هليكسر شباك التذاكر الصورة النمطية للعرب
قراءة في فيلم quot;المملكةquot;:محاربة الإرهاب بشكليها العربي والأميركي
ترجمة واعداد زيد بنيامين:لاشك ان اي حديث عن المملكة العربية السعودية يجب ان يبدأ بالنفط، في اميركا على الاقل ويبدو ان الفيلم الجديد (المملكة) لن يكون مختلفاً. يبدأ الفيلم باستعراض تاريخي للمملكة العربية السعودية لينتقل بعدها الى صورة مجموعة من الارهابيين الذين يصورهم الفيلم على انهم (اسلاميون) يقومون بقتل مئة اميركي مع عائلاتهم حيث يستقر ويعمل هولاء في المملكة .وعلى اثر ذلك تقوم الولايات المتحدة الاميركية التي تعتبر السعودية من ابرز حلفائها بإرسال اربعة من عملاءالـ اف بي اييقودهم الممثل الاميركي جيمي فوكس الى الرياض وذلك للانتقام. الفيلم لا يفوت الفرصة على بعض السلبيات بل يرسل بعض الاشارات من قبيل تصوير المملكة على انها دولة غنية بالنفط تستفيد من عائداته بشكل اساسي العائلة المالكة السعودية التي تترك الفتات لشعبها، وبالتالي فان انظمة الحكم العالمية (حسب الفيلم) يجب ان تتفاعل مع طلبات هذا الشعب من اجل الحفاظ عليه من الانخراط في التيار الراديكالي الاسلامي الذي قد يتسبب في قتل الاميركيين وعائلاتهم من الذين يعملون في شركات النفط كما يتحدث الفيلم. يرافق فوكس في فريقه كل من كريس كوبر الذي يقوم بدور خبير المتفجرات وجينفير غارنر الطبيبة وخبير الكومبيوتر جيسون باتمان .وفور وصول الفريق الى الرياض يقوم السعوديون بالسماح لهذا الفريق بالعمل في المملكة لايام معدودة مع فرض عدد من الشروط الصعبة على عملهم خصوصا بسبب وجود امرأة فيه يحتم عليها عملها الحديث المباشر مع الرجال السعوديين وهو ما يشكل تهديداً على التقاليد المجتمعية في السعودية وخروجا على المألوف. ومع وجود اختلافات ثقافية واضحة بين قائد الفريق الاميركي (فوكس) وقائد الفريق السعودي (برهوم) فان كلا الرجلين يمتلكان العزم نفسه للوصول الى الحقيقة. الفيلم يقدم الاميركي على انه شخصية باتجاه واحد، رجل جاء من اجل الانتقام اما السعودي فيقدم على انه رجل يبحث عن الحقيقة من اجل بلده رغم ان بلده يرغب في عدم جعل تلك الحقيقة علنية وعزمه على كشفها مهما كانت. كما يعتمد الفيلم التطويل في بعض فقراته ومنها استعراضه لتاريخ المملكة العربية السعودية. النجم جيمي فوكس مع الممثل من الاصل العربي اشرف برهوم
يقول ديفيد كوسي رئيس شركة يونيفرسال بيكتشيرز انترناشنوال ان الهدفين الرئيسين اللذين يصورهما الفيلم ويصل اليه المشاهدون هما قيام (الابطال) الاميركيين بواجبهم على اكمل وجه ضد الارهاب والثاني هو تعاون الشرطة السعودية معهم في تحقيق هذا الهدف حيث يقوم السعوديون بمساعدة الفريق الاميركي في الحصول على القصاص ويقود الفريق العربي شخصية ضابط سعودي يقوم بدوره ممثل عربي فلسطيني وذلك في ظهور عربي نادر في هووليود.
ولعل السبب الرئيس الذي دفع هوليوود للاعتماد على ممثلين من الشرق الاوسط او ممثلين عرب في الافلام الاميركية هو اقتناعها ان شباك التذاكر في العالم بات يحقق المداخيل نفسها التي يحققها شباك التذاكر في الولايات المتحدة بل اكثر من ذلك وبالتالي قد حان الوقت لتصحيح الصورة والقول ان اميركا لا تحارب الارهاب وحدها بل يساندها افراد المجتمع السعودي كما يقول هذا الفيلم مثلاً وكل هذا بضغط من عائدات شباك التذاكر العالمية التي قد تضغط على هوليوود لتغيير طريقة التعامل مع الشخصية المسلمة او العربية في الافلام من الان وصاعداً بعد الصورة النمطية السلبية التي عرفت عنهم في الماضي. احد المشاهد في مجلس امير سعودي
يصبح الفريق الاميركي تدريجياً هدفاً للارهابيين لكن تصميم الشرطة السعودية على حماية هذا الفريق دفعهم الىمنع الفريق الاميركي من فحص موقع الجريمة خوفاً عليهم . ورغم كل الصعوبات فان الفريق الاميركي يتمكن من العثور على دليل يربط الجريمة بمصمم قنابل معين وخلال هذه المرحلة تبدأ العلاقة بين الفريق الاميركي ونظيره السعودي تتطور خصوصا بوجود الكولونيل الغازي الذي يقوم بدوره اشرف برهوم (ممثل فلسطيني مسيحي حامل للجنسية الاسرائيلية) والذي يقوم وبدافع انساني بحت في تحدي جميع العقبات التي تضعها الحكومة السعودية امام الفريق الاميركي ويتحدى جميع التقاليد من اجل الوصول الى الحقيقة من منطلق إحساسه بعظمة فقدان الانسان لاخيه الانسان تحت اي ظرف. الممثل العربي اشرف برهوم
للفيلم عدد من السلبيات او الهفوات او المبالغات ان جاز التعبير ،خصوصا في مشاهد المواجهات التي تجري في العاصمة الرياض بين الارهابيين من جهة والفريقين العاملين على القضية من الجهة الاخرى، فكل رصاصات ابطال الفيلم تسقط ضحايا في مقابل طلقات الارهابيين التي تخيب دائماً رغم ان الفريق (المجرم) في الفيلم اكثر عدداً وعديداً .
على صعيد النقد الفني للفيلم فان هناك من وصف الفيلم بانه (دعاية مجانية) للمملكة العربية السعودية ولكنه في النهاية قد يتضمن حقيقة ان السعوديين هم اكثر عداءً للارهاب من اميركا رغم ان مهاجمي الحادي عشر من سبتمبر معظمهم من السعوديين.وقد وفق الفيلم في نقل تفاصيل المجتمع السعودي بدءًا من الملابس ونهاية بحياة العائلة السعودية ويقول بعض النقاد السينمائيين ان الفيلم quot;يؤكد على الحكم الخطأ الذي اتخذه الاميركيون بحق الشرق الاوسطquot;.
فيلم (المملكة) من اخراج بيتر بيرغ وانتاج مايكل مان وما تجدر الاشارة اليه الى ان هوليوود باتت تعي اهمية وثقل السوق السينمائية خارج الولايات المتحدة حيث ان 62% من عائدات سبايدر مان 3 و 65% من عائدات فيلم سمبسونز و 69% من عائدات فيلم هاري بوتر كانت قد تحققت خارج الولايات المتحدة الاميركية. ملصق الفيلم
التعليقات