تَفَرَّقَ قَلْبِي فَصُمْتُ شُهُورَا،
وَكانَ الحَبيبُ كَثيرًا كَثِيرَا.

فَمِنْ أَجْلِهِ قُمْتُ لَيْلِيَ عِشْقًا
وَطُفْتُ الهَوَاجِسَ جَمْعًا غَفِيرَا.

فَلَمْ أَدْرِ أَيَّ صَلاةٍ أُصَلِّي،
وَلَمْ أَدْرِ مَنْ قَدْ حَبَانِي حُبُورَا.

فَأَنْعَمْتُ فِي الطّائِفَاتِ عُيُونِي
فَمَا خِلْتُ فِيهِنَّ شَيْئًا أَثِيرَا.

فَتَمْتَمْتُ بَعْضَ قَرِيضٍ لِنَفْسِي،
وَسَرَّحْتُ لِلطّائِفِينَ نَثِيرَا.

وَوَطَّنْتُ نَفْسِيَ فِيمَنْ هَدَاهَا
إلَى بَلَدِ النُّورِ تَبْغِي النَّفِيرَا.

لأَنَّ حَبِيبِي نَمَا فِي خَيَالِي
فَيَا لَيْتَ مَنْ عَادَ عَادَ وَفِيرَا.

إلَيْهِ كَتَبْتُ كَلامِيَ سِرًّا
وَمِنْ أَجْلِهِ شِدْتُ قَلْبِي سَرِيرَا.

وَوَسَّدْتُ فِي جانِبِ التَّخْتِ خَصْرًا،
وَخَصْرًا فَرَشْتُ، وَصَدْرًا حَرِيرَا.

فَجاءَ إلَيَّ، بُعَيْدَ انْتِظارِي
طَوِيلاً، عَلَى سَابِحٍ مُسْتَجِيرَا،

غَرِيبًا سَرَى اللَّيْلَ يَطْلُبُ قُرْبِي،
فَأَدْرَكْتُ بَعْدَ عَنائِي القَدِيرَا.

وَآمَنْتُ أَنَّ الوُصُولَ إلَيْهِ
وَإنْ بَعُدَ الهَجْرُ يُذْكِي سَعِيرَا.

كِلانَا مَضَى فِي الرَّحِيلِ إلَيْهِ،
فَعُدْنَا مَعَ الوَصْلِ فَرْدًا غَرِيرَا.

***
[email protected]