محمد موسى من ابو ظبي: نجح مهرجان الشرق الأوسط السينمائي المنعقد حاليًا في مدينة ابو ظبي الإمارتية في الحصول على ثلاثة أفلام اميركية حديثة، تتناول حرب العراق والأثر الذي بدأت تتركه عند الأميركين المشتركين فيها أو القريبين منهم، فيلم quot;رحيل غريسquot; الذي عرض البارحة الاثنين يشترك مع فيلم المخرج الأميركي quot;بول هيغنس quot;في وادي ايلاهquot; في تقديم للأميركين الذين وصل إليهم بعض من نتائج تلك الحرب، الجندي العائد الى اميركا في فيلم quot;في وادي ايلاهquot; يختفي بعد أيام معدودة من عودتة ليترك والديه في حيرة كبيرة، الاب الذي يبدأ رحلة البحث عن الابن يجد أن الاجوبة تقع بعيدًا جدًا عن المدينة الأميركية الصغيرة التي يعيش فيها، وأن أشياءً مروعة حدثت لولده اثناء خدمتة في العراق.

من فيلم رحيل غريس
بطل فيلم quot;رحيل غريسquot; يفقد زوجتة الجندية في العراق، الوالد الذي لا يستطيع أن يخبر ابنتيه المراهقتين يقرر أن ياخذهما في رحلة حول اميركا. مقتل الزوجة الذي حدث مبكرًا جدًا في الفيلم لم يدفع بنقاش حقيقي عن الحرب ودوافعها او شرعيتها، الاتجاه الذي سلكه الفيلم بعد مقتل الام كان متشابهًا كثيرًا وهادئًا ومن دون تصاعدات درامية كبيرة. على الرغم من ذلك، فالفيلم يمكن تصنيفه ومن دون أي تردد بأحد الافلام الاميركية الأجتماعية ضد الحرب في العراق، فشخصية الاب وكما قدمها الفيلم والرحلة البرية الطويلة التي قطعها مع ابنيته بدت مثل رحلة البحث عن الصفاء وطلب الغفران. هذا الاب الذي يغضب بشدة مع اخيه لانه انتقد الحرب في العراق والذي يحمل اشارة المسيحيين المتدينين على خلفية سيارته يعجز عن مواجهة ابنتيه واخبارهم عن مقتل الام ويعجز عن تحمل حزنه الخاص، الاب نفسه وكما قدمه الفيلم هو الرجل الذي يغش ليدخل الى الاكاديمة العسكرية قبل ان يطرد منها بسبب قصر نظره، ليقوم يعدها بدفع زوجته الى الالتحاق بالاكادمية العسكرية و بعدها الى الحرب في العراق.
الطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها الاب والتي على الارجح قد صوتت للرئيس الأميركي جورج بوش في الانتخابات الاخيرة ظهرت في الفيلم كما هي وبدون اعذار او نية للبداية في التفكير في الحرب ومحاسبتها، الفيلم كغيره من افلام السينما المستقلة الأميركية سوف يتوجه الى جمهور خاص في اميركا، جمهور على الأغلب يملك موقفًا رافضًا للحرب، الفيلم المصنوع من الليبراليين الاميركين عن اليمين الأميركي سوف يشاهده جمهور ليبرالي!!!
هذا هو الفيلم الاول كتابة واخراجًا للاميركي quot; James C. Strouse (جيمس س ستروس)، الفلم اعجب كثيرًا المخرج والممثل الكبير quot;كلينت ايستوردquot; الذي قرر ان يكتب بنفسه موسيقى اخرى للفيلم (لانه لم تعجبه الموسيقى الاخرى للفيلم)، هناك نفس درامي حافظ على الكثير من اتزانه على طول الفيلم، الممثل quot; John Cusack quot; (جون كوسوك) الذي لعب دور الاب قدم الدور بتمكن كبير، هو الرجل الهارب من اسئلة شخصية عن هويته وعقده النفسية، هو ايضا الزوج المصدوم برحيل الزوجة وغير القادر على مراجعة مواقفه او مواقف الطبقة التي ينتمي إليها.