوات أخرى. وهذا الأمر أحرج قادة الحزب لدى تشييعه إذ وجدوا أن بذلته بالية وغير مناسبة لعرض جثمانه بها للمودعين الأمر الذي أربك مواعيد الجنازة الرسمية حيث تطلب ذلك إرسال بذلته إلى الخياط لإصلاحها. ولعلم منير العبيدي الذي يتنعم براتب الإعانة من الشعب الألماني المدين أن ستالين الذي احتل أعلى مركز في الدولة السوفياتية ظل يقوم بوظائفه المختلفة اليومية مشياً على الأقدام حتى العام 1928 عندما حاول التروتسكيون اغتيالة فقرر المكتب السياسي للحزب أن على ستالين أن يتنقل بسيارة محروسة. وفي مطلع الثلاثينيات جاب ستالين بالقطارات كل أصقاع شرق روسيا ووراء الأورال يحض الفلاحين على تقديم القمح الكافي لإطعام العمال في المدن.

ودحضاً لأكاذيب العبيدي المنقولة عن خروشتشوف الحاقد على ستالين ـ فقد خروشتشوف ابنه في الحرب ولم يعلم مصيره دون أن يولي ستالين الإهتمام المطلوب ـ نمر على مواقف مشهودة تشي بالتواضع الشيوعي الجم الذي انطبعت عليه شخصية ستالين. ففي المقابلة الصحفية الوحيدة التي قبل ستالين بعد إلحاح شديد بإجرائها مع الكاتب الألماني المشهور إميل لودفك عام 1931، سأله الكاتب عن طموحاته الشخصية فحاول ستالين تجاهل السؤال لكن بعد أن حاصره الصحفي الألماني بحدود المعنى الشخصي أجابه ستالين أن أقصى ما يطمح لتحقيقه هو أن يكون تلميذاً نجيباً للينين. ثم سأله الصحفي إذا ما كان قد حقق شيئاً من طموحه فأجابه ستالين.. quot; إنني ما زلت نقطة في محيط اللينينية quot;. لدى افتتاحه لأحد المشاريع الكبيرة كان في استقباله رفاقه في المكتب السياسي وقد كلفوا مولوتوف بإلقاء كلمة ترحيبية. فخطب مولوتوف وقال فيما قال quot; الرفيق ستالين العبقري quot; وهنا رفع ستالين يده مقاطعاً بالتساؤل.. quot; ألا تخجل من نفسك تقول هذا الكلام؟.. أحذف هذه الكلمة quot;العبقريquot; من خطابك quot; لكن مولوتوف أجابه بأنه لا يستطيع ذلك حيث الخطاب معد من قبل المكتب السياسي. وعندما توجه في القطار إلى برلين في تموز 1945 لحضور مؤتمر بوتسدام طلب وهو في القطار إخطار جوكوف حاكم برلين العسكري ألا يعد أي استقبال له كيلا يؤذي مشاعر الألمان، بعكس تشرتشل وترومان وقد سبقاه إلى هناك واستقبلا استقبال القادة المنتصرين في عاصمة العدو علماً بأن مشاركتهما في الإنتصار يمكن اعتبارها مشاركة رمزية. وفي الإحتفال الكبير بالانتصار الذي شارك فيه كبار رجال الدولة والجيش في قاعة الأعمدة في موسكو في الأول من آب 45 أفتتح الإحتفال بالهتاف quot; مرحى للرفيق ستالين ولنشرب نخب ستالين صاحب الانتصار الأول! quot; لم يشرب ستالين النخب. وأعيد الهتاف مرة أخرى ومرة أخرى لم يشرب ستالين النخب، وقال.. quot; أريد أن أصحح أيها الرفاق. صاحب الانتصار الأول ليس ستالين بل هو الشعب الروسي. فلنشرب نخب الشعب الروسي صاحب الإنتصار الأول!quot; ـ قال الشعب الروسي ولم يقل الشعوب السوفياتية علماً بأن ستالين ليس روسياً بل جيورجياً. وفي أحد اجتماعات المكتب السياسي بعد الحرب إقترح عضو المكتب لازار كاغانوفتش تسمية العاصمة موسكو باسم ستالين غير أن ستالين وهو الرئيس تجاهل الإقتراح، وعندما أعاد كاغانوفتش إقتراحه نهره ستالين وحذره من إعادة مثل هذا الإقتراح. يصعب استحضار كل الأمثلة التي تدل على إنكار الذات لدى ستالين إنكاراً لم تبلغه نفس بشرية.

يزعم العبيدي أن ستالين عدو للينين في الجوهر وليس في الشكل. ونسأل العبيدي، هل قرأ لينين؟ إن لم يقرأه فلا يجوز له إذاك أن يأتي بمثل هذا الزعم وهو يجهل اللينينية ويحكم أن ستالين عدو لها. أما إذا قرأها فلنا أن نتساءل من يا ترى فهم اللينينية على حقيقتها ستالين أم العبيدي؟ ستالين ظل يقول على الدوام وحتى رحيله إنما هو يسترشد بلينين والعبيدي يقول العكس. فمن نصدق ستالين أم العبيدي؟ قد يتهرب العبيدي من كل هذه الأسئلة المحرجة ليقول أن المسألة هي ليس في سوء فهم ستالين للينينية، المسألة تكمن في شخصية ستالين الفظة والدكتاتورية الأمران اللذان حرفا الحزب الشيوعي السوفياتي عن مبادئه الأساسية والرئيسية. عجيب أمر هؤلاء!! كل السباب والشتائم التي كالها خروشتشوف لستالين لم تكف ِالعبيدي إذ ما زال يعتبر خروشتشوف ستالينياً!! لنسأل العبيدي أنه لو كان مكان خروشتشوف وتسلم الأمانة العامة للحزب الشيوعي السوفياتي فما عساه فعل إذّاك؟! كيف كان سيصحح مسيرة الحزب والدولة؟ ـ طبعاً إذا لم ير قلب الحزب ليماثل الديموقراطيين الإجتماعيين في أوروبا الغربية ويتخلص من الماركسية اللينينية، كما يرى اليوم. ما جرّ العبيدي إلى مثل هذا المصير البائس، الاستعانة بالديموقراطية الإجتماعية الأوروبية، هو جهله الفاضح في علوم الماركسية. إنه لا يفهم معنى الدكتاتورية وجوهرها. لا يمكن أن يظل دكتاتور فرد حاكماً عشرات السنين دون أن يجند طبقة واسعة في خدمة الدكتاتورية. ومثل هذه الطبقة لن تخدم الدكتاتورية دون أن تعود عليها تلك الخدمة بمنافع مادية ذات قيمة. ولعل أكبر برهان على هذا هو العدد الكبير من الصعاليك الذين أصبحوا من أصحاب الملايين حول كل من صدام حسين في العراق وحافظ الأسد في سوريا. لو كان ستالين دكتاتوراً فرداً لرأينا حوله جيش من الإنتهازيين والمتنفعين. من أحاط بستالين من قادة الحزب ظلوا فقراء كما كانوا بل كان لمعظمهم أقرباء من الدرجة الأولى في السجن. زوجة كالينين رئيس اتحاد الجمهوريات دخلت السجن؛ وزج بزوجة مولوتوف، رئيس الوزراء، مرتين في السجن؛ وكذلك شقيق كاغانوفتش عضو المكتب السياسي؛ كما سجنت شقيقتا زوجة ستالين. حرص ستالين حرصاً شديداً على ألا ينتفع أحد من رجال الحزب والدولة من منصبه أي انتفاع بسيط حتى ستالين نفسه لم يملك حتى ولا بذلة مناسبة. والسؤال الذي لن يجيب عليه كل أعداء ستالين هو.. كيف لمثل هذا الشخص أن يحكم حكماً دكتاتورياً فردياً لثلاثين عاماً؟؟ لمصلحة من كان يحكم؟؟ أتحدى العبيدي وغير العبيدي من أعداء ستالين أن يجيبوا على هذا السؤال. لماذا يتناسى العبيدي وغير العبيدي من أعداء ستالين حقيقة كبرى ذات دلالة وهي أن ستالين كان قد قدم استقالته من مركز الأمين العام للحزب أربع مرات في العام 1924 حال قراءة وصية لينين رغم تفضيلها ستالين على تروتسكي quot; قليل البولشفية quot;، وفي العام 1927 حين أعاد تروتسكي تذكير المكتب السياسي بوصية لينين رغم القرار بحفظها طي الكتمان، وفي العام 1941 لدى بدء العدوان النازي وشعور ستالين بالتقصير الذاتي والمرة الأخيرة في العام 1952 وقد قدم استقالته للمؤتمر العام للحزب وتم رفضها مرتين.

خبثاء الدعاية البورجوازية والرجعية اكتشفوا قاعدة ذهبية تقول بأن من يعادي ستالين يعادي الاشتراكية تلقائياً حيث أن البشرية لم تتعرف على الإشتراكية إلا من خلال ستالين إذ لم يبن ِأحد آخر أية اشتراكية أخرى. وهكذا فأن يعادي العبيدي ستالين فإنه بذلك يعادي الاشتراكية. إنه يعلم تماماً أنه أصبح عدواً للاشتراكية والشيوعية طالما أنه لم يكتف ِبإعلان عدائه لستالين بل ذهب إلى الدعوة إلى التخلي عن اللينينية والاكتفاء بنمط الحياة في ألمانيا وأوروبا الغربية..

فـؤاد النمري
www.geocities.com/fuadnimri01