إيهاب الشاوش من تونس:إلى سنوات غير بعيدة، كان عرض فيلم مصري في القاعات التونسية، يعبر حدثا، هاما. خاصة إذا كان بطله، نجما من نجوم السينما المصرية. مثل عادل إمام او يسرى او فريد شوقي...او احد المخرجين الكبار. الحال الآن تغيرت. و العصر الذهبي للفيلم المصري في السوق التونسية، تونس ولى. و لا احد يدري متى تكون رجعته. القنوات التلفزيونية المتخصصة، وتراجع عدد قاعات السينما في تونس، إلى جانب أنتشار محلات النسخ(القرصنة)، و التي توفر جميع الأفلام الحديثة. مقابل اقل من دولار، زادت طين الفيلم المصري بلة.
عدم الاهتمام بالفيلم المصري الحديث في تونس، لا يقتصر، على المشاهدين أو أحباء الفن السابع، بل ايضا من طرف الموزعين الذين كانوا يلهثون و يتنافسون فيما بينهم للظفر بالعرض الأول، لتتغير المعادلة في السنوات الأخيرة، و يصبح الموزعون المصريون، هم الذين يسعون لبيع الأفلام للموزعين التونسيين. حتى و لو بأسعار بخسة.

شباك تذاكر خالي لسينما تونسية تعرض فيلما مصريا


السوق التونسية، في الواقع، هي اهم سوق في المغرب العربي بالنسبة للفلم المصري. فمقارنة بالمغرب او الجزائر مثلا، تستأثر القاعات التونسية، بأكبر عدد من الأفلام المصرية. و خاصة الحديثة منها. و المشاهد التونسي هو الأكثر استهلاكا للفيلم المصري. لذلك فإن الموزعين المصريين يعولون كثيرا على هذه السوق المغاربية. و يسعون لإعادتها لحاضرة السوق المصري.

أفلام قديمة، و تجربة وئدت، في المهد:

تعرض الآن في القاعات التونسية، افلام مصرية تعود الى سنوات 2004 و 2005 و 2003، و هي أفلام سبق، و ان بثت عديد المرات في قنوات عربية و خليجية متخصصة. و يقول عامل في قاعة البالاص، و هي قاعة مختصة في الأفلام العربية و الهنديةquot; قاعات السينما، تحولت الى حدائق للعشق. يعني غير مهم اذا كان الفيلم قديما او حديثا. فالمشاهدون يأتون لأغراض أخرى و ليس للفيلم. اما الفيلم الحيث فيمكن ان تجده في محلات النسخ او على قناة روتانا و غيرهاquot;.
و كان احمد بهاء الدين عطية، احد اكبر المنتجين و الموزعين في تونس، و عدد من اصحبا القاعات، فكروا في عقد اتفاق تعاون، مع شركة ماسة المصرية، للتوزيع، تقوم بموجبه، بعض صالات السينما التونسية، بعرض الفيلم المصري، خلال نفس الأسبوع الذي يخرج فيه الى القاعات المصرية. لكن التجربة لم يكتب لها النجاح. ويعزي مهتمون بالسينما في تونس فشل التجربة، إلى ضعف المردود المادي. و عدم إقبال التونسي على قاعات السينما عموماquot;.

موسم دون افلام مصرية:

و لم يقتن الموزعون التونسيون، خلال موسم 2006-2007 ، أي فيلم مصري. تقول السيدة وسيلة، صاحبة شركة quot;ابولوquot; لتوزيع الأفلام، و عدد من قاعات السينماquot; في الفترة الأخيرة تراجعنا عن اقتناء الفيلم المصري، خاصة بعد نكسةquot; سكوت حنصورquot; ليوسف شاهين، و عمارة يعقوبيان. الذي نجح في العالم العربي و في تونس لم يكتب له النجاحquot;.
و تضيف محدثتناquot; أصبح من الصعبـ تسويق الفيلم المصري. الوجوه الجديدة، لا تجلب كثيرا المشاهدين. و الوجوه القديمة. كبرت، انظر مثلا التجاعيد على وجه عادل إمام في افيش عمارة يعقوبيانquot;.

الفيلم التونسي يتصدر:

يمكن القول ان المواسم الماضية، عرفت ازدهار الفيلم التونسي، انتاجا و توزيعا. و تصالح المشاهد مع الفيلم التونسي، بعد قطيعة تواصلت لسنوات طويلة. فعلى سبيل المثال شهد هذا الموسم، خروج الفيلم الوثائقيquot;كحلوشة:، الذي يعتبر اول فيلم وثائقي يعرض على الشاشة الكبيرة، و يعرف نجاحا كبيرا. الى جانب فيلم كلمة رجال لمعز كمون، الذي يعرض للأسبوع الثامن على التوالي. و بابا عزيز للمنصف ذويب. و آخر فيلم للنوري بوزيد، صاحب العدد القياسي في الجوائز التونسية و الدولية. هذه المصالحة. و الطفرة. كانت على حساب الفيلم المصري.
تقول وسيلةquot; تسويق الفيلم المصري في تونس، مر بثلاث مراحل. مرحلة بدائية من السبعينيات الى الثماننيات. و هي مرحلة ذهبية حسب رأي. أسعار الفيلم كانت مقبولة و تسويقه، له مردود مادي جيد للقاعات و الموزعين على حد سواء. في التسعينيات، تمكن الفيلم المصري من مزاحمة أفلام عالمية، في القاعات التونسية، اذكر انه بين سنوات 92 و إلى سنة 2002، كان هناك تنافس بين الموزعين التونسيين، رغم ان أسعاره كانت مشطة، تصل الى 200 الف دولار.
بداية من 2002 عرفنا مشكلة مع الفيلم المصري. فقاعات السينما في تونس تراجع عددها. و بدأ الإنتاج التونسي في الازدهار. و عرفنا عديد التجارب الناجحة مع افلام تونسية. عدنا الى الفيلم التونسي. و اصبحت أتلقى اكثر من 10 مكالمات أسبوعيا من منتجين و موزعين مصريين، يعرضون افلامهم. و اصبحت اناقش الأسعار. و لا يمكن ان يتجاوز الفيلم 10 الاف دولار.

القنوات تكتم آخر انفاس الفيلم المصري في تونس:

الناقد السينمائي التونسي، خميس الخياطي،يقول لإيلافquot;الأفلام المصرية الحديثة، تعرض على شاشة روتانا. هذا الوضع دفع بالمشاهد التونسي، الى هجر قاعات السينما. كما ان الأفلام التي تعرض حاليا في القاعات للأسبوع الثامن و السابع، هي افلام قديمة بالأساسquot;.
و بخصوص سؤال عن خاصيات السينما المصرية الحديثة، يقول الخياطيquot; لا شيء يميز السينما المصرية الحديثة. فيلم فيه إبهار و مؤثرات خاصة. و ممثلين شبان من اغلفة المجلات. هذه اصبحت خاصة الإنتاج المصري. السينما المصرية، تحاكي الأفلام الأميركية لكن دون عمق و مصداقية تلك الأفلامquot;. و يضيف الخياطيquot; في الحقيقة، لم يكن للفيلم المصري في تونس ثقل كبير، ربما لأن المشاهد التونسي،هو خريج نوادي السينماquot;.

[email protected]