من الشعر الكردي المعاصر

شعر: كاردينا
ترجمة: غفور صالح عبدالله

الى ان يستيقظ في المساء، الى ان يَخجلَ الحُزنً
إجعَل من بساتين عُذريتي البنفسجية لك ثوب السَكينة
واجلب لك الضحك من فراولة الفردوس الثَمِلةََ
وجلبتُ لك قدحا من أجمل طلاسم إمتزاج العمر و ساعات وجودي
كي لا يُروى عطشكَ من هدير شلالات الخِداع الشَريرة
رأيتُ اكثر ضحكات السُحب حُزناً
حين دفنوه أمام مرأى المَطر
هذا ليس تهديداً
كشف زعيق بعد كسر الصمتِ
اخر المناجاة قبل شهادة الحَجر
لكي أنتزعكَ من قهقهة بلا معنى
أخشى
حين يخطط الليل في جلسة سرًية
لقتل الصبح
أخشى
عندما تُدخلُ الشمسُ التردد في قلب الغروب
عندما أحتضنتُ الموتَ
أمنحُ أثار أقدامي الى الريح
في دخيلتي المطر و مدرار الخوف
عين الموت تَلمِحني في جميع الزوايا و الفجوات و في ثنايا الكُتبِ
حتى في سماء الربِ أيضا
ماذا يحدث اذا لم تبهت قنديل شرفات دخيلتي الوحيدة؟!
أخشى الظلام
أخشى التحليق نحو التَحَجٌر
جسدي اندمال للدم
هذا المطر يُهاجم جسدي
لايَلمحُ أحداً هذا الموت
سوى ألاشجار الله غير الناطقة

الى متى تَصمُ أذانك تحت البطانية الناعسة
بوجه صراخ المرعب لفتاة الاوارق؟؟
إِنزعْ الوحدة
تدثر بأجمل ألوان أُمنياتي
عطشانة أنا للابتسامات في حضن الاطمئنان
أُبذرُ وجودي في جسدك
لكي أَُخضرً في ثناياك...
لا أدعُ السماء أن تغفو تحت سريرمُصلاة ما
لا أدعُ أن تُفكر أحدى قصائدي في الحلال و الحرام
لاتخشى رياح الريبة الملعونة
تأمل صبيحة رقصة لقاءنا
أعِد الوحدة الى ليالي الامس المتروكة
ليَنسكبَ جميع خطواتك الثَمِلة في أزقاتي المُنتظرةَ
أنا عطشانة لأفهَمَكْ..
لكي تُفكر مناجاة وجودي البيضاء في قهقهة التَقبل
اعرضني أمام امطار ابتساماتك
لتستحيل دموع السماء الى الاوراق
و يدع الخوف العٌقد الابيض في جيدي
لاتتأمل هدوء الأسطر المُنَقعة في كفوف الوحدة
انا احتفظ ببسمة شريان سكينتي
انا داخل عمري أكثر عذريةً
أدون تلآلآ وعودي و أستئناف رقصات الريح الجريئة
في سقف هذه الليلة
لكي تملأ خطواتك بمدرار الاطمئنان
ولكي تَحلم شجرة لقاءنا بالحياة
إِفرَغْ جيوبك من الامس
ضع وجودك كله على صدر اكثر مناجاتي أشتياقا
ناداني أحد الازقة
سلمتني خطواتي الى نهر متلهف
و ايقظني لحن خجلان
كنت ارقص داخل بساتين الكثيفة للرجولة
الان انا مُترعةٌ بلهفة اشجار الفردوس
وجميع انفاسك ملكي ايضا
امنياتي الليلة مضطربة
تُرِكَت أصابعي فوق مُصَلاةِ المناجاة
وصارت شفتي طائر مقرور
عرًي قصيدتي
ضع دمعتي في جيدك
لكي يزهر صبح عذريتي ابتسامة
اذا ازهَرت اشجار جمالي الضجرة بالموت
لن يسجد بعد ذلك أي طائرللوحدة
الريح تسرق وسادة اشعة الشمس
وتدخل القيامة في جيب الكذب
عندما تطلب العُريً من الصمت
تبهِت اكثر صرخاتي ثمالةً
يختلط شَعرَ اكثر اشتياقي احمرارا مع جسد الريح
اُريد صرخة جريئة لكي أطردُ الوحدة في جيوب
هذا الصبح غير الواعية
لاتُخوِفَ القولَ، يُدخلني لامعنى الطهارة في أرجوحة الموت
لا تدعهُ...
لكي لا تَحقِد شوارعَ الحقيقة على مصابيح أحضانها
البريئة
ولاتمنح الظلام الى ماهيتي
الصمت ينسي السُحب السَفر
يشضي شعاع الشمس إرباً
يملأ سَلة نَجمْ الخجلِ باللعنات
أمحي تَلَيُلكْ
اِشتًم رائحة خطواتي البيضاء لكي تُفَرغَكَ من الشكوك
وتُلبسُ القمر الاغاني
لكي نملأ معا أنفاس الريح برقصات اللقاء
انا اخرج من بين احضان الافياء
اضع رأسي على صدر احدى مناجاتي
وانت لاتضعُ بعد ذلك شفتك فوق أي وهمٍ ما
عسى أن لاتمنح امالنا البياض الى الجحيم
تحتَ رحمة الغفلة
لا تنسل داخل مآتم الغرف القاحلة والحالكة
ولاتسمع سوى نشائج المتروكة على المراجيح الوحيدة
تعال لنستند على قهقهات ليلة ما
تحت المطر الوابل
الى ان يملأ الصمت ببسمات الاطمئنان
لاتدع ان تَلعبْ الحروب الحقد النجسة
بدموعي ووحدانيتي
ها هي انفاسي و جميع اصابعي داخل دماء هذا الصمت
تغرق في نحر التحمل
انت رجل تلطيف الموت
كتبت بالقبلات اول و اخر التعرًي على صدرك
ها انا اغرق
أستَرجِعْ روحي من حجرات الخوف الطرشاء
عسى ان لا يأخذ الجفاف منا اجساد الاوراق
لنمنح الضحكة الى صدور كتب إلاخِضرار
من هنا نكتب انفسنا بالوان قوس قزح
لَملِم خطواتك اودعها في جيوب الاطمئنان الصامتة
لكي لا تخدعك شوارع الحاسدة
وانا انتزعُ رائحة الموت من ثيابي
أنسى التمشي داخل غرف المحشر المتفحمة
لننزلق من هنا الى منامة نسمة ما
لتُلطخ جسدينا بعبق أناملنا
وينسكب من مآقينا النور..


هامش:
كاردينا، شاعرة كردية شابة من السليمانية القت هذه القصيدة في مهرجان كلاويز الادبي و الثقافي الثالث عشر ولاقت استحسان الجمهور..