(حضوري إلى مسقط بحثاً عن حمام شمس.. من الصعب جداً الاعتراف بكأس الخليج لأنها بطولة خاصة).
ميشيل بلاتيني- رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم


في زمن الفضاء المفتوح، والإعلام المتمدد ذو الصولات والجولات، كُشف نقاب التخندق واضحاً جلياً، ولم تنفع دهاليز الظلمة واللعب بالكلمات، وتحريك المواقف أو اللعب على الحبلين، كما يقال.


بالتأكيد كلنا يؤمن بالحرب النفسية، ولكن بهذا الشكل المكشوف للعيان، تدخل الأمور حقيقة في نطاق الضحك على الذقون..!
أذاقتنا جهة بعينها- نحن الصحافيين والإعلاميين في مسقط-، حيث نغطي بطولة خليجي19، أذاقتنا تلك الجهة، مرارةً لا اعتقد انها ستذهب بسهولة- رغم المرونة والتحول في المواقف الذي ابدته تلك الجهة مؤخراً-؛ إذ كان كل شيء ممنوع.. التصوير داخل الملعب ممنوع، في الفنادق ممنوع، أماكن اقامة الوفود ممنوعة، وفي كل مكان يلاحقك عسس، يمنعوك من كل شيء، ماعدا تنفس هواء مسقط وهو أمر بيد الخالق..!

وانا هنا لا اتهم الجهة المنظمة للبطولة، بل الجهة التي حصلت على الحقوق الحصرية للنقل..الجهة المنظمة عملت كل مافي وسعها من أجل انجاح البطولة، واستحقت بحق درجة كبيرة من التقدير والاحترام من قبل الحضور بمختلف مشاربهم.
يُريد البعض أن يحول كرة القدم، وماهي إلا لعبة، يُريد أن يحولها إلى قضية أو صراع لتصفية الحسابات مع الآخرين، وعلينا الاعتراف بأن ذلك البعض، اجاد لعب الكرة خارج الملعب اكثر من داخله.


لقد فُرضت حالة من التوتر والشد في التغطية الإعلامية لخليجي 19، بين القنوات الفضائية، التي اشعل البعض منها سباقاً؛ من اجل الظهور واثبات الوجود؛ ربما لم يكن هنالك وفي أكثر الأحيان مايبرره؛ أما اللاعبون فلم يكن أمامهم إلا التحول إلى متفرجين على المهاترات والشد العصبي الذي حدث في مسقط؛ والذي أثارته تلك الفضائيات وبعض الصحف بفبركاتها الإعلامية؛ وتغطيتها المنحازة والمتوترة.


في عددها الثامن الخاص بخليجي 19، كتبت صحيفة quot;استاد الدوحةquot;، مانشيتا تعليقاً على خسارة المنتخب العراقي امام نظيره العماني، جاء فيه: انتهت quot; كذبةquot; موحد العراق.. وفي صفحة أخرى خصصت كاريكاتيرا، يظهر فيه احد لاعبي المنتخب العراقي، يرمى من سيارة خليجي 19 المنطلقة، ليُكنس فيما بعد..!


أما القناة العنابية الجديدة...، فقد ابلت بلاءً حسناً باختيار الضيوف، الذين ردوا الجميل بشتائم وتخرصات على منتخبات منافسة في كل ليلة من البرنامج اياه.. دون ان نسمع من بين تلك المهاترات كلمة فنية واحدة تتناسب ومهمة الشخص الذي يدعي التحليل الفني للمباريات.


هذا مثال بسيط لأسلوب quot;العجنquot; المستخدم لخلط السياسي بالرياضي، والذي ينطلق من دوافع خاصة، تعبر عن الحقد الدفين الذي ظهر بقوة خلال التغطية الإعلامية لهذه البطولة، والتي كان اهلها الأكثر كرماً، إذ لم تفعل الصحف والقنوات الفضائية العمانية مافعله إعلام الضيوف..!


مهلاً ياسادة لاتشعلوا المدرجات وتلهبوا حماس الجماهير بإعلامكم الرياضي المستهتر بمشاعر الآخرين، لقد حولتم مدرجات مجمع السلطان قابوس وملعب الشرطة، إلى حلبة صراع بين الأخوة..بطولة الخليج بطولة أخوة ومحبة قبل أن تكون بطولة منافسة على الكأس الذي لايعترف به اتحاد كرة القدم quot;الفيفاquot;.. وصح لسانك بلاتيني.

معد الشمري

[email protected]