حميد مشهداني: اكتب هذه الكلمات ليس كناقد فني. اكتبها بأعتباري صديقا وزميل دراسة فاطمة لوتاهquot;. كنا قد درسنا معا في. أكاديمية الفنون الجميلة. البغدادية في بداية السبعينات وشاء الحظ او الصدفة ان ندرس على ايادي الرواد من الفنانين العراقيين اولائك ذوي الشخصيات المذهلة والمتفردة مثل quot;فايق حسنquot; وكاظم حيدر وأسماعيل الشيخلي وحافظ الدروبي. الخ ولكن quot;فاطمةquot; تتذكر بشكل خاص الفنانة الروسية quot;فالينتيناquot; التي كانت اكثرهم رقة وصبرا مع تلاميذها الشباب. هنا اتحدث عن صبر الفنان المعلم اتجاه تلاميذه؛ فشخصيات مثل الرائع quot;فايق حسنquot; والاخرين كانت اكثر سلطوية وحدة بينما quot;فالينتيناquot; كانت أكثر رقة وصبرا مع طلابها.
منذ اكثر من 35 عاما و أنا متابعا من بعيد او قريب اعمال الفنانة quot;فاطمة لوتاهquot; ومراحل تطور مفردتها التشكيلية فكانت احيانا تذوب في البساطة والرقة لتنتقل بعدها الى حركة استطيع تسميتها باquot;العنيفةquot; لا اقصد العنف اليدوي او القوة. اقصد العنف المغطى بعناصره الجمالية والذي لا يخلو ابدا من فكرته الاساسية. وهي طرح الاشكال على الارض او على قماش او حتى على جدار. اشكال تتعانق مع عناصر جمالية يومية وعادية نراها ونعيشها كل يوم ولكن دون استيقاف أو استرجاع ولا مسائلة. فهي تسكب روحها في هذا الفضاء الذي نسميه عادة quot;اللوحةquot; ولكن فاطمة كثيرا ما تخرج من حدود المساحة وتخطو الى بعد اخر لكي تكمل قيمة جمالية التي هي في اساسها متعتنا اليومية حتى بدون وعينا بقيمتها. في معرضها الاخير في quot;فيروناquot; وجدتها اكثر جرأة ممتطية ابسطة سحرية خيوطها كلمات وبيوت شعر غزل:
اماراتي: ابسطة ذات الوان حارة ومتميزة في تناسقها وكأنها ببطء تطلع من رمال الصحراء لتتسلق جدارا وبعدها تطير الى فضاء لا حدود له. احد زوار المعرض الايطاليين سألني اذا كنت استطيع ترجمة quot;الغزلquot; في لوحات فاطمة؟ اجبتها لااستطيع ولا اريد لان الكلمات صارت لونا وتحولت جسدا كاملا ربما لسنا بحاجة الى معرفة تفاصليه ففي غموض الكلمات والالوان يكمن السحر وسر الجمال

لامكان للنقد هنا.فقط اتحدث باعتباري فنانا وزميلا لفاطمة. فمنذ أكثر من 3 عقود وأنا على قرب من تجربتها و من تغيراتها. فهى في هذا المعرض الذي هو quot;مقدمةquot; لمعرض سيقام في دبي الشهر القادم أعتبره واحدا من اخر قفزات فاطمة الابداعية: لا الى مسبح فارغ من الماء: وأنما الى الفضاء وهي الان سيدة مفتاح الكلمات والالوان التي في في حركة و تصارع جميل في معظم اللوحات
لوحات فاطمة الكبيرة تتحرك بمفردها. و الوانها في حالة بحث دائم عن مكان يأويها لتسكنه. وتسكن مكانها دون ان تتخلى عن بريقها الذى يعطيها نفسا و وجودا منفردا في حركة دائمة كما حمم البركان تسيل بألوانها المبهرة والحارة. لوحات فاطمة تسيل لتملاء فضاء quot;اللوحةquot; و تعود من جديد لكي تحدث هذا التصادم الصامت والمتحرك في ان واحد.

هنا تكمن روعة الرؤيا لغزل غامض ولحروف مختبئة خلف شفافية الالوان. الغزل الذي لا يهدأ الا بألوان فاطمة رغم حركته الدائمة. الفنانة تطلق الشعر والكلمات من اقفاصها كما طيور الحب والحمام ثم توا تنثر الوانها المثيرة لتمنح لهذا الغزل ابعادا تستقر في القلب.
فيرونا ايطاليا