نزلتُ إلى الشارع بعدَ يومٍ من التعب، وجلستُ تحتَ النافذة أنادي عليَّ في داخل غرفتي.
ناديتُ، حتى انفتقت حنجرتي، سال صوتي على الرصيفِ ميتاً، ضبابياً ينسابُ عبرَ النفس، ويبلل ملابسي برائحةٍ تائهة.
مددتُ رأسي في فراغ النافذة، ووخزتُ ذاتي التي تتكئ على السرير، وتقرأ القرآن، وتسبحُ، وتبكي... تتهدجُ شفتاي بأدعيةٍ صافيةٍ، وأموجُ أنا في بحر النافذة.
سقط إصبعي مني، على كتفي!
دخلتُ وأغلقتُ الأبوابَ، وجلستُ بجواري، فغرقتُ في إسفنج السرير. انسبتُ في مسام الخشب.. ضعتُ في العتمةِ، واتحدتُ بالغبار.
إذ بصوتي حينها، يدخلُ جاراً وراءه قطيعاً من الذوات، ووقفَ منتشياً، يبدلُ جسداً بجسدْ. يستعرضها أمامي كعارض أزياء، ويتمخترُ في الغرفةِ جيئةً وذهاب. وأنا في الخشب، والغبار، والكتابُ في يدي يقرأ من وجهي، ويتهجدُ!
- آخر تحديث :
التعليقات