من غادا السمان إلى عبدالرحمن الربيعي:
هذه هي laquo;الأخرىraquo; ياصاحب الحمية..!
غادا فؤاد السمان
أيها الربيعي (المُتلندن) كان حريّا بك وأنت تدأب على مجاراة (كيدهنّ العظيم) لملاحقتي منذ أول حرف خطّته أناملي وارتجفتْ أوصال مُبدعتك العريقة الضاربة في الزمن والغيظ عندما كتب الأديب الكبير عبدالنبي حجازي في الأسبوع الأدبي 1986 قائلا: (لم لا تفوق سميتها ما دامت منذ البداية قادرة أن تقنعنا أنها تخطو خطواتها الواثقة الجديرة بالاهتمام؟) وتوالت الكتابات بأهم الأقلام العربية وصاحبتك لا تملك غير غصّتها والاستهجان، وتستنهض رفاق الصبا وأنتَ أحدهم الذي كتبّ مرّة تلو الأخرى وكما تؤكد وتشير في مقالتك الصادرة في صحيفة الجزيرة السعودية تاريخ 28-5-2007، ظنّا منك أنّك وغيرك وصاحبتك أصحابُ قرارٍ لقطع الطريق ومصادرة الأبجدية لتكون حكرا عليك وعليها فقط، وليتك وفّرت أبجديتك وحبرك وحربك وحروفك الرصينة لمن نهب بلادك وأرضك ووطنك و(عراقكَ المسكين، لا أن تستنهض همّتك الهرمة وتستنفر قواميسك الرثّة لتسدد أبجديتك الطائشة نجّاك الله من شرّ النمّامين وصراع النسوة ولا أعلم من الذي زجّك فيه لتقف في الطابور وتدلي بما انطلى عليك وعلى سواك أيّها العمّ الناصح بامتياز (لفتاة) لم تذكر أنّها رأتك في يوم طرابلسي كان، حتى تتذكّر نصيحتك المجلجلة تلك بضرورة (بتر) اسمها إكراما للوهم والأشباح وأنت تدّعي النصيحة على متن صحيفة لها مصداقيتها دون ريب كصحيفة الجزيرة هنا، ولعلمك لست أنتظر شهادة نسبٍ منك أو من سواك حتى أعلن شرعيّة أو شكليّة اسمي لترضي غرورٍ غثّ لهذا أو لتلك وقد منحتُ الوهج الكثير شخصيّا (السمّان) الذي يخصّني بجدارة ولا يخصّك بشيء، فهل ثمّة من يملك ليقول لك دعْ (الربيعي) وانصرف لقضايانا المعلّقة على مشاجب الالتباس الذي يتنامى بفضل أمثالك، وحسبي أنني قد أضفت (للسمّان) أكثر مما يُمكن أن يرتقيِ استيعابُك أو نظراؤك إليه وأنا ابنة الاعتداد عينه والعزّة ذاتها وهما نسبي الحقيقي وإن كره الكارهون، أمّا عن تقييمك الحصيف لواحدة فقط من أصل 97 إطلالة متلفزة أتوقف معك عن إحصائها عبر فضائيات مختلفة على امتداد الأثير العربي، فأعجب وأنت تولي عظيم همّتك واهتمامك باحتفاء قناة الجزيرة التي أعتزّ بما حصدته شخصيا من رسائل على امتداد العالم العربي انهمرت علي بأكثر مما أتوقع لتلك الإطلالة التي لم ترقّك واحترم (إمكانيتك) المحدودة في التلقي، فوقتها كان هلعي كبيرا على لبنان ذاك البلد الذي أعطى لصاحبتك وغيرها وأعطاني الكثير من الضوء والسطوع الذي يخمد في دمشقنا التي تزاحم عليها الجميع بمن فيهم بؤساء (بلدك المنكوب نجاهُ الله من المعتدين والمنافقين على مدار الأصعدة)، الذين لم يجدوا مفرّا مثلك إلى لندن وفرنسا وتونس وسواها من دول الاحتواء، ويدهشني أنك لم تلحظ أنّ السيدة (ليلى الشايب) قد كررت الاسم خطأ أربع مرّات على التوالي وأطلقت اسم (ابراهيم) الذي لا يمتّ بصلة لا إلى (أحمد) ولا إلى (فؤاد) على اسم تظنّه (طنّانا) كنتُ قد نوّهت لمشرف ومعدّ البرنامج وقتها للإعلامي المعروف (محمد خير البوريني) عندما هاتفني للمشاركة في التغطية الحيّة لأهم الآراء وأفخر أني واحدة من قلّة أدلت بدلوها وكان الاحتفاء بما يحتويه أكثر بكثير مما تصل إليه مخيلتك ومدركاتها، كان ثمّة تفاصيل كثيرة إحداها اسمي الثلاثي مع أنّ المناسبة في حينه كانت الخوف على لبنان من الانهيار والردم بفعل النيران المُتعاقبة التي آثرتُ البقاء تحت وابلها تضامنا مع الصامدين في لبنان وهيّأت نفسي وطفلي للشهادة بينما كنت تقضم حبّات الفستق وقطع الخيار تفرّغ غيظك على صاحبتك المطعونة في بريستجها المُستعار وبرجزتها المكتسبة، في بيتك النائي عن صواريخ الغزو في كلا البلدين الشقيين لبنان والعراق، ليصير همّك الأوحد غزو (فتاة) مغمورة لأديبة (معمورة) بنيانها الشائعة واللهاث لتظل أبدا رهينة الالتباس في زمن لا طنين فيه إلا للسخف والرخص والتفاهة، صحيح أنني أقل انتشارا من صاحبتك كما تزعم وربما تكون مُحقا دون ريب فذلك لأنني أثبتُ حضوري في غمرة الازدحام وقد صار الحرف حرفة من لا حرفة لديه مثلك ومثلي تماما ونحن نكتب ثرثرات كهذه لا تقدّم لمسيرة الأبجدية سوى (العلك)، لا كصاحبتك التي تفرّدت في غزو الساحة الثقافية وأشاوسها لترويج (الإباحية) في وقت كانت الحريم فيه أسيرة القضبان والقبضايات وكما نمّ صاحبك (الآخر) عنها أنها لم تكن في حينه تترك صوتا نسائيا يصعد إلا وأخمدته بحميميّتها الطاغية على هذا وذاك من منبر إلى آخر ومن دائرة حكومية ذات نفوذ إلى أخرى عملت على تكريسها وتدريسها وتدليسها على أكمل شنب وعلى أتمّ وجه لا أكثر ولا أقل رحم الله الراحل الكبير (غهسان) كما ورد في كتاب صاحبتك الصادر في زمن الإفلاس، ويا لبؤس من لم يجد (فيّ) طريدته الثمينة للدفاع بل وجد عندها غايته الفضلى في الهجوم، كوني لم أكترث لا بالقصور ولا بأصحابها أيّا كانوا، ولم أجتهد في تصدير (هاءاتي) بأية صيغة أنثوية يوما لأصحاب المقام الرفيع والقيم الرقيعة، بل اكتفيتُ المحاولة بجدّ وعزلة وصمت وخرجتُ بخمسة إصدارات تناولتها أهم الأقلام العربية من محيط الفكر العربي إلى خلجاته الصادقة أذكر منها الناقد الكبير حنّا عبود، الأديب الكبير عبد الله الجفري، الراحل القدير الدكتور عبد العزيز شرف، الشاعر الجليل الدكتور محمد علي شمس الدين، الدكتور الوقور غالب غانم، الأديب الراقي محمد ماضي، والدكتور مروان فارس، الشاعر الفذّ غسان مطر، الدكتور اسكندر لوقا، الشاعر الكبير عصام العبد الله، الشاعر المعروف لامع الحرّ، الشاعر والصحافي الحميم حسين نصر الله، الصحافي الكبير مصطفى عبد الله، والشاعر الدمث عصام الغازي وغيرهم الكثير مما لا يحضرني هنا بوسعك أن تتصفّح في موقعي الشخصي على النت الذي قدّمه إكراما لحرفي الشاعر الرهيف تركي عامر وقد جمعنا فيه بعضا مما توفّر لي من شهاداتهم المدوّنة والمنشورة في مطبوعاتٍ معروفة وشائعة والموقعة بأسمائهم العريقة والواضحة والصريحة، ومع ذلك لم أفكر في يوم أن أزفّ لك أيّ من إصداراتي متوّجة بتوقيعي الشخصي كما تفعل سواي تباعا وتكرارا لجهابذة القلم وصعاليكه على حدّ سواء، إذ لطالما كانت جملتي تنوب عني، ولطالما كنتُ وجملتي شديديّ الحضور في أيّ مكان حللنا فيه، وإذا كانت كتابتي لا تروقك أو لا تسترضيك فذاك شأنك وعليك أن تقارع الأساتذة أعلاه المُثْبتة أسماؤهم ويكون لك صريح العبارة وفصيحها للقول لهؤلاء جميعا ولغيرهم أيّ خطأ ارتكبتمْ وأنتم تشيدون بأقلامكم بتلك (الفتاة) التي هي (أنا) وبكل فخر وما أجمل أن تأتي مذمّتي ك(فتاة) من نا...، وأمامك المجال واسعا لتسألهم بإلحاح وضراوة: إلى أين ذهبتْ ذائقتكم فيما ذهبت إليه من شهادات (أفخر) أنها كتبتْ (لي) وأنا كما تعلم (على الحميد المجيد) على رأي إخواننا المصريين.
أتنفس الصعداء هنا وقد تصديت لبعض (الحشو) الكثيف في نصّ (ربيعيّ) زائد على هامش الهمروجة المفتعلة وأسأل كما صدّرت سؤالي على صفحة جريدة عكاظ الغراء سابقا تُرى لماذا هؤلاء الجهابذة تنتفض فرائصهم مني في حين تخمد تماما عندما يتجاهلون عمدا (عدلي الحاج) صاحب الخبر في جريدة عريقة كجريدة النهار وهي أولى الصحف اللبنانية بلا منازع كيف صدّر الخبر عن صديقته العتيقة وقد توفّر لديه رقم الهاتف ولم يكلّف نفسه عناء اللهفة للاطمئنان؟ ومن حقيقةً كان قد صدّر الخبر إليه؟ وأنا لم أتشرّف يوما بمعرفة الحاج وكنت أظنّ أنّ معرفة الشاعر (أنسي الحاج) تغني عن جميع (الحجاج) وهذا ما كان، وعلى الرغم من أنّ حجّة الجميع واهية في التصدّي للخبر الذي سقط مني فعلا في بيت صديقة لا علاقة لها بالثقافة لا من قريب أو بعيد وهي أرمنية الأصل لا تجيد العربية قراءة أو كتابة بل مجرّد لغة ذات ألفاظ مهشّمة شاء المجلس بيننا يومها أن يستضيف قريبا لزوجها، ومع إصراري بالتحفظ إلا أنها أصّرت على متابعة تفاصيل زيارتي للطبيب الذي أوقعني في مطبّ الهلع وكان مني مجرد حديث (للفضفضة) لا غير لم أكن أعلم أن هذا القريب صديق صحافي مخضرم كالأستاذ عدلي الحاج في صحيفة معروفة كصحيفة النهار سُرِّب الخبر إليها لتدهشني بضعة هواتف لا تزيد على عدد الأصابع في الكفين بعد 24ساعة فقط تستفسر عن ذكريات الماضي السحيق لا زلت أحتفظ بأسمائهم وأرقام هواتفهم جميعا للضرورة القصوى لمن يهوى الحقيقة ويريد التأكد فأنا على أتمّ الاستعداد لتزويده بما لدي ليثبت لنفسه وليس لي أو لأحد أنني (استغليت) الخبر كما يُشاع بل كانت كرامتي أكبر بكثير من (حاجتي) ومن يستطيع أن يثبت العكس فليتفضّل، فقد كانت إجابتي واحدة للجميع وهي نسيان ما نشر في ذاك اليوم العجيب! رجل واحد فقط لم يسألني كيف يقدّم المساعدة؟ وكيف يجد الطريقة المُثلى؟ وكيف وكيف وقبل أن يتابع أجزم أن مساعدتي على الله لا سواه، الرجل الذي باغتني خلاف الجميع بالسؤال عن عنوان منزلي وقال بكل رقي وتهذيب: هل تأذني لي الاطمئنان عن ابنتي وفعلا كان بعمر والدي وربما أكثر، وأغلقت السماعة على أنّ الأمر سيكون في ذمّة الوقت، ولم يمض من الوقت أكثر من عشر دقائق لأجده يرن جرس الباب، استقبلتُ فيه الأب الوقور المحترم القدير، ولا أعترف له أنه صاحب (عطيّة) أو (فضل) وقد تبادلنا الورق بالورق، فالفضل لله وحده وهو القادر على من يستغل ظروف الآخرين للنيل منهم أو للتشهير بهم، فقط كانت ثقتي فيه لإيجاد عمل عندما أفصح عن مهنته كصحافي، وذاك هو مطلبي الوحيد الذي كان محض صدفة من (آل الخليل) وهذا الأمر كان في عقر داري حيث لا أعرف لهم عنوان أو تفاصيل تُذكر، وأعجب كيف صارت حادثة (الخليل) حديث الصحف في كل مكان على مدار الأقلام المأجورة؟ مع العلم أنه قد رجاني ألا يأخذ أحد خبرا بتلك الزيارة، عن دم استأذنته السماح لي بتسخير الواقعة والكتابة عنها بنصّ ما، أقدّر له فيه تلك الزيارة الكريمة. وكم أرثي لغتنا الجميلة التي يوظّفها كبارنا لتقريع صغارهم على حدّ نظرهم ورأيهم ومحدوديّته، أمّا عن الشيخ (سعد الحريري) الذي لا أملك له غير الأمنية الطيبة على لهفته في الاتصال المتكرر (لا غير) من قبل موظفين عدّة تواصلوا معي وكان مطلبي الحرفي منهم لا يختلف عن الزائر (الطارئ) من (آل الخليل) حيث صرّحت بالتالي: (أتمنى توفير عمل أستطيع وقتها حلّ أيّ أزمة صحية) الأزمة الحقيقة هي مُصادرة قلمي وتجميد حرفي وحرفتي الكتابية ليس لعيب أو نقص فيها كما يشاء المتصيدون في الماء العكر القول، بل لقدرتها الفائقة على تحريك المستنقع وكشف المستور وهذا معلوم لدى كل مُتابع لسيرورتي بكل ما حصل لي عندما أوقفتُ قسرا بعد إصدار كتابي اللغم (إسرائيليات بأقلام عربية).
أتساءل أخيرا: هل كانت صاحبة الوجاهة وعشاقها محقّين في كتابتهم المكرورة للانتقاص مني وتشويه نزاهتي العصيّة على مراوغاتهم؟ هل يعيب الإنسان عارض صحي ألمّ به؟ هل ألم فقرات عمود الظهر شُبهة؟ هل يحقّ للمرتزقة أن يعيبوا على القانعين بما قسمه الله لهم بضيق ذات يدهم؟ هل الغني فعلا هو من يُهاتر المُحتاج في حاجته؟ هل العظمة في استغلال المنابر لتسخيرها للتفاهات؟ كل أسئلتي أوجهها للقارئ فقط الذي شاءوا إقحامه في قضية اللا قضية المفتعلة للنسج منها وتظهير اسم (غائب) على حساب اسمي (الحاضر) النائب عن الفعل والمفاعلة والقادر على تبديد كل الرغاء الذي يُثار حوله.
بقي أن أشيد بزيارتي إلى السودان وأن أؤكد اعتزازي الكبير بمشاركتي في مهرجان (البجراوية) في مدينة الخرطوم ولن أشوّه ذكراها الجميلة في ذاكرتي لهذا أحيل وبإلحاحٍ شديد التعليق على ما ورد في مقالة (الربيعي) إلى المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية العربية السودانية وتحديدا إلى مكتب فخامة الرئيس (عمر البشير) ليقيني أنه المعني بالرد أكثر مني وخاصّة أنّ هذه العبارة قد أصبحت مجال تندّر بعدما وردت في إحدى المقالات المغرضة كاتبها قيد الملاحقة القضائيّة من قبلي، وبعدما تناقلتها أقلام مأجورة عدّة لتفبرك خبراً على الشكل التالي: (وعندما قرأ الرئيس عمر البشير أسماء المشاركين لفت نظره اسم غادة السمان وخصّها وحدها من بين جميع المشاركين باستقبالها وهو يظن أنه يستقبل غادة السمان الأديبة السورية الكبيرة. ولم توضح غادة السمان المزيفة أنها ليست تلك الكاتبة الكبيرة، ثم سرعان ما انكشف الأمر أيضاً في الخرطوم وحدثت تلك الفضيحة المشهورة...
أولا: لم يكن ثمّة مشاركون بل كنا مشاركات فقط، والأهم هنا هل يُمكن الاستهتار أن يطال اسم الرئيس عمر البشير على هذه الشاكلة؟! عندما اطّلع السفير السوداني الشاعر جمال محمد ابراهيم وهو سفير السودان الحالي في بيروت، علّق مُستنكرا كيف يُكتب عن السيد الرئيس عمر البشير بهذه الطريقة الفظّة وكأنه رجل عادي يُمكن أن تنطلي عليه الأمور بهذه البساطة؟
من جهتي فقد سبق لي أن كتبتُ مطوّلا عن لقائي في السودان بفخامة الرئيس عمر البشير ونشرَتْهُ جريدة الوطن القطرية ولا أظنني هنا مخوّلة للرد عمّا ورد في مقالة الربيعي وغيره بل أكرر:
لا بدّ من جواب لدى المكتب الإعلامي الخاص بالرئيس عمر البشير شخصيا.
أمّا عن صاحبة الربيعي وتذكير الجميع بشأن إحجامها عن الشاشة الصغيرة نظرا لجهل إعلامية تعرضت له عام 1973ليندرج على كل من يجد ويجتهد في هذا المضمار حتى يومنا هذا؟ فيا له من تعميم وتبرير مميز، فهل يستوي ذكر إعلامي ك(أحمد منصور)، وإعلامية ك(ميسون عزام) وإعلامية ك(جزيل خوري) و(ماتيلدا فرج الله) و(مي شدياق) و(غسان بن جدو) وغيرهم كثر ومميزون لا يتسع المقام لذكرهم جميعا بمستوى إعلامية السبعينيات التي أصبحت مثار ذكر مؤخرا في أكثر من تنويه وتبرير، وأكتفي بالتعجّب!
التعليقات