*وحشة مع انتظار *موازاة لقصيدة الشاعر يحيى السماوي

* وحشة *


أنام على أريج الليل في سكونِ
وأتخيل أني في حضن دفئ الحبيب التائهِ
أ ياترى قد تجمعنا الأيام بعد هذا الرحيلِ
أم أن القدر صار يتوعدنا بالوعيدِ
ربيع نامت على عشه أيام عمري
وغدا الخريف يسقط مني كلمات العشق المتمردِ
تمردنا، ثرنا، حتى نصنع تاجا من الزهر والنسيمِ
فباتت صناعة كلمات الهوى تضرب لنا بالمثل القائلِ
بغداد، روح الحياة ودفئ المشاعرِ
بك مر المهلهل والمتنبي ورحيق العمرِ
عمر الأصالة، والإبداع والأدبِ
فزعـت لما سمعت بتحطيم الكنائسِ
وتفريغ البيوت حتى من العنكبوتِ
دخلوا بيوتك من كل الأبوابِ
حتى الجيران تاهوا وسط زحامات الدخولِ
أتخيل حبيبا كان معي ليلة الأمسِ
بين الضلوع نفترش العشق الجنوني
أكلنا الثمار من نخلة البصرة حتى
صارت أمعاؤنا تنادي بالرازي
قطفنا زهرة البنسفج من شارع الرشيدِ
و أقامنا في تكريت أيام وليالي
نقرنا الشفاه بعد طول أنتظارِ
فلتذذنا بطعم الشركسية في الرمادي
صرت أتخيل أني هارون الرشيدِ
وحولي الرعايا و ملك يمني
تهت وأنا أرسل رسالة في بريد استعجالي
إلى صفوة القوم في مصر والحجازِ
أنتظر مجيأهم حتى نقيم هذا العرسِ
عرس اللقاء الحبيب بالحبيبِ
ردوا علي الدعوة باستضافتي
إلى أكل بقايا ممتلكات الرجل المريضِ
صرت أحلم لوحدي تائها بفكري
أن أرجع الضحكة لشفتي حبيبي
فلك وحشة أكثر من لهيب النارِ
لك وحشة يا حبيب ربيعي
يوم يضمني صدرك الحنينِ
فهل يا ترى...
سيظل الخريف عقابي؟!