النذيرُ الأول في قلبِ الجلاد يغريه بالعويل
الضحايا المهملة أحزانهم عبر التاريخ
الأصوات الكالة من عُري الهاتكين بشبق مستمر.
أما بقية النُذور فحبلى بوعيد شديد لآلات الهدم
وللراصدين، حتى مع عجزهم الغارق في الأبدية والتسليم،
ولوجع البدر يهوي كلّ نصف رعشة
ثم يصعد على هيئة طفلة موبوءة بالسؤال عن مصائر أسلافها.
1
يا بكاء الأشجار..
2
عند حلول الموتِ ستتذكر عجوزٌ لغتها،
لماذا لم تسعفني سنواتُ الرقص على إيجاد قشّة؟
لماذا لم أنجو، مع أن اللغة أبدتْ رغبتها الأكيدة في كل مرة في انتشالي من منزلقات الطُرقاتِ الفادحة؟.
فيما يمضي زماني إلى نهاية مكتنزة بالدُّخانِ سأتعلمُ الإصغاء للغة جديدة
الفِرار من وهم الانحياز الكامل إلى الطمأنينة
الانصهار الكامل في الآمال المراوغة.
3
يرتقي الغدُ يدَ نجارٍ تنصتُ لتقصّفِ جذوع الأشجار وتحولات الأجساد!.
4
في بلادٍ تشرعُ أبوابها للوِترِ ينأى النّهر بمائهِ عن اللّهيب
يقول أشياء مدهشة جدّا
وينسابُ على أقدام السلامة التي يؤثرها أكثر من مجراه
ملتصقا بالادعاء
منصرفا إلى ما لا يشبهه
هكذا هو الماء، ككلِ شيء، منذورٌ للغياب إلا عن الوِتر!.
5
لأنكَ أحزانٌ متتاليةٌ فلا مكان اليوم كي تعود إليه سوى هذا الأخدود.
6
النور
نتيجة وحيدة لاشتعال مستمر
النور
رائحة شواء آدمي على أقدام طاغية
مصارع فراشات لا حول لها إلا الحب
أيما أغاني تولدُ في قلب راعٍ يباركها الله
لكنه، كرب حتمي، لا يبارك الرعاة لأنهم ينصرفون دائما إلى مصارعهم المؤلمة..
النور
حقيقة أن هناك ألم!.
7
هذه هي موسيقى المحرقة
فلنخبر الرّب بآلامنا
لنخبره المزيد، لأن الوِتر لا يسمع استغاثات ضحايا أمجاده الزائفه.
8
قال quot;نيرونquot;:
عندما ألتقي أعدائي سأغني
سيشعرون حينها كم آذوا روحي.
لكن روما لم تمهله ليقترف حماقة أخرى.
أليست الأغاني حماقة الصوت المتفرد؟!.
9
أيضا.. في بلاد كحكاية الله التي ترويها أمي
يوجد شعب يحلم بفجر لا تؤذيه استغاثات الأجساد الواهنة.