رسول المرشدي:في معرض الفنان محمد رسول البستاني الاخير نستطيع ان ندرك ان هذا الفنان ماض في رحلة اكتشافاته بلا تراجع وان بناء اللوحة لديه اخذ بعدا تجريبيا يستمد دهشته من تراكم الخبرة لديه وتنوع مصادر معرفته وحين ارجع بالذاكرة لبدايات محمد رسول تتناثر امام عيني عوالم من الالوان المليئة باساطير لاقبل للقارئ الطارئ بها فهي تحتاج الى مران من نوع خاص يستحضر كل مفردات الخلق الابداعي في مسيرة الفنون البصرية الحديثة.
نوع مدهش سكبته معرفته المحدقة بصدق على تفاصيل العالم من حوله ومعالجات اكتسبها من غزارة التجربة ومرارة الترحال فحين اتذكره سائرا في ازقة النجف الاشرف موغلا في تفاصيلها المثخنة باللون واحتراقاته بفعل مؤثرات الحياة وحتمية الموت وما تجره هذه المعادلة الابدية من امعان في مواصلة التساؤل والتجريب ادرك لماذا استحوذ بتمكنعلى دهشة المتامل الامريكي والعراقي على حد سواء هو نفسه من كان يرقب اختلاف الوجوه وخطوطها واشكالها مجتمعة وهي تحج الى مدينته من كل الجهات بما تحمله هذه الجهات من غنى التنوع وصدق الحضور مما اربك مخيلته الفتية انذاك ليحيل ارباكها الى رحلة بحث وتساؤل كنت ارقبه وهو يعمد يديه بماء معاناته ليصب في اديم القماشة كتل نابضة بالحياة تحيل مساحة اللوحة الى عالم من المتخيل والمحسوس في عرس لوني يجعل من متعة المشاهدة محاولات للاجابة ولكن بتساؤل اخر ان المتابع المنصف لاعمال البستاني يجد انها عوالم مستقلة ومكتفية بذاتها اغنت الاخر ولم تغتن به ولعمري ان قراءات الفنان وتجاربه البصرية المتنوعة كانت خاماته التي لاتنفذ لامداد اللوحة بما تحتاجه من عوامل الخلود في مدارس النجف التي لا حدود لمعارفها تتلمذ البستاني وفي ازقتها عرف انه يعيش في راس العالم وعليه ان يكون جديرا بتساؤلاته وجديرا بعذاباته ايضا لذا عمد معرفته بالم عظيم وهم اكبر من هموم العاشقين عشق اخضرار الزمن في ابواب قديمة ظالعة بالخلق وهام بانكسار الضوء على اسراب العباءات الحرير وانهكته خطوات مرتبكة لحمائم الحضرة وهي تطارح اجداث العباقرة انواع الهديل والف قراءة الكتب التي يسير مؤلفوها بين عينيه وسلم سوق الحويش ومسالكه المتخمة بالفكر والامنيات راود ته مقاهي المدينة عن راسه ليرى روادها وهم يملئون مكتبات العالم شعرا وفلسفة واساطير فمنلمثله مدارج طفولة بعظم تلك المدارج؟ ومن لفان كوخ بدموع تفيض بها صحراء الدنيا ليسكبها على القماشة معنى ولونا واغنيات اسمعه يهمس باذن المطارات (انا راحل ومعي ارث العالم) ومن معه ارث العالم لن يعيقه العالم عن الولوج الى سطح اللوحة وفك الغازهافي لوس انجلس درس الرسم وفي فرجينيا قام بتدريسه وحين استقر في مشيكان قرر ان يكون فنانا ليس للاخرين سلطة على قراره وهناك مارس عشقه كراهب بابلي تسجد على عتبة فنه عيون التاريخ وترصده بحب صلوات صاعدة ابدا.
كاتب وفنان - فرجينيا
التعليقات