عمر، من ثمان سنوات، تعلقت به قلوب نابضة بمدد من الكلمات، وعقول مؤمنة بالتغيير والتجديد في الفكر والحياة والعقيدة، وتشربت منه نفوس متواضعة سدت عليها منابر الاصوات، وتآلبت عليها من يبغي دوما كم الافواه... عمر انطلقت منه اقلام زاهية بالوانها وغالية بحروفها وداعية بافكارها، لتفتح امام جمهور عريض من ارجاء الارض، ابوابا لالهام الفكر واعتدال العقل وتقبل الاخر بكل عوالمه، لننهض من واقع مرير عشناه قرونا طويلة من الجمود والخمود، لنلحق بعالم اشاده عقول مؤمنة بالحقيقة المجردة، فتقدموا علينا بقرون وليس بعقود، عالم يتربع عليه العلم والمعرفة والفكر النير، لاخراج الانسان المنزوع الارادة على ارضنا من الشرنقة التي حوصر فيها دون ارادة منه، وبنائه من جديد لغرز الاحساس بالحقوق الطبيعية التي منح له مكرما ومعززا منذ منذ النشأة الاولى.


أجل عمر، بدأ يخرج من اعماق السبات، وهو يشد بالرحال نحو الامام ليشق تلك السبات شقا، ليقول لكل من يقرأ quot;ايلافquot;، ان الحياة حرة، وان الفكر حر، وان الدين حر، الم يذكر في القرآن الكريم: لكم دينكم ولي ديني، فلم تاه علينا الاحساس بقيمة الانسان وحرية فكره ودينه، كل هذه السنين من الفية عصيبة، مليئة بالشقاق والفناق، حزينة بوقائعها ومريرة بنتائجها، وما نعيشه من حال وواقع الا امتداد لتلك الحقب من القرون التي لم تأتي لشعوب منطقتنا غير الويلات والمأساة، ولم تزرع في ارضنا غير الانسان القاسي.. كل هذا الواقع المرير بسبب الابتعاد عن حرية الفكر وغياب الانسان الحر، المعزز بكرامته وحياته الكريمة.


عمر، من ثمان سنوات، تخلل بفسحة الامل في البدء، فتوسعت وكبرت وصارت بابا للامل، لتغرس في القلوب، بفضل الكلمات النيرة لكتاب quot;ايلافquot; وافكار اقلامها الجريئة، الممتلئة بحب التجديد والتغيير، بفضل هذا المنبر الحر، الذي اوجده عقل نير، وفكرحر، لاخراج هذه الصحيفة الالكترونية، وبفضل كل من حررها واخرجها وزودها بالكلمة الحية، المشرقة لاشراق يوم احسن وغد افضل.


تحية الى quot;ايلافquot; المتجددة بعنفوان كلماتها وافكارها وارائها بمناسبة ذكرى صدورها كاول صحيفة الكترونية عربية


وتحية خاصة الى الاستاذ عثمان العمير

والى الزملاء في هيئة التحرير

من قلب بغداد


د.جرجيس كوليزادة

رئيس تحرير مجلة بغداد