فتحت نافذة الماسينجر فانهالت علي رؤوس ووذر لحم فيها شعر أحمر.. كان على الطرف المقابل صديقي الروائي النبيل والشفاف (عبد الكريم العبيدي).. قد لا يسمح لي بنشر شهادته.. لكن هل أسمح أنا لنفسي بإخفاء ملامح الجريمة.. أنها شهادة رجل خرج تواً من مذبحة جريمة اليوم الذي سيطلق عليه الإعلام مسمى (الأحد الأسود) كما سودوا وجه (الأربعاء) من قبله.. وكما أسودت أيام العراقيين السبعة.. كنت قد هربت من التلفاز ومن شماتة قنوات العرب وقنوات البعثيين وهي تصرخ مهللة بالثأر الثأر من حكومة الروافض كما يسمونها.. لاصطدم بشهادة هذا الرجل المذهول ما زال مما رأى.. لن أضيف شيئاً.. لقد استنسخت صفحة الماسينجر كما هي ولأنها وثيقة سوف لن اسمح لنفسي بالتدخل حتى وأن كان التدخل لتصحيح أخطاء الكلمات المكتوبة بيد مرتجفة لرجل يكتب بدموعه، مثلما سيبدو الحوار غير مترابط أو حتى غير منطقي بين رجل خرج من الموت العراقي اليومي للتو وآخر في هولندا يتابع أخبار بلده عبر القنوات والانترنت ولا يملك غير أن يصب لعناته ونقمته على البعثيين والمجاهدين:
[email protected] zei (17:26:
في حقيبتي روايتي
وكنت انوي ارسالها لك
لأنك لم تجبني أمس
فشعرت انك تريد الرواية ورقية
وليس عبر الايميل
كنت على الجسر
[email protected] zei (17:28):
وداهمتني رؤوس متطايرة
أذرع
أقدام
جثث متطايرة
وذر لحم بشعر ودم
الكل يبكي لحالي
كنت ميتا
[email protected] zei (17:29):
أنا وصديقي مجاهد أبو الهيل
لوحة دموية مقرفة
لن أنساها لأعوام
موت جثث وذر لحم بشعة
[email protected] zei (17:30):
ورائحة شواء للحم بشري
أنا متعب جدا
ربما أحاورك ليلا
Kareem Alubaidi zegt:
اليوم خرجت من الموت
متعب جدا وغالق الايقونة
Kareem zei (20:02):
الحمد الله على السلامة.. شنو اللي صار؟
Kareem Alubaidi zegt:
لأن الكثير يريد الحوار معي وأنا متعب
مودتي
Kareem zei (20:02):
أرجوك انتظر قليلاً.. هل كنت قرب التفجيرين؟؟؟
Kareem Alubaidi zegt:
في داخل التفجير
الأول والثاني
Kareem zei (20:03):
يمعود اقلقتني خو ما بيك شي؟؟
Kareem Alubaidi zegt:
فقط رضوض ولكن مرعوب وأبكي بحرقة وأرتجف
وأسرتي تبكي وترثي العراق الخطية
شفت العراق اشكد خطيه
كنت ناوي أرسل الرواية الك
وفي طرف جسر السنك حدث الانفجار
تعرف من كان معي
مجاهد أبو الهيل
وكنت أخبرته عنك
واشكد حبك
وحب ايحاورك
وفجأة داهمنا الانفجار
كريم
رؤوس بشرية فلشت الكيا اللي كنت فيها
أذرع
سيقان
وذر لحم بيهه شعر رأس
Kareem zei (20:07):
ألف الحمد الله على سلامتكم.. أنا حاولت الهروب من سماع الأخبار.. زوجتي نادتني وسمعت من بعيد قلت لها.. اعفيني.. شعرت بخزي الهارب من عدوه.. لا أتحمل شماتة قنوات العرب وقنوات البعثيين.. بعد أن يفعلوا جريمتهم.. الكل يصرخ ويهلل.. وين الحكومة.. ليش ما تسوي شي.. أكيد هاي الانفجارت الحكومة سوتها.. تصور.. يقتلون القتيل ويصرخون بجنازته الثأر الثأر..
Kareem Alubaidi zegt:
رائحة شواء للحم بشري
منظر مقرف
جدا
نزلت بصعوبة من الكيا اللي اتفلشت
هرولت وانا أصرخ
أصطدم
Kareem zei (20:08):
الله يساعدكم
Kareem Alubaidi zegt:
بجثث ورؤوس بشرية
نساء.. أطفال
شيوخ
كلهم كانوا يراجعون
محافظة بغداد
للتقاعد ومعاملات مزمنة
ولكنهم
تحولوا
الى جثث متفحمة
Kareem zei (20:09):
إلى أي مدى ستصل نذالة هؤلاء الأوغاد.. أي درك من السفالة وصل إليه البعثيون ومجاهدي الأنظمة العربية
Kareem Alubaidi zegt:
شاهدت 30 سيارة متفحمة
موديل 2009
Kareem zei (20:10):
يعني الانفجار حدث داخل البناية؟؟؟
Kareem Alubaidi zegt:
آلمني
شخص
كان يروم الهروب من سيارته
ولكنه علق بالباب
وتحول الى جثة متفحمة
انفجاران صديقي
كنا انا ومجاهد
على طرف الجسر
واحد حدث بباب محافظة بغداد
طرف جسر السنك
بجانب الاذاعة
التي اعمل بها
مقابل الطرف الثاني من شارع الاذاعة
وزارة العدل
والثاني بعد نصف دقيقة
بينهما شارع طوله 150 متر
القتلى أكثر مما أعلن بكثييييير
رؤوس بشرية ندوس عليها بأقدامنا
كي نصل للدائرة
أما الماء
الذي استخدمته سيارات الاطفاء
فقد كان سيل من الدم على الشارع
ماء أحمر
أحمر كريم
شيئ مقرف
ولحد الآن
وانا ما زلت أبكي من العاشرة والنصف
أخرج روايتي التي
كنت أروم ارسالها اليك
وأسألها
ليش؟
ليش؟
وأبكي
ليش؟
وحين افترقنا
كتبت لمجاهد ما يلي
خلي اطلع الرسالة
كي أنقلها لك بصدق
ما بيننا والموت يا صاحبي
دمعة عاهرة مفلسة
أو توبة قواد عجوز متقاعد
أو
نبي مستجد
اعتذر لله
عن اكمال رسالته
مفضلا العمل
بالاسعاف الفوري
أو الانتحار
قربة الى الله
صديقي
اشكد عشت
هجومات
وموت محقق
بس اليوم شفت غير شي
معقولة العراق هالشكل
شوف اشكد محق بحواري معك؟؟؟
Kareem zei (20:20):
كريم سأحفظ ما كتبته ليكون لي بمثابة شوكة تنغزني كلما حاولت النسيان
Kareem Alubaidi zegt:
انا آسف لازعاجك
بس لسه أرجف وأبكي
وأسرتي هسه
ايباوعون ويبكون معي
Kareem zei (20:21):
الله يساعدك.. الله يساعد العراقيين على هالبلوة
Kareem Alubaidi zegt:
كافي صديقي
أرجوك كافي
Kareem zei (20:22):
شكراً لك.. صديقي.. اذهب لترتاح
Kareem Alubaidi zegt:
للأمانة
أجابني
مجاهد توا
سألني
عشرة قتلى
في شوارع بغداد
لماذا أنت حي؟؟؟!!!
ربما أحاورك بعد ساعة صديقي
دعني أبكي لوحدي
Kareem zei (20:30):
كريم اسمح لي أن أنشر كل هذا الليلة وكما ذكرته دونما تغيير لأني سأستنسخ الصفحة كلها وسأضعها كما هي
Kareem Alubaidi zegt:
ولكن بعد قليل
سأكتب لك نثرا
آثرت أن يكون مهداة لك
هكذا قلت لزوجتي
وأطفالي
فانتظرني لطفا
Kareem zei (20:32):
ما رأيته أنت يا صديقي ستعجز عن وصفه اللغة أكيد راح تتلعثم وتخجل من نفسها
Kareem Alubaidi zegt:
أنا مرعوووووب
سأكتب بدموعي
علها
تصل الى الله
في روايتي
الأحيرة
كان البطل يخاطب صديقه أوسم
في لحظة نحس
ويقول
جا هلبت كسرنه خاطر الله!!!؟؟
ولكننا شعب مهزووووم..
مهزوووووم
شعب خلقه الله للبكاء فقط
للنواح
لمجالس العزاء
وللرعب
انتظرني صديقي الرائع
Kareem zei (20:36):
الله يقتلوننا باسمه ونتوسل باسمه ونعلق آمالنا على اسمه.. امي كانت في إحدى صلواتها قد كفرت المسكينة دون أن تدري.. كان دعاءها يا ربي انت ليش ما تنتقم من الإرهابيين.. جا أنت ما تشوفهم شيسوون بالوادم.. ياربي جا شنهي انت ارهابي مثلهم..؟
Kareem Alubaidi zegt:
الله كم هي رائعة خالتي كريم سأكتب لك بدمي انتظرني.
التعليقات