حضر الرئيس مبارك يوم امس السبت 27 سبتمبر الاحتفال بليلة القدر وقام شخصيا بتوزيع الجوائز المالية على اوائل الفائزين فى مسابقات حفظ القران والتى تراوحت بين 9 الاف جنية و 40 الف جنيه

.
كما انة قام ايضا بمنح هدية خاصة بلغت مائة الف جنية الى محافظ مدينة السويس ليس لانة نجح فى توفير المرافق والخدمات او وظائف للعاطلين من الشباب او تنظيف شوارع مدينتة وتجميل احياءها ولكن تقديرا للرجل على انجازاتة الجبارة ومجهوداتة الضخمة واهتماماتة العظيمة بزيادة اعداد مراكز تحفيظ القران وتشجيع الصغار والكبار من ابناء مدينتة على حفظة حتى يكونوا مواطنين صالحين وطيبين.


وقد حضر الفائزون فى مسابقة حفظ القران من 56 دولة اسلامية وعربية الاحتفال لتسلم الجوائز من الرئيس بدون ان يتكلفوا مليما واحدا على الاطلاق وانما كانت تكلفة سفرهم واقامتهم فى الفنادق وتنقلاتهم واكلهم وشربهم بالكامل على حساب الدولة المصرية الكريمة التى هى نفسها منذ اسبوعين فقط تركت جثث مئات المصريين الغلابة الفقراء تحت صخور جبل المقطم التى سقطت عليهم بحجة ان عملية انتشال الجثث باهظة ومكلفة للغاية!


بالذمة اليس هذا استفزاز لمشاعر ملايين الغلابة والفقراء فى مصر عندما يرون رئيس دولتهم يوزع الملايين _التى هى فى الاساس اموال الشعب _ بكرم وسخاء على الغرباء من دول العالم ليس تقديرا على خدماتهم الجليلة التى قاموا بها تجاة مصر وانما لمجرد انهم حفظوا القران بينما هم (اهل مصر) يعانون الامرين والذل واذا اشتكوا او تظاهروا لا يجدون سوى احذية وعصيان رجال الشرطة والامن المركزى ومحاضر تلفق وتهم لا حصر لها تقودهم الى المعتقلات والسجون.


لاشك فقد كان من الواجب ان يسال الرئيس محافظ السويس قبل ان يهدية المائة الف جنية ما هى انجازاتة الحقيقة التى حققها منذ تولى منصبة؟؟ وهل لدية انجاز اخر بعيدا عن افتتحاح مراكز تحفيط القران والمدارس والمراكز الازهرية؟؟ وهل ادى تشجيعة حفظ القران لزيادة الانتاج فى مدينتة اوالقضاء على الجريمة وتحويل السويس الى مدينة مثالية؟؟


كما انة كان من الواجب على الرئيس مبارك بصفتة رئيس لكل المصريين وليس رئيسا لمسلمى مصر فقط الا يقوم بتوزيع هذه الجوائز بنفسة على حفظة القران او حتى الحضور لانة فى هذة الحالة سوف يظهر للعالم الخارجى ولشعبة كما لو انة يحاول ارضاء الاسلاميين والمتطرفيين لكى يتقى شرورهم وفى نفس الوقت سوف يكون مطالبا من قبل الاقباط بالقيام بتوزيع جوائز مماثلة على حفظة الانجيل من كل دول العالم واستضافة الفائزين على نفقة الدولة والا فانة سوف يستحيل عليهم ان يرونة رئيسا لكل المصريين حسبما صرح من قبل اكثر من مرة وانما رئيسا يهتم ويرعى المسلمين فقط وبالتحدي السنة المسلمين.


بصراحة وبدون لف ودوران اننى اطالب الدولة المصرية بايقاف مثل هذة المسابقات التى تستفز مشاعر ابناء مصر غير المسلمين وايضا تستفز اكثر مشاعر اكثر من خمسين فى المائة من ابناء شعب مصر الغلابة الذين يعيشون تحت خط الفقر ولا يزيد دخل الواحد منهم عن 2 دولار فى اليوم الواحد.


بالمناسبة هل كل من حفظ القران يعتبر من الاولياء الصالحين او حتى يعد مواطنا مثاليا اوصالحا؟؟
وهل اصبح اقصى ما يمكن عمله من قبل الدولة المصرية الحديثة هو تشجيع الشعب على الحفظ وليس العمل او الانتاج او العلم او التحلى بالخلق الطيب او الابتعاد عن الفساد والرشاوى او رفع شان الوطن؟؟

صبحى فؤاد
استراليا
[email protected]