البعض رآها مختطفة والبعض مضطربة (1)
احمد الشهاوي |
احمد فضل شبلول |
قصيدة النثر فى مصر موجودة منذ مئة عام، ولكنها لم تر لأمر أو لآخر من الممكن أن يبحث لماذا؟ وأنا أظن أن هناك أكثر من سبب لهذا، منها أن العرب لم يكونوا يريدون أن يروا ذلك، ومنها نحن حيث أن المجتمع المصري مجتمع استقراري يعترف بالأمور بعد زمن طويل، هل كان يمكن لحسين عفيف أن يظهر في ظل شوقي وحافظ إبراهيم، ليس ممكنا، أيضا نحن في الأزهر التى يأخذ الاعتراف بالنتوء فيها وقتا طويلا جدا، ولكننا لا نتحدث عن الاعتراف ولكن عن الحضور العضوي للقصيدة من أول القرن العشرين موجودا، فى كل عقد كان يوجد شاعر قصيدة نثر في مصر، لذا أقول ظلمها العرب و ظلمها المصريون و ظلمها الثقافة المصرية المتكلسة و ظلمها ثورة يوليو، لأن ثورة يوليو كان أقصى ما تستطيع أن تدعمه من الشعر هو حركة الشعر الحر فقط، حركة الشعر الحر شبه ثورة يوليو، لا هى ثورة كاملة ومحطمة لكل السياقات ولا هى قديم كامل عمودي، ثورة يوليو هي حركة الشعر الحر، تغيير (كويس) ومتين لكن ليس كليا، ليس ثوريا مئة في المئة و ليس تقليديا لأنه انتقل من العمود السياسي / العمودي (الملكية) إلى ثورة يوليو / حركة الشعر الحر، لذلك كانت الثورة تدعم صلاح عبد الصبور فقط وليس حسين عفيفي أو لويس عوض، قصيدة النثر أبعد قليلا من المدى الذى يمكن ان تشجعه ثورة يوليو، ثورة يوليو هي هي طبيق أو قرين أو مثيل أو شبيه حركة الشعر الحر. السياسة التى أبعد منها هى الاشتراكية أو الثورة أو الماركسية هي قصيدة النثر، والمهم أنه توجد أسباب كثيرة ظلمت بها قصيدة النثر فى مصر.
قصيدة النثر الآن موجودة خلال الثلاث عقود الأخيرة بغزارة وحضور وقوة وخصوبة شأنها شأن التجربة العربية الشابة المماثلة لها ولكنها أيضا ظلمت لأن التجربة العربية الشابة المماثلة لها أتيح لها من المنابر الثقافية والإعلامية ما روجها ونشرها وساعدها بينما لم يتح لقصيدة النثر الشابة ذلك فى مصر، لأن أغلب قصائد النثر العربية نشأت فى مجتمعات حرة أو مجتمعات ليس بها حكم أو مجتمعات خارج مجتمعاتها الأصلية يعني جاليات عربية في أوروبا متحررة من تكلس الأنظمة العربية، هى صدرت وازدهرت فى لبنان والمغرب لأن هذه بلاد كانت آن ذاك اكثر حرية من مصر.
فى مصر كنا نكافح فى تلك الثلاث عقود لمجرد الانتقال للتعددية السياسية والحزبية وبعد كده ربنا يسهلها في القصيدة واللوحة، الأمر صعب جدا لأن الحركة فى مصر أبطأ من أى حركة فى أى مجتمع آخر.لان المجتمع ثقيل وقديم ودورته عميقة حقا ولكنها بطيئة، ولذلك أعتبر أن قصيدة النثر المصرية الراهنة فى لحظة مزدهرة، وبشكل عام أرى أن حركة الشعر العربي فى لحظة مزدهرة على غير ما يعتقد الكثيرون، حيث يرى البعض أن الشعر يتوارى ويتراجع، وقرينتي على ازدهاره ذلك تنوعه وتعدده علي الرغم من أن هذا التنوع جعل فيه بعض الركاكة ولكن ذلك طبيعي، لأن تقليب التربة (بيطلع لك زلط و حشيش وطين وذهب وماس) ولكن هذا التقليب نفسه علامة صحة وحيوية وإذا لم نفهم ذلك فإننا نغفل الإدراك السليم للظاهرة، إذن حركة قصيدة النثر فى لحظة مزدهرة بسبب تنوعها أي لم تعد هناك مازورة واحدة للحكم على الشعر، وذلك تقدم رهيب فى نظري، صحيح يحدث نتايج سيئة من زاوية أخرى، لكن طوال ألفين عام كان لدينا مازورة واحدة نحكم بها، شعر جيد وشعر رديء، منذ الخمسينيات مع انفجار حركة الشعر الحر، وهذه ميزتها الكبري في رأيي، هي كسرت المازورة الواحدة ومن يومها وحتى الآن هناك ستمائة مازورة للشعر!!، يعني ألوهية ولاهوتية الشعر انكسرت و أصبحت موازيره بشرية، هذه علامة صحة وازدهار استراتيجية قد لا نرى نتائجها الآن، إنما يمكن أن نرى هذه النتائج بعد عشرة أو عشرين عاما، قصيدة النثر العربية والمصرية في داخلها هي التي صنعت هذا التحول، لذلك أرى أنها في لحظة مزدهرة جدا، فيها كثير ركيك وأي تجربة وأي جيل لم يكن فيه كثير ركيك، قد كان ذلك في شعر السبعينيات والستينيات والخمسينيات، الشعر العمودي نفسه كان فيه كثير رديء، ركوب الرديئين للموجة ليس عيبا خلقيا في حركة قصيدة النثر الشابة ولكنه موجود في السبعينيات والستينيات والخمسينيات و الشعر العمودي نفسه.
تجربة قصيدة النثر المصرية لا تقل في المستوى الفني عن مثيلاتها في الدول العربية الآن ومن قبل ومن قبل.
حلمي سالم |
وأيضا مع شاعر من شعراء السبعينيات هو د.طلعت شاهين الذي يري أنه من خلال متابعته لما يكتب في مصر في السنوات العشر الأخيرة تحت مسمى الشعر بشكل عام لا علاقة له بالشعر كنوع أدبي دون الدخول في مواصفات تقليدية أو محدثة، ويضيف: معظمه كلام مرسل وحكايات وأحيانا هلوسات حتى انه في كثير من الأحيان يبدو اقل مستوى من النثر، وأصحابه يطلقون عليه الشعر المنثور أحيانا، وأحيانا أخرى له مسميات متعددة أخرى لم أفهم معناها حتى اللحظة. والأمر لا يقتصر فقط على الكتابة نفسها ولكن من خلال التعرف على الكثيرين من هؤلاء تجد ثقافتهم قليلة جدا وسماعية سواء من المقاهي أو الندوات القليلة التي يقال فيها اقل القليل من النقد، أو عروض الكتب السريعة المنشورة في بعض الصحف على عجل، وبالطبع هذا لا ينطبق على بعض الاستثناءات التي تخلص لفن الكتابة بشكل عام وتحاول أن تنجو بنفسها من هذا الخضم المحيط بها ولكنها لا تستطيع بكتاباتها القليلة أن تنجو من تأثير المحيطين بها.
وهذا ليس رأيا متشائما ولكنها للأسف سمة الأجيال الجديدة التي كان يجب أن تستفيد من التقنيات الحديثة التي وضعها الزمن بين يديها، ولكن يبدو أنها غرقت في ما وفرته لها تلك التقنية لتصنع شهرة زائفة من خلال الانتشار الأفقي من خلال الكتابة في المجلات الالكترونية أو المدونات أو حتى وضع مواقع خاصة بها، لأنها تكلف أقل بكثير من طباعة كتاب قد لا يقرأه أحد ولكن متصفحي النت كثيرون، فأكتفى البعض بالجلوس أمام جهاز الحاسب الآلي ومراسلة كل من ينشر مجانا وبلا حساب، ولا أعتقد أن هذا يصنع شعرا ولا نثرا.
اختطاف القصيدة
أما الشاعر أحمد الشهاوي فيري أن أحمد الشهاوي هناك اختطافا لقصيدة النثر في مصر عدد محدود من الشعراء ويقول: هناك عدد محدود من الشعراء الذين يكتبونها يزعمون لأنفسهم أنهم سادتها وأصحابها والمتحدثون الرسميون باسمها، وهذا العدد المحدود هو الأعلي صوتا والأكثر حضورا إعلاميا وجسديا لكنه ليس الأعلي شعريا. هناك أسماء متميزة من مختلف الأجيال لها إسهام خاص في بناء قصيدة جديدة لكنها غير حاضرة إعلاميا أو جسديا بل تكاد تكون منفية تماما عن المشهد، وأتصور أن الوضع سيظل هكذا طويلا خصوصا أن ما يفرض بالقوة والصوت العالي يتجذر عميقا في (الضمير)، المشهد أيضا اختلطت فيه القصيدة الشعرية بالخاطرة واستسهل جيش جرار من (الشعراء) كتابة قصيدة النثر لكنها علي أفضل ما يكون هي مجرد خواطر لا ترقي أن تنشر أو تصدر في كتاب، لكنها صارت تمثل غالبية المشهد.
بعض الشعراء يرون أن للقصيدة وجها واحدا بينما هي متعددة وتتنوع وتأخذ صورا كثيرة وما غنى الشعر العربي منذ الجاهلية إلي الآن إلا بتعدده وتنوعه واختلافه، فسيادة وصفات بعينها لكتابة قصيدة نثر جعل المشهد في مصر مختلطا وضعيفا ومشوشا حتى الأسماء العشرة أو ربما العشرين التي نحترمها قد تاهت معالمها أو ضاعت ملامحها في ظل الاستسهال البارز والاختطاف الواضح للقصيدة النثرية في مصر.
لا أنكر أن هناك نشرا منتظما لهذه القصيدة كما أن هناك كتبا تصدر في القاهرة والأقاليم علي نفقة أصحابها أو في السلاسل الحكومية إلا أن هذا لا يعني أن المشهد ليس معتلا، وفي ظل غياب فرز أو (تقويم) خصوصا في دور النشر الخاصة التي لا يهمها إلا ما سيدفعه الشاعر من أموال مقابل نشر كتابه الشعري يزداد المشهد تشوها واغتياما في الرؤية التي تحجب أسماء حقيقية وفاعلة، أذكر أن الناقد الصديق د. فيصل دراج قد سألني سؤالا مباغتا في عمان أخيرا: اذكر لي يا أحمد أبرز الشعراء الذين هم غير مكرسين في الإعلام فظللت أعدد له أسماء في مصر وهو يسجل، وقد فوجئ بكثرة العدد، وعقبت إن هؤلاء من المفترض أنهم أصحاب المشهد الحقيقي لكنهم إما مغيبون وإما لم يقدموا نقديا ونشريا وإعلاميا بالطريقة التي تليق بنصوصهم.
كما لا أنكر وقد كنت عضوا في لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة علي مدى خمس سنوات أن أعضاء هذه اللجنة يكرهون ليس قصيدة النثر فقط ولكن يكرهون كل ما هو جديد في الشعر، وقد حاولت مرارا وتكرارا أن اقترح أسماء بعينها أصدرت أكثر من أربعة دواوين إما لتمثيل مصر في الخارج أو المشاركة في ملتقيات وندوات داخل مصر ولكن محاولاتي الدائمة فشلت إذ رأيتني أكاد أكون الصوت الوحيد، صحيح أن رئيس اللجنة أحمد عبد المعطي حجازي كان له هوي في اسم أو اثنين وكان دوما ما يطرحهما دونما أن يلتفت إلي أي مقترح منى أو من أصوات قليلة كانت داخل اللجنة.
شعراء قصيدة النثر في مصر يعانون لا يزالون من سطوة وسلطة المؤسسة المتمثلة في الشعراء التقليديين الذين يبعدون أي (امتيازات) عن شعراء قصيدة النثر ولعل ذلك باديا في العراق الذي يظهر من حين لآخر بين دعاة التقليد ودعاة التجديد.
أما الشاعر أحمد الشهاوي فيري أن أحمد الشهاوي هناك اختطافا لقصيدة النثر في مصر عدد محدود من الشعراء ويقول: هناك عدد محدود من الشعراء الذين يكتبونها يزعمون لأنفسهم أنهم سادتها وأصحابها والمتحدثون الرسميون باسمها، وهذا العدد المحدود هو الأعلي صوتا والأكثر حضورا إعلاميا وجسديا لكنه ليس الأعلي شعريا. هناك أسماء متميزة من مختلف الأجيال لها إسهام خاص في بناء قصيدة جديدة لكنها غير حاضرة إعلاميا أو جسديا بل تكاد تكون منفية تماما عن المشهد، وأتصور أن الوضع سيظل هكذا طويلا خصوصا أن ما يفرض بالقوة والصوت العالي يتجذر عميقا في (الضمير)، المشهد أيضا اختلطت فيه القصيدة الشعرية بالخاطرة واستسهل جيش جرار من (الشعراء) كتابة قصيدة النثر لكنها علي أفضل ما يكون هي مجرد خواطر لا ترقي أن تنشر أو تصدر في كتاب، لكنها صارت تمثل غالبية المشهد.
بعض الشعراء يرون أن للقصيدة وجها واحدا بينما هي متعددة وتتنوع وتأخذ صورا كثيرة وما غنى الشعر العربي منذ الجاهلية إلي الآن إلا بتعدده وتنوعه واختلافه، فسيادة وصفات بعينها لكتابة قصيدة نثر جعل المشهد في مصر مختلطا وضعيفا ومشوشا حتى الأسماء العشرة أو ربما العشرين التي نحترمها قد تاهت معالمها أو ضاعت ملامحها في ظل الاستسهال البارز والاختطاف الواضح للقصيدة النثرية في مصر.
لا أنكر أن هناك نشرا منتظما لهذه القصيدة كما أن هناك كتبا تصدر في القاهرة والأقاليم علي نفقة أصحابها أو في السلاسل الحكومية إلا أن هذا لا يعني أن المشهد ليس معتلا، وفي ظل غياب فرز أو (تقويم) خصوصا في دور النشر الخاصة التي لا يهمها إلا ما سيدفعه الشاعر من أموال مقابل نشر كتابه الشعري يزداد المشهد تشوها واغتياما في الرؤية التي تحجب أسماء حقيقية وفاعلة، أذكر أن الناقد الصديق د. فيصل دراج قد سألني سؤالا مباغتا في عمان أخيرا: اذكر لي يا أحمد أبرز الشعراء الذين هم غير مكرسين في الإعلام فظللت أعدد له أسماء في مصر وهو يسجل، وقد فوجئ بكثرة العدد، وعقبت إن هؤلاء من المفترض أنهم أصحاب المشهد الحقيقي لكنهم إما مغيبون وإما لم يقدموا نقديا ونشريا وإعلاميا بالطريقة التي تليق بنصوصهم.
كما لا أنكر وقد كنت عضوا في لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة علي مدى خمس سنوات أن أعضاء هذه اللجنة يكرهون ليس قصيدة النثر فقط ولكن يكرهون كل ما هو جديد في الشعر، وقد حاولت مرارا وتكرارا أن اقترح أسماء بعينها أصدرت أكثر من أربعة دواوين إما لتمثيل مصر في الخارج أو المشاركة في ملتقيات وندوات داخل مصر ولكن محاولاتي الدائمة فشلت إذ رأيتني أكاد أكون الصوت الوحيد، صحيح أن رئيس اللجنة أحمد عبد المعطي حجازي كان له هوي في اسم أو اثنين وكان دوما ما يطرحهما دونما أن يلتفت إلي أي مقترح منى أو من أصوات قليلة كانت داخل اللجنة.
شعراء قصيدة النثر في مصر يعانون لا يزالون من سطوة وسلطة المؤسسة المتمثلة في الشعراء التقليديين الذين يبعدون أي (امتيازات) عن شعراء قصيدة النثر ولعل ذلك باديا في العراق الذي يظهر من حين لآخر بين دعاة التقليد ودعاة التجديد.
مشهد مأزوم
و يقول علي منصور: ربما يبدو مشهد قصيدة النثر في مصر مأزوما إلى حد بعيد، وربما يبدو للوهلة الأولى شديد الارتباكحتى العشوائية، فالأصوات كثيرة، والتشابه طاغ، والحدة تكاد تمسك بخناق الجميع، ولا تكاد تمر شهور قليلة دونما معارك تفتقر إلى الكثير من بديهيات الحوارات الفاعلة، سوى أن إمعان النظر والتروي أمام فيض النصوص والأسماء ربما يكشف عن ثراء حقيقي لا يجد من يدل عليه، صحيح أن قصيدة النثر تكاد تشكل المشهد الشعري الراهن،إلا أن هذا لم يفلح حتى الآن في زحزحة المؤسسة عن موقفها العدائي تجاه شعراء قصيدة النثر الذين يجدون أنفسهم حتى اللحظة منبوذين من المؤسسة الثقافية الرسمية!!
الغريب في الأمر أن هذه المؤسسة على موقفها العدائي من شعراء قصيدة النثر المصريين لا تفتأ تحتفي وتكرم شعراء قصيدة النثر العرب، تستضيفهم في المؤتمرات وتمنحهم الجوائز وتطبع أعمالهم الكاملة وتستشهد بهم وحدهم عند الحديث عن قصيدة النثر بينما شعراء قصيدة النثر في مصر ـ وطنهم ـ لا يزالون يطبعون أعمالهم على نفقتهم في دور النشر الخاصة. ولا يزالون عاجزين عن الحصول على ( جائزة دولة تشجيعية ) لنصهم!!
في الوقت الذي تمنح فيه الجائزة التقديرية للقصيدة العامية.
المشهد أيضا لا يخلو من انسحاق تحت وطأة التشرزم والانكسار العربيين من جهة وغياب الأمل وفقدان النموذج من ناحية أخرى !!، مشهد محاصر بديكتاتورية من الخلف وعولمة متوحشة من الأمام!!
مشهد ليس في إمكانه سوى الرثاء لنفسه أو الغناء لضعفه !! ومن هنا يمكن أن تتلمس دوافع حالات الإحباط والتمرد التي تتراوح بينهما النصوص مرورا بالعدمية أحيانا والاحتفاء بالجسد أحيانا أخرى!!
بالطبع هناك أصوات، وإن كانت نادرة، تمكنت من كتابة نص اللحظة باقتدار مستندة إلى موهبتها ووعيها، وهناك أصوات ليست سوى أصداء لعزف قديم، وهناك أيضا الكثير من اللغط !! مع هذا، تستطيع أن تتلمس أكثر من قصيدة نثر في مصر، في الحقيقة، هناك النص الغزلي الموغل في حسيته كما عند عماد فؤاد وهناك نص الجسد المشوب بالتمرد العدمي كما لدى زهرة يسري إضافة إلى نص البساطة واللقطة المشهدية السريعة كنص إبراهيم داوود. هناك النص الذي يستعصي على التوصيف إلا أن تحيله لمرجعية خارجية مثال فتحي عبد الله، وهناك النص الذي لايمكن إحالته إلا لنفسه كما عند عماد أبو صالح.
مشهد قصيدة النثر في مصر من أكثر المشاهد ثراء في المنطقة العربية لولا الجريمة التي تمارسها ضده المؤسسة الثقافية المصرية في الداخل الأمر الذي شجع على حصارها أيضا من الخارج على صعيد الترجمة أو الترويج لأكذوبة أن الشعر في مصر أدنى منه خارجها.
أى جريمة ثقافية أبشع من أن تجد بلدا يقارب تعداد سكانه الثمانين مليونا دونما مجلة واحدة تعني بقصيدة النثر. ثم بعد ذلك لا تتورع المؤسسة ولا تخجل من رفع شعارات الحداثة والتنوير !!
علي منصور |
الغريب في الأمر أن هذه المؤسسة على موقفها العدائي من شعراء قصيدة النثر المصريين لا تفتأ تحتفي وتكرم شعراء قصيدة النثر العرب، تستضيفهم في المؤتمرات وتمنحهم الجوائز وتطبع أعمالهم الكاملة وتستشهد بهم وحدهم عند الحديث عن قصيدة النثر بينما شعراء قصيدة النثر في مصر ـ وطنهم ـ لا يزالون يطبعون أعمالهم على نفقتهم في دور النشر الخاصة. ولا يزالون عاجزين عن الحصول على ( جائزة دولة تشجيعية ) لنصهم!!
في الوقت الذي تمنح فيه الجائزة التقديرية للقصيدة العامية.
المشهد أيضا لا يخلو من انسحاق تحت وطأة التشرزم والانكسار العربيين من جهة وغياب الأمل وفقدان النموذج من ناحية أخرى !!، مشهد محاصر بديكتاتورية من الخلف وعولمة متوحشة من الأمام!!
مشهد ليس في إمكانه سوى الرثاء لنفسه أو الغناء لضعفه !! ومن هنا يمكن أن تتلمس دوافع حالات الإحباط والتمرد التي تتراوح بينهما النصوص مرورا بالعدمية أحيانا والاحتفاء بالجسد أحيانا أخرى!!
بالطبع هناك أصوات، وإن كانت نادرة، تمكنت من كتابة نص اللحظة باقتدار مستندة إلى موهبتها ووعيها، وهناك أصوات ليست سوى أصداء لعزف قديم، وهناك أيضا الكثير من اللغط !! مع هذا، تستطيع أن تتلمس أكثر من قصيدة نثر في مصر، في الحقيقة، هناك النص الغزلي الموغل في حسيته كما عند عماد فؤاد وهناك نص الجسد المشوب بالتمرد العدمي كما لدى زهرة يسري إضافة إلى نص البساطة واللقطة المشهدية السريعة كنص إبراهيم داوود. هناك النص الذي يستعصي على التوصيف إلا أن تحيله لمرجعية خارجية مثال فتحي عبد الله، وهناك النص الذي لايمكن إحالته إلا لنفسه كما عند عماد أبو صالح.
مشهد قصيدة النثر في مصر من أكثر المشاهد ثراء في المنطقة العربية لولا الجريمة التي تمارسها ضده المؤسسة الثقافية المصرية في الداخل الأمر الذي شجع على حصارها أيضا من الخارج على صعيد الترجمة أو الترويج لأكذوبة أن الشعر في مصر أدنى منه خارجها.
أى جريمة ثقافية أبشع من أن تجد بلدا يقارب تعداد سكانه الثمانين مليونا دونما مجلة واحدة تعني بقصيدة النثر. ثم بعد ذلك لا تتورع المؤسسة ولا تخجل من رفع شعارات الحداثة والتنوير !!
الانفجار الابداعي
الشاعر أحمد فضل شبلول: من الصعوبة بمكان متابعة مشهد قصيدة النثر على امتداد الوطن العربي، أو حتى في مصر، بعد الانفجار الإبداعي الحاصل الآن لهذه القصيدة لدى شباب المبدعين.
كان من السهولة متابعة هذا المشهد عندما كان يرتاده كل من محمد الماغوط وأنسي الحاج وسعيد عقل وأدونيس وسعدي يوسف وغيرهم.
ولكن الآن حصل امتداد هائل لهذا المشهد وأصبح من العسير متابعة كل ما ينشر من هذا النوع من الشعر، خاصة بعد أن اختلط الحابل بالنابل وتسلل أدعياء كثر إلى هذا المشهد، فغياب بعض الضوابط الحاكمة للقصيدة التقليدية والتفعيلية جعل من اليسير امتطاء هذا اللون من الشعر.
ولكن ضمن من تابعت أعمالهم وأعجبتني وكتبت عن بعضها شعراء من أمثال: محمد آدم، وأمجد ريان، وسمير درويش، ومحمد سعد شحاتة، ومحمد الحمامصي، وهيلدا إسماعيل، وهدى حسين، ومنير مزيد، وبهاء رمضان، وغيرهم.
بعضهم يهتم بتفاصيل الحياة اليومية، وبعضهم يرصد الأنا الشاعرة في أدق تجلياتها، وبعضهم يحاول رصد التجربة الصوفية، وبعضهم يقترب من الشعر الكوني، وبعضهم يقترب من شعر التفعلية من انزياحات موسيقية مغايرة.
وهكذا نجد أن المشهد العام لقصيدة النثر يحتاج إلى رصد حقيقي أكثر من مجرد استطلاع رأي، على الرغم من أن عماد فؤاد قد أسس موقعا خاصا على شبكة الإنترنت لقصيدة النثر في مصر، وعلى الرغم من ظهور أكثر من كتاب عن تلك القصيدة سواء لإداور الخراط أو عبدالعزيز موافي أو غيرهما.
طلعت شاهين |
كان من السهولة متابعة هذا المشهد عندما كان يرتاده كل من محمد الماغوط وأنسي الحاج وسعيد عقل وأدونيس وسعدي يوسف وغيرهم.
ولكن الآن حصل امتداد هائل لهذا المشهد وأصبح من العسير متابعة كل ما ينشر من هذا النوع من الشعر، خاصة بعد أن اختلط الحابل بالنابل وتسلل أدعياء كثر إلى هذا المشهد، فغياب بعض الضوابط الحاكمة للقصيدة التقليدية والتفعيلية جعل من اليسير امتطاء هذا اللون من الشعر.
ولكن ضمن من تابعت أعمالهم وأعجبتني وكتبت عن بعضها شعراء من أمثال: محمد آدم، وأمجد ريان، وسمير درويش، ومحمد سعد شحاتة، ومحمد الحمامصي، وهيلدا إسماعيل، وهدى حسين، ومنير مزيد، وبهاء رمضان، وغيرهم.
بعضهم يهتم بتفاصيل الحياة اليومية، وبعضهم يرصد الأنا الشاعرة في أدق تجلياتها، وبعضهم يحاول رصد التجربة الصوفية، وبعضهم يقترب من الشعر الكوني، وبعضهم يقترب من شعر التفعلية من انزياحات موسيقية مغايرة.
وهكذا نجد أن المشهد العام لقصيدة النثر يحتاج إلى رصد حقيقي أكثر من مجرد استطلاع رأي، على الرغم من أن عماد فؤاد قد أسس موقعا خاصا على شبكة الإنترنت لقصيدة النثر في مصر، وعلى الرغم من ظهور أكثر من كتاب عن تلك القصيدة سواء لإداور الخراط أو عبدالعزيز موافي أو غيرهما.
التعليقات