(في ذكرى محمد بنعمارة)
جاوزْتَ مَنْ خانُوا بجُرْحك عارياً
ولهَجْتَ بالْأَسْماء في إِِسْرائِها
ووَعَدْتَ كُلّ الْحُبّ ذاكِرةً لِشاهِدة النّشيدْ
ثُمّ انْتَظرْنا رَيْثما تأْتِي إلَيْنا
مِنْ بَعيدٍ فَادِحٍ كالْبَيْت
كَيْ تَسَع الْمَعاني كُلَّها
ونَفيءُ ،في ليْلٍ، إلَى مِشْكاتِك السّكْرى
ونَبْذل بذْلَها
حتّى ارْتَجلْتَ حُروفَك الزّرْقاء
قُلْنا:ذي الْحَياةُ تخُصّ أجْمَلها لهُ
والْوَجْد مجْروحاً لَها
وهمسْتَ: لَمْ أطْمَعْ بِشيْءٍ قبْلَها
كالْوَاقِف اسْتَغرقْت محْمومَ الْجَبين
وحِرْت في ما أَنْبأتْكَ بِه الْوُعُودْ
في جُرْحِك الْأَرْضيّ
تَأْوي الْوَرْد
لَمْ تَبْخل بِوَرْدٍ
حامِلاً لِلْبَيْت سِرّك مِنْ بَعِيدْ
**
أمْهِلْك بعْض الشّعْر
أمْهِلْنا رِضاكَ أبَا الْحَدائِق
مَنْ سِواك الْمُشْتهى يرْعَى حَدائِق بابِنا
ويَسِيرُ في الرُّؤْيا إِليْنا
شاهِداً حُرّاً
يَطيرُ
يطِيرُ
حتّى نبْلُغ الْأكَماتِ
خلْفَ النّايِ يشْرُد
في خُطى الرُّجْْعى إِلى أحْبابِنا
كَمْ صَهْلةٍ عذْراء في عَيْنَيك
حِين يغُضّ طَرْف الْمُنْتَهى عَنّا
وحِينَ نَمُوت في منْفَى النّهاراتِ الْقَصِيّة
أوْ نُساقُ مُحاصَرين إلى مَتاعِ خَرابِنا
أمْهِلك بعْض الشّعْر
أمْهِلْنا جَميعَ الشّعْر
في وقْت الْكَلالة
رُبّما يصْحُو خواءُ الرّوحِ فينا
أوْ يصِحّ،إذا قصَفْنا الرّيحَ أرْضاً، مَابِنا
عفْواً إذا خُنّاك في إيحاء حُبّك
وازْدرَيْنا ما رأيْت،وما حدَسْت،وما اقْترَفْت من الْوُرودْ
قُلْنا الصّدى فيما تقُول ولا تقُول
ولسْت منّا حينَ تفْجؤُنا برَمْزٍ في الصّباح
وقوْس نَصْرٍ في الْوُجودْ
**
أيَّ السّماء حلَلْت بعْد الأرْض؟
أيْنَ هوَتْ بكَ الطُّرقات منْ ريحٍ؟
وكيْف الْقُرْب منْ صَمْتٍ خشُوعٍ
والْجلَالةُ تحْت داليةِ الْبياضْ؟
يا أجْمل الرّائين
يا شبق الصّهيل إلى الْحشائِش
يا صريخَ الرّفْض في أحْزانِنا
والشّاهد الْقَدريّ في ملكُوتِنا السُّفْليّ
ليْت لَنا الّذي لَك
تُطْلِق الأحْزان في شمْسٍ وفي بحْرٍ
وتكْتُم عِنْد وادي الصّمت سرّك للْعَناقِيد الْعِذاب
فيَنْشُد الْغُرباءُ ممْلكَةً تبلّ الرُّوح
منْ شوْق السّنابِل
في الرّياح وفي السّحابةِ
ليْت لي أُنْشودة الآتي بِأحْلامٍ عِراضْ
ليْت السّريرةُ في يدٍ بيْضَاء
ليْت الْوَقْت يذْكُر أيَّما حالٍ تُحبّ
وليْت معْنى الشّعْر فَاضْ
سَتَنامُ في وعْدِ الزّهُور
كظلّك النّبَويّ
في الصّلَواتِ تحْت النّهْر
تُنْشِدنا النّسِيب
ولَا تعُودْ
التعليقات