كم أبلغُ من الشعر؟ لا ادري
كنتُ صغيراً
حينَ وطئتْ أمي بدمعها
قلبي
و قمّطتْ نفسها بالسوادِ
ليشتدَّ عودي
كم أبلغُ من الشعر؟ لا ادري
كنتُ محمولاً على يدٍ ما
أتوا بأبي و لم يأتوا بهِ
فقد كانتْ الحربُ جائعة
و قلبُ أمي
الأبيض
بدرٌ يأكلهُ ليلُ الناس
كم ابلغُ من الشعر؟ لا ادري
كنتُ أملكُ سنّاً واحدةً
حين ضحكتُ للمرّةِ الأولى
و لا اضحكُ الآن
رغمَ أسناني الكثيرة
كم ابلغُ من الشعر؟ لا ادري
كنتُ ألتقطُ نظرتها من الأرضِ
حينَ تنحني خجلاً
و لا زلتُ عطِشاً مذ تسربتْ من
يدي كالماءِ و تزوجتْ
كم أبلغُ من الشعر؟ لا ادري
كان العقربان في جوفِ الساعةِ
يضحكان من نفادِ أوقاتنا
كسراً للملل
و كانتْ الصور
مثلنا
تفكرُ في عقمها العاطفي
رغم تقارب إطاراتها
كم أبلغُ من الشعر؟ لا ادري
كانوا يغسلون الشوارع من دمه
و يغسلون ذاكرتهم منه بالشاي
و يغسلون
أجسادهم من مسّه
و هو هناك
في المقبرة
متسخٌ بهم