بقليل من التفاصيل التي سمعتها من أصدقاء غير محايدين، و نصف ساعة من المراقبة بطعم هوليودي، دون أن أنسى ديوانها الذي منحتني إياه في لقاء باهت، قبل أن أقفل cap- radio أقرأه جملة و أبحث بتركيز شديد عن كوة يمكن أن أتسلل منها لمعرفتها... و أنام.
سميتها فريدة، توغّلَت يوما في حديث عابر في cafeacute; de paris، فكرت في اقتحام عالمها المخملي، أخذ أصدقائي يثرثرون في مواضيع شتى و يحلمون بتغيير العالم، بينما كنت منهمكا: أكتب واحد و أخربش اثنان و أخربش ثلاثة و أخربش... لم أرد أن يعرف أصدقائي ما أخطط له:
1ــ سأبحث عن مبرر للقائها.
2ــ منازلة حبيبها الذي يفترض أنه سيكون غريمي.
3ــ أن أنقض على قلبها دون هوادة.
في ذلك المساء اللازوردي، كنا نخطط للإحتفاء باليوم العالم للشعر وهي مناسبة ليرتل منير بصوته الغاضب بيانا فيه الكثير من الأحلام، بيانا كتبناه سويا، هو تكفل بأربعة فقرات تسفه الرموز الشعرية المكرسة من الماء إلى الماء، بينما اكتفت فقرتي الوحيدة بالدعوة لإحلال الدواوين الشعرية محل الكتب الصفراء في فترينات المغاربة و قلوبهم، البيان في مجمله دعوة للإحتفاء بالهامش... بالمنبوذ... بالأشعار التي لا تجد طريقها إلى جنة القراء و المستمعين.
تحمس منير لفكرة البيان، تحمست أكثر لإشاعته بين المثقفين في مدينة طنجة.
ــ لما لا نحتفل باليوم العالمي للشعر بصيغة المؤنث، وهي فرصة لنصرة الهامش، أمسية شعرية بأصوات نسائية فقط ...
أجبت:
ــ حيلة ذكية لإغواء المثقفين للحضور، يسمعون شعر الشواعر و يحكون خصياتهم.
أردف منير:
ــ من ثمة نمطرهم ببياننا الضديّ، حتما سيشعل الكثير من الحرائق.
في نهاية الجلسة لم نستطع استحضار سوى أربعة أسماء: ابتسام التي تفطر بالكرز، لطخت أمسيات كلية الحقوق بأشعار نزارية ممسوخة، عندما تشتد الحرارة في الشرق الأوسط تقلبها أشعارا مطرية (أحمد مطر) أكثر مسخا، إكرام نشرت في جرائد محلية أشعارا مليئة بالورود و النهود و الفراشات... لكنها لا تتوانى في إشعال سيجارة فارفوريت في الأماكن العامة: بوكوفسكي بنتانته يقرأ أغنيات نيرودا، انتصار تصدح بأشعار دعوية، تنتحب بإيقاع درويشي مبتهلة طامعة في الغفران و الجنة، فريدة نشرت ديوانا مليئا ببوح أنثوي على نفقتها الخاصة و هي في سن السابعة عشر، نضب نبعها بعد أن التحقت بكلية الحقوق، أحبت رجلا متزوجا مثلها مثل آنا كرنينا.
حضرت الشواعر الثلاث، غابت فريدة، اعتذرت في آخر لحظة كما يفعل الشعراء الكبار، أرسلت SMS نزل على قلبي مثل قطعة ثلج، مرت الأمسية بهدوء و كفاف شديدين، قرأ منير البيان، لم ينتبه الحاضرون للعواصف المزمجرة فيه، كتبت مضامينه بكثافة عالية ووعي فوضوي، تشابه عليهم البقر يا منير !!
في هدأة الليل تسللت يمناي تحت الغطاء على زر SMS، انزلقت اليد اليسرى إلى شيء آخر، Cap- Radio يصدح بصوت وردةquot;في يوم و ليلةquot;، عندما يطول ليلي أبدده بهذه الأفعال الثلاث.
- آخر تحديث :
التعليقات