إدمون عمران المليح:في لقاء مفتوح بطنجة
لا حدود في الكتابة

منير بولعيش مراسل ايلاف من طنجة: بطلّته الأليفة ونظراته العميقة التي تختزل كل تجارب العمر، جلس الروائي المغربي إدمون عمران المليح مساء أمس( 6 يوليوز) بين حشد أنيق من أصفيائه و محبيه بمدينة طنجة، يرهف سمعه لكلمات الصداقة و المحبة التي ألقاها كل من الناقد الأدبي يحيى بن الوليد والفنان التشكيلي خليل الغريب والشاعر المهدي أخريف، كلمات قاربت ــ كل من زاوية نظرها الخاصة ــ تجربة إدمون عمران المليح في الكتابة والحياة. بعد الترحيب بالكاتب والضيوف الحاضرين في اللقاء المفتوح المنظم من طرف المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الذي يرأسه د. خالد السليكي، أخذ الكلمة رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بطنجة الكاتب (بهاء الدين الطود) الذي رحب بدوره بالكاتب الكبير مسترجعا في نفس الوقت بعض اللحظات النادرة التي جمعته به، و بعدها سلم الكلمة للضيوف الحاضرين بمعية الروائي الكبير والتي استهلها الناقد الأدبي (يحيى بن الوليد) بعرض سريع و مكثف عن كتابه الأخير عن إدمون عمران المليح: (الكتابة و الهويات القاتلة) والذي عالج فيه عبر فصوله الثلاثة مجمل تجربة ورؤى وأفكار إدمون عمران المليح التي اعتبرها يحيى بن الوليد أنها تظل في حاجة ماسة إلى الكثير من الدراسات التي يجب أن تقارب تجربة الكاتب بالشرح و التحليل خاصة باللغة العربية التي بقيت بعيدة عن الإهتمام بمؤلفاته، رغم أنه لا ينكر تلك الصعوبات التي واجهته في تأليف كتابه، خاصة و أن اللغة الفرنسية للكاتب هي لغة صعبة للغاية.
بعدها انتقل يحيى بن الوليد للحديث عن تجربة إدمون عمران المليح مع الكتابة النقدية عن التشكيل مستشهدا بالخصوص بمؤلفه القيم عن تجربة الفنان خليل الغريب.
أما كلمة الشاعر المغربي (المهدي أخريف) فقد تضمنت احتفاء كبيرا بكتابات إدمون عمران المليح التي اعتبرها واحدة من تلك الكتابات التي تحدث ما يشبه الرجة عند المتلقي، و أن كل من يقرأ نتاج هذا الكاتب الكبير يخرج من العمل المقروء و كأنه إنسان آخر، و هذا إحساس يضيف المهدي أخريف لا تخلفه في النفوس سوى أعمال إبداعية قليلة، ككتابات بيسوا... جيمس جويس... و كافكا...
بعدها عطف المهدي أخريف للحديث عن خصائص الكتابة عند إدمون عمران المليح و التي اعتبرها كتابة يبقى من أهم ما يميزها هو تكسير كل الحدود الأجناسية المتوهمة بين جنس أدبي و آخر، لكون رواياته تمزج بين السرد و الشعر و الفلسفة و التاريخ و السياسة، هذا قبل أن يختم المهدي أخريف كلمته ضاما صوته إلى يحيى بن الوليد بوجوب الإهتمام أكثر بأدب المليح من أجل إيفاء هذا الكاتب الكبير حقه.
و فيما يخص كلمة الفنان التشكيلي خليل الغريب فقد استهلها بالحديث عن الصداقة الكبيرة التي تجمعه بالروائي قبل أن يعطف بالحديث عن تجربته مع كتابات المليح و التي اعتبرها كتابة تتطلب من القارئ استعدادا نفسيا و ذهنيا كبيرا لكونها تتميز بالإنفلات و عدم الخضوع لأي من القوالب الأدبية المعروفة بالإضافة إلى نَفَسِها الصوفي الأمر الذي يجعل العلاقة مع نصوص هذا الروائي علاقة باطنية بالأساس.
و بعد كلمة المحتفى به و التي جاءت مختصرة و ممتنة للجهة المنظمة لهذه الإلتفاتة الجميلة، فتح الباب أمام الحضور من أجل طرح الأسئلة و التي صبت بمجملها في الحديث عن الجانبين السياسي (الحزب الشيوعي) و الديني(الأصول اليهودية) عند إدمون عمران المالح، و في معرض إجابته عن سؤال إيلاف بخصوص راهن الرواية المغربية، قال الكاتب: ( لحد الآن هناك نتاج مهم، نسبيا مهم، لكن ليس لدي صورة واضحة عن هذا النتاج، لكن على العموم ما أرفضه في النقاشات الدائرة في المشهد الثقافي المغربي حول الرواية المغربية هي تلك الحواجز التي يضعها البعض من الروائيين و النقاد بين الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية و الأدب المغربي المكتوب باللغة العربية، ذلك أنه لا يمكن لأي كان حصر الكتابة في هكذا تصنيفات)
و قبل اختتام هذا اللقاء الحميمي بالروائي إدمون عمران المليح أفسح المجال لتوقيع بعض مؤلفات الكاتب بالإضافة إلى مؤلف يحيى بن الوليد (الكتابة و الهويات القاتلة).