كتاب يؤرخ لمسيرة مجلة ثقافية عربية خلال نصف قرن
محمد الحمامصي من القاهرة: يؤرخ هذا الكتاب/ الكتالوغ لمسيرة العطاء الثقافي لمجلة العربي الكويتية خلال نصف قرن، وهي المجلة التي ملأت فراغًا ملموسًا في الساحة الثقافية والأدبية في الوطن العربي، وعبر ثلاثة فصول يحاول الكتاب أن يبرز جهود أجيال من المبدعين والمفكرين الذين تألقوا على يد رؤساء تحريرها الأربعة المتميزين، ففي الفصل الأول quot;نصف
قرن من العطاء الثقافيquot; يقف الكتالوج على الإرهاصات الأولى لفكرة إنشاء المجلة، وأهم أبوابها وسماتها التحريرية، والفنية المميزة ثم صدور عددها الأول في عام 1958، إضافة إلى مميزات الإخراج الفني لمجلة العربي في عهود رؤساء التحرير، أحمد زكي، وأحمد بهاء الدين، ومحمد الرميحي، وسليمان العسكري، كما يلقي الضوء علي كُتابها كتاب الثقافة العربية المعاصر في نصف قرن..

والكتاب الذي صدر عن مكتبة الإسكندرية وشارك في إعداده الكاتب كل من د.خالد عزب مدير إدارة الإعلام بالمكتبة والقائم بأعمال مدير مركز الخطوط، ومحمد السيد، أحمد منصور ، يتطرق للفنون التحريرية في المجلة، والأبواب الثابتة بها. فالعربي التي نشرت الشعر التقليدي وحافظت عليه وأبرزت رواده، أفسحت صفحاتها للشعر الجديد وقدمت مبدعيه. والعربي التي أضاءت صفحاتها بقصص أساطير الفن السردي في وطننا العربي، أفسحت صدرها كذلك لاكتشاف مواهب الشباب العربي في فن الحكي. والعربي أيضا ـ ومنذ عددها الأول ـ دعت للثقافة العلمية، حتى توجت الدعوة منذ عامين بملحقها العلمي، الذي يصدر مجانا كل شهر، والذي سيتحول إلى إصدار مستقل، كما تحول قبل أكثر من 22 عامًا ملحقها للقراء الصغار إلى مجلة quot;العربي الصغيرquot; التي توزع 130 ألف نسخة مطلع كل شهر.
كما يقدم الكتاب للسلسلة الفصلية (كتاب العربي) التي تكاد تكمل رحلة اليوبيل الفضي، وهي سلسلة تبرز العطاء الثقافي الذي نشر على صفحات مجلة (العربي)، ولعل أهمية هذه السلسلة تنبثق من كونها حفظت الموضوعات القيمة التي نشرتها (العربي) خلال فترات متباعدة زمنيًّا وقدمتها للقراء والباحثين والمهتمين في كتب معتدلة الحجم يسهل اقتناؤها وحفظها، وقدمت سلسلة (كتاب العربي) عشرات الكتب التي توزعت بين الدراسات الفكرية والإبداعية الأدبية تارة وبين العلوم والتقنيات والدراسات الإسلامية والتاريخية تارة أخرى، وقد جعل منها هذا التنوع موسوعة معتدلة تثري زخيرة القارئ والباحث بمعرفة أحداث الماضي وتمنحه القدرة على استشراف آفاق المستقبل.
كما يقدم الكتاب للسلسلة الفصلية (كتاب العربي) التي تكاد تكمل رحلة اليوبيل الفضي، وهي سلسلة تبرز العطاء الثقافي الذي نشر على صفحات مجلة (العربي)، ولعل أهمية هذه السلسلة تنبثق من كونها حفظت الموضوعات القيمة التي نشرتها (العربي) خلال فترات متباعدة زمنيًّا وقدمتها للقراء والباحثين والمهتمين في كتب معتدلة الحجم يسهل اقتناؤها وحفظها، وقدمت سلسلة (كتاب العربي) عشرات الكتب التي توزعت بين الدراسات الفكرية والإبداعية الأدبية تارة وبين العلوم والتقنيات والدراسات الإسلامية والتاريخية تارة أخرى، وقد جعل منها هذا التنوع موسوعة معتدلة تثري زخيرة القارئ والباحث بمعرفة أحداث الماضي وتمنحه القدرة على استشراف آفاق المستقبل.

أما القسم الثاني من الكتالوغ quot;العربي محاور وقضاياquot;، فضم جزءًا خاصًا تحت عنوان مجلة العربي والقومية العربية، فقد جاءت تسمية العربي تعبيرًا عن الهوية القومية الشاملة من جهة، والوحدة العربية من جهة أخرى، وتطلع كويتي للتحرر من الحماية الأجنبية، وإلى العودة إلى أحضان الأمة، والمشاركة في بناء وحدتها السياسية والثقافية. وركز الكتالوج على نماذج من استطلاعات العربي النادرة، ومنها quot; المُكلا عاصمة حضرموت quot;، quot; سرواكquot;، quot; مطماطة.. مدينة مساكنها تحت الأرض quot;. كما ركز أيضاً على أهم القضايا التي عالجتها مجلة العربي ألا وهي: القضايا الدينية، والعلمية، والأدبية، والفنية، والاجتماعية.
أما الفصل الثالثquot; العربي.. ديوان العربquot;، لقد كانت مجلة العربي ديوانًا للعرب التقوا على صفحاتها وتحاوروا وتناقشوا، من أجل العرب وللعرب، وتبرز قائمة كتاب مجلة العربي خلال نصف قرن مدى اتساع صفحات مجلة العربي لكل مفكري العرب ومثقفيهم، أعلام برزوا وتباروا، خلدتهم مجلة العربي جاعلة من صفحاتها موسوعة كبرى للثقافة العربية.

ويضيء هذا الكتاب التذكاري طموح القائمين على (العربي) الذي لم يقف عند حدود الجغرافيا، ولم توصد أمامه بوابات التاريخ؛ حيث عملت المجلة على نقل هذا المشروع الثقافي التنويري إلى فضاء أكثر اتساعًا، وهو الفضاء الإلكتروني الذي يضيء زوايا المشهد الثقافي والفكري للوطن العربي عبر شبكة الإنترنت. وافتتح موقع العربي - في مرحلته الأولى - ليقدم أرشيف السنوات الستة عشرة الأخيرة من المجلة، فضلاً عن العدد الجديد، وتستكمل الآن أرشفة باقي سنوات الإصدار منذ العدد الأول في وقت قريب.
ويضيف مهمة التعريف بجهد (العربي) في استعادة فن الرحلة العربي بصورة معاصرة، التي تكاد تسافر إلى كل مكان في العالم، ولكنها كانت ولا تزال تعتز بوجه خاص برحلاتها في البلاد العربية، فذلك يحقق أول أهدافها وهو تعريف أبناء الوطن العربي بعضهم بعضًا، فأسمى غاياتها ـ منذ العدد الأول ـ كان التقريب بين أبناء هذا الوطن الواحد على اختلاف مدنه وبلدانه، بحاره وصحاريه، جباله ووديانه، وفي كل رحلة كانت (العربي) تحاول العثور على العصب الإنساني المتشابك الذي يربط كل شعوب العرب ويوحد مصيرها. من هنا وجد القارئ لمجلة (العربي) نفسه مع المجاهدين في الجزائر، والمناضلين في فلسطين، وصناع الحضارة في بلاد الرافدين وعلى ضفاف النيل، وحماة الإسلام في قلب الجزيرة العربية، وشهود العمارة غير التقليدية في اليمن، والراعين للشواطئ الأجمل على ضفاف المتوسط من هنا حتى بلاد المغرب العربي. فهذا الكتاب يرصد مسيرة أمة من خلال سيرة مجلة، فأفراح العرب وأتراحهم وجدت مكانًا على صفحات (العربي)، جنبًا إلى جنب مع أعلام تاريخهم الناصع، ورواد ثقافتهم العريقة، وأحداث أمتهم الجلل، وأقلام القراء ؛ كل ذلك معًا جعل من (العربي) ديوان الحياة العربية المعاصرة.
الكتاب: العربي.. ديوان الثقافة العربية
إعداد: خالد عزب، محمد السيد، أحمد منصور
الناشر: مكتبة الإسكندرية2008.
عدد الصفحات: 390صفحة.
المقاس: 28 * 30 سم.
إعداد: خالد عزب، محمد السيد، أحمد منصور
الناشر: مكتبة الإسكندرية2008.
عدد الصفحات: 390صفحة.
المقاس: 28 * 30 سم.
التعليقات