quot;في وداع الحكيمquot;

رحل الرفيق..

وquot; اللد quot; لم تضمه بعد للمرة الأخيرة كما حلم يوما..!!

رحل الرفيق..

والحلم يبقى تركة ثقيلة في ليل طويل تنتظر..

كان الرحيل متوقعا..لكننا أخذتنا الرجفة لفراق أب لن يتكرر..

لقد غربت شمس نحن أحوج ما نكون الآن إليها في حلكة البغضاء والفتن

نعم لقد غربت شمس حمراء قانية..لتشرق أخرى..!!

*

سألني لي رفيق مشاكس ذات يوم..

أيهما أحب إلى قلبك غسان أم أبي ميساء..؟!!

قلت:وكيف لي أن أفاضل بين روحي وعقلي..؟!!

كان غسان روحي التي..تعشق.. تقاوم.. تؤمن..تبدع.. تغني للفقراء في كل مكان

وكان الحكيم عقلي الذي يدقق..يكتشف..يحلل..يربط.. يستنتج..

وكان الاثنان تاريخا نقيا.. طاهرا.. مفعما بذكريات القوميين العرب وعبد الناصر ووديع حداد وأبي علي مصطفى..و...و...من الرفاق.. الرفاق..!!

لقد اعتمرت كوفية الحكيم الحمراء التي تقارب إجلالا دم قوافل الشهداء العابرة ليل القهر إلى برزخ الحق و البقاء.

وعشقت سيرته المضاءة بالقناديل..عشقي للوطن والثورة التي تنتحب..

فأيما وليت وجهي..أراه شامخا.صادقا..

وأيما قلبت صفحات تاريخ المقاومة..أجده سيفا مشرعا في وجه باطل..لم يلوث بدم الأخ البريء أيام القبائل..!!

*

كثيرون هم الذين مروا..بلا أثر

كثيرون..من حاولوا أن يلبسوا عباءته فبدوا على غبائهم مضحكين..

وكثيرون من عاندوا بصلف وتعال حكمته فكانوا الخاسرين..

وكثيرون من تجاهلوا بأنانياتهم بوصلته..فصاروا آثمين..!!

ولكن الرفاق الأوفياء بقوا ولا زالوا على العهد معه..ليفوزوا باليقين..!!

لقد كان الحكيم قبلنا وبيننا وبعدنا واضح الهدف.. ملهما للثورة فكرا وممارسة..

علمنا أن نكون في زمن الردة..الأقوياء بالإرادة..والتواضع..وشرف الخصومة..!!

لذلك كنا وسنكون الأوفياء للغاية والطريق..

*

أيها الرفيق..

ما أحلك الليل..!!

ما أصعب المفارقة..!!

وأنا أتأمل العباءات..الوجاهات.. في التلفاز..وأقارن الضوء بالرماد..أكتشف كم افتقدناك..!!

لقد ذكرتني بخالد.. على فراش الموت رغم ما تخطى من حروب..!!

ذكرتني بأبي الذي مات دون أن يعود إلى قريته..

دمعة حرى..ليست للبكاء

إنما هي عهد للوصية أن نواصل.

فالحق لن يخذل الأحفاد إن حافظوا كما أنت على..

طهارة المقاتل..!!

*

أيها الرفيق..

يا جرحي المكابر..

لا أقول وداعا..وكيف أقولها وأنت لا تزال فينا..لم تغادر.!!

توفيق الحاج