سلوى اللوباني من القاهرة: كيف لشاب في الرابعة عشرة من عمره يتمنى أن يصبح مجاهداً في أفغانستان؟ ما السبب وراء هذا المطلب؟ تركي الدخيل طلب من والدته وهي تحثه على الدراسة والمذاكرة أن تكافأه بتحقيق مطلبه.. quot;أريد أن اذهب الى الجهاد.. الى أفغانستانquot; وعلى حد تعبيره آنذاك وهو في الرابعة عشرة من عمره يقول quot;هي مكافأة سهل تحقيقها فهي متاحة لي ولكم.. بل انها تقربنا من اللهquot;!! هذا الموقف ورد في كتاب تركي الدخيل الجديد quot;كنت في افغانستانquot; صادر عن دار العبيكان، وهو الكتاب الثالث للدخيل بعد quot;ذكريات سمين سابقquot; وquot;سعوديون في امريكاquot;. وقد نفذت الطبعة الاولى من الكتاب في معرض الكتاب بالرياض.
أفغانستان وجيل الشباب السعودي
تناول الدخيل في كتابه الجديد رحلته الى افغانستان عام 1998.. وقتها كان محرراً سياسياً في جريدة الحياة في مكتب الرياض.. سجل الدخيل باسلوب بسيط ولغة سهلة تفاصيل هذه الرحلة على صفحات كتابه بعد مرور 10 سنوات على هذه الرحلة حتى لا يكون متأثراً بأجواء تلك المرحلة وحتى يكون موضوعياً في كتابته كما ذكر..بعض ما نشر في الكتاب نشرته جريدة الحياة عام 1998 الا انه أضاف بعض المعلومات عن الشخصيات التي ورد ذكرها في الكتاب اضافة الى معلومات أخرى مثل ترتيب السلطات في طالبان والوزارات وأعضاء مجلس الشورى..وهو ما يشكل مساعدة للقارئ إذا لم يكن ملماً بكل هذه الشخصيات والاحداث... كما ضم الكتاب مجموعة من الصور والحوارات مع أحمد شاه مسعود، وزير الخارجية الطالباني، وزير الصناعة والمعادن في حكومة ملا محمد عمر. وضح تفاصيل الصراع بين الفرقاء الافغان فترة حكم طالبان كشاهد عيان كانت تحركه الاحداث أكثر من كونه يحركها أو حتى يساهم في جزء بسيط منها. وحرص أن يكون راوياً لما رأى متحرزاً من إصدار الاحكام ما استطاع فهذه المهمة يجب أن تكون للقارئ وحده كما ذكر.. ولكنني أرى بانه كان على الدخيل أيضا أن يقول رأيه أكثر في الاحداث وبما جرى آنذاك..فهذه تجربته الشخصية..التي يجب أن يعبر فيها عن مشاعره وأفكاره عندما كان شاباquot; 25 سنةquot;..حتى بالفعل يساعد الجيل الحالي..لان الدخيل عندما يكتب عن أفغانستان فانه يختزل في هذه الدولة الاسلامية الكثير من ذاكرة أبناء جيله كشاب سعودي على حد تعبيره.. إضافة الى ذلك عندما كان الدخيل في الرابعة عشرة من عمره كان في مرمى سهام محاضرات كان يلقيها آنذاك 1984-1986 قادة الجهاد الافغاني في مساجد الرياض وغيرها من المدن السعودية الكبرى للتحريض على الجهاد بالنفس والمال والمشاعر..فقد كان الجهاد الافغاني في أوجه وكانت السعودية هي الحديقة الخلفية لهذا الجهاد.
تناول الدخيل في كتابه الجديد رحلته الى افغانستان عام 1998.. وقتها كان محرراً سياسياً في جريدة الحياة في مكتب الرياض.. سجل الدخيل باسلوب بسيط ولغة سهلة تفاصيل هذه الرحلة على صفحات كتابه بعد مرور 10 سنوات على هذه الرحلة حتى لا يكون متأثراً بأجواء تلك المرحلة وحتى يكون موضوعياً في كتابته كما ذكر..بعض ما نشر في الكتاب نشرته جريدة الحياة عام 1998 الا انه أضاف بعض المعلومات عن الشخصيات التي ورد ذكرها في الكتاب اضافة الى معلومات أخرى مثل ترتيب السلطات في طالبان والوزارات وأعضاء مجلس الشورى..وهو ما يشكل مساعدة للقارئ إذا لم يكن ملماً بكل هذه الشخصيات والاحداث... كما ضم الكتاب مجموعة من الصور والحوارات مع أحمد شاه مسعود، وزير الخارجية الطالباني، وزير الصناعة والمعادن في حكومة ملا محمد عمر. وضح تفاصيل الصراع بين الفرقاء الافغان فترة حكم طالبان كشاهد عيان كانت تحركه الاحداث أكثر من كونه يحركها أو حتى يساهم في جزء بسيط منها. وحرص أن يكون راوياً لما رأى متحرزاً من إصدار الاحكام ما استطاع فهذه المهمة يجب أن تكون للقارئ وحده كما ذكر.. ولكنني أرى بانه كان على الدخيل أيضا أن يقول رأيه أكثر في الاحداث وبما جرى آنذاك..فهذه تجربته الشخصية..التي يجب أن يعبر فيها عن مشاعره وأفكاره عندما كان شاباquot; 25 سنةquot;..حتى بالفعل يساعد الجيل الحالي..لان الدخيل عندما يكتب عن أفغانستان فانه يختزل في هذه الدولة الاسلامية الكثير من ذاكرة أبناء جيله كشاب سعودي على حد تعبيره.. إضافة الى ذلك عندما كان الدخيل في الرابعة عشرة من عمره كان في مرمى سهام محاضرات كان يلقيها آنذاك 1984-1986 قادة الجهاد الافغاني في مساجد الرياض وغيرها من المدن السعودية الكبرى للتحريض على الجهاد بالنفس والمال والمشاعر..فقد كان الجهاد الافغاني في أوجه وكانت السعودية هي الحديقة الخلفية لهذا الجهاد.
تدمير الشباب السعودي
توقفت كثيراً عند مطلب الدخيل وهو في الرابعة عشرة من عمره quot;اريد أن اذهب الى الجهاد..الى افغانستانquot;..ماذا كانت تعني أفغانستان للشباب السعودي في ذلك الوقت؟ ماالذي كان يشدهم للذهاب الى الموت؟ مع العلم بأن المقاتل أو المجاهد آنذاك كان يتقاضى ما يعادل 5 دولارات شهرياً أو عشرة دولارات كما ذكر الدخيل..ومن يحلق لحيته يعاقب بالجلد أو السجن اسبوعا!! وهو ما يستغربه تركي الدخيل أيضا بعد مضي عقدين من الزمن على هذه الحادثة كيف طلب مثل هذا الطلب وكيف وافقت أيضا والدته عليه!! وكيف كانت تلك الموجة العارمة تجد القبول ليس لدى الشباب فقط بل ولدى كبار السن أيضا!! يقول الدخيل quot;أن هذا السؤال يجب أن يبقى مفتوحاً للبحث والنقاش ويأمل أن تجد الايام المقبلة ولو من الاجيال القادمة من يجيب على السؤال الاكثر الحاحاً.. لماذا كان كل ذلك؟ يتمنى الاجابة من الاجيال القادمة لانهم أقدر وأحرى بالوصول الى إجابة..يتمنى أن يكون هذا الجيل والاجيال القادمة على درجة أكبر من الوعي بهذه الحركات الجهادية وما هو خلفهاquot;. ذكر الدخيل بأن الفرقاء الافغان تفننوا في التنافس على اقتسام كعكة حماسة الشباب السعودي بالنظر الى تدينه.. ومنهم عبد الله عزام، اسامة بن لادن، قلب الدين حكمتيار، برهان الدين رباني، عبد رب الرسول سياف، جميل الرحمن، صبغة الله مجددي وآخرون يتناوبون أو يتزاحمون على القدوم الى مدن السعودية لالقاء المحاضرات واستقطاب التبرعات.. والأهم من ذلك سوق زهرة الشباب الى حيث لهيب المعارك في أفغانستان. وأنا أقرأ هذه العبارات فكرت كثيراً كم هو عدد الشباب السعودي الذي ذهب الى الجهاد في أفغانستان آنذاك؟ كم عدد من أصيب بعاهة أو إصابة خطيرة منعته من ممارسة حياته بشكل طبيعي؟ كم عدد من رحل عنا منهم؟ مسكين هذا الشباب.. لماذا لا يتزاحمون على دعمه وتشجيعه في تنمية مواهبه، لماذا لا يتزاحمون على جمع التبرعات لتعليمه وتدريبه، لماذا لا يتزاحمون على بناء ملاعب ونوادي له؟ لماذا لا يتزاحمون على تثقيفه؟ على حثه على الاختلاط بالاخر والتعلم منه بما يناسبه؟ لماذا لا يتزاحمون على تبني الموهوب من بينهم ودعم إنتاجه؟ لماذا لا يتزاحمون على خلق شباب سوي نفاخر به الدنيا؟؟ ولماذا.. ولماذا... الى ما لا نهاية... طرح الدخيل سؤال للنقاش والتحليل وهو quot;لماذا كان كل هذا؟quot; وأنا أطرح سؤال أيضاً quot;من هو المسئول عن كل هذا؟quot; عن قتل هذا الشباب..عن تغييبه عن الواقع والحقيقة؟ هل هي الاسرة؟ المدرسة؟ مناهج التعليم؟ الاصدقاء؟ الحكومة؟
[email protected]
التعليقات