إلى روح الفيلسوف مدني صالح فيلسوف التنوير والمحبة والإباء

تتدلى أعمدة النور من السماء
تشكل بقعة حولي من الضياء
ترفعني يمامة بيضاء
أطيرفي الفضاء
أطوف حول الأرض في رمشه عين
أبصق في الهواء
على مدن الصفيح والرماد
ومدن البترول والنساء
ومدن البنوك والحديد
وكل ما جاءت به الموضة
وعارضات الأزياء من جديد
أسقط مغشيا عليّ
على سجادة خضراء
أصلي في حضرة الإمام
أبو حنيفة النعمان
أسأله عن الغش وسارقي قوت الشعب
بائعي الضمير وبائعي الصلاة والصيام
قبلني في فميّّ الإمام
أهدى إلي وردة بيضاء
وفرسا أصيلة شهباء
وقال لي يا ولدي لم أقبل القضاء
قبلت أن أعد طابوق البناء
ولم أكن أريد أن أكون أماما أو أمير
ومت في السجن
بين يدي الجلاد مرتاحا فقير
صلّى عليّ الخليفة المنصور
ومن ورائه مائة ألف وهو منخذل مقهور
وأنا في نعشي أمامه ممدود
أضحك منه ومن أعوانه الذيول
مسبّحا مكفّنا بالنور
ناطقا الشهادة
وتاركا قلادة
إلى تلاميذي يضيفون إلى حباتها
حبات من لؤلؤ منثور
على امتداد أيام السنين والدهور
يا ولدي انك لا تحرث الأرض بلا محراث
ولا تنحت في الصخر بلا أزميل
تصدع الأرض بالكلمات و تشعل القنديل
لا مثل أبو جعفر يقتل القتيل
ويمشي في جنازته إلى مثواه الأخير