عبدالجبار العتابي من بغداد: خلال المدة السابقة اجتمع مجموعة من النحاتين العراقية، وأسهموا بفعاليات مهرجان النحت على الحجر في الهواء الطلق، أقامته أمانة بغداد، على حدائق شارع ابي نؤاس المحاذية لضفاف نهر دجلة، في خطوة اولى منهم لاعادة تجميل مدينة بغداد وتنبيه المسؤولين الى اهمية وجود منحوتات ذات قيمة فنية وجمالية، بدلا عن الفوضى التي تشوه المدينة، كانت هذه الفكرة لديهم منذ سنوات ولكن صعوبة تنفيذها حالت دون العمل بها، الى ان اتت الفرصة، وقامت جماعة (الوان) التي يرأسها النحات خالد المبارك برسم خطوط هذا المشروع على امل ان يتم تطويره لاحقا، والذي كانت لنا معه هذه الوقفة للتعرف على التفاصيل.

* أسألك اولا عن جماعة (الوان) وهدفها؟
- شكلنا جماعة (ألوان) للنحاتين العراقيين، مؤسسوها خمسة نحاتين هم: اتحاد كريم، ليث فتاح، خالد المبارك، هادي عباس وعبد الرحيم علي الحسان، والهدف من تأسيسها ان نعطي قيمة للنحت ونعطي قيمة للفنان الذي يجب ان يأخذ دوره في تجميل مدينة بغداد التي اصابها نوع من الاهمال والخراب، بعد ان دخل اناس طارئون على النحت وكانت هناك اعمال لا تليق بالمدينة، يجب ان يأخذ الفنان الاختصاص دوره الحقيقي للمساهمة في عملية البناء والتعمير المقبلة لبغداد خاصة والعراق بشكل عام، وضرورة انتباه المسؤولين الى هذه النقطة اسوة بما موجود في العالم من اهتمام عالمي بالجانب العمراني وتجميل المدن، لان الاعمال النحتية الجيدة ضرورة لتجميل مدينة بغداد.

* ما اسم المشروع وكيف عملتم عليه؟
- يحمل المشروع اسم (سمبوزيوم) وهي ورشة نحت مفتوحة في الهواء الطلق مادته دائما من الحجر الصلب سواء كان محلي او مستورد ويتراوح ما بين المرمر والحلان الذي يسمى (ابا عذرة) يميل الى البياض، وبعد ان تمت الموافقة تبنى امين بغداد الفكرة، وبدأنا ندعو النحاتين الذين لهم ممارسة وخبرة واسماء معروفة، فرست الدعوة على اكثر من عشرين نحاتا فأخترنا منهم 12 نحاتا حسب النماذج المقدمة والتي تتضمن افكار بعيدة عن الجانب السياسي، وتصب في تجميل مدينة بغداد وابراز الجانب التراثي والمرأة العراقية ومواضيع الجمال والطبيعة والرموز والدلالات الحضارية، وبدأنا المشروع في 10/10 2009 لغاية 15/11 وحين اكتمل اقترح الامين ان تكون هناك مسابقة لاختيار افضل ثلاثة اعمال وفق لجنة تحددها الامانة، كما كانت هناك فكرة ان تتوزع الاعمال على ساحات بغداد ولكننا ارتأينا ان يكون معرضا دائما، وهو محاولة لاخراج فن النحت من حالة الركود والانكماش التي اصابته.

* ما الضمان بنجاح هذه التجربة؟
- صار لدينا حافز ان ننقل التجربة من الخارج الى بغداد او اي محافظة بوجود المقومات، هذا من ناحية الزمان والمكان والكم الهائل من الفنانين النحاتين، الحضارة البرونزية والحجرية الموجودة في العراق هي التي اجبرتنا على اقامة هذا المشروع والاعتقاد بالنجاح لها.

* هل هذه الفكرة جديدة لديكم؟
- الفكرة قديمة، من سنوات، ولكنها كانت تراوح بين اروقة الوزارات كالثقافة والبيئة ومؤسسات ثقافية معينة، وكانت الاجابة انهم يقولون ان كلفة المشروع لايقدرون عليها ومرة اخرى لايستوعبونها واخرى الظرف السياسي الى ان رست الفكرة على امانة بغداد.

* هل هناك مثيل لهذه الفكرة سابقا؟
- كانت هناك تجربة اولى في بغداد قبل 30 سنة ولكنها كانت محدودة قام بها مجموعة من النحاتين
* من هم النحاتون المشاركون في تنفيذ التجربة؟
- النحاتون هم: مرتضى حداد، هادي عباس، ليث فتاح، اياد حامد، ناصر السامرائي، علاء الحمداني، عبد الحميد، هادي حمزة ومعتصم عباس وانا.

* هناك غياب لاسماء معروفة لماذا؟
- وجهنا دعوات لكل النحاتين العراقيين ولكن بعضهم لم يلب الدعوة لاعتبارات شخصية، وهناك بعض منهم عندما شاهد التجربة حدث بعض العتب وكان يتمنى المشاركة.

* ما احجام الاعمال هذه؟
- هي متران ونصف المتر، ما عدا عملي الوحيد كان طوله ثلاثة امتار وكانت لي قصدية فيه لانه عن المرأة التي تستحق ذلك كونها رمز السمو والعطاء.

* هل تعتقد ان هذه الاحجام تصلح للساحات العامة؟
- الافضل ان توثق وتوضع في حديقة، وكما تعرف ان حجم العمل هو الذي يستوجب ان يوضع في اي مكان، لان التمثال كتلة تشغل حيزا في الفراغ، هذه الكتلة لها ظروفها العلمية، ولا بد ان نحسب لها حسابات هندسية كي لا تضيع في الفضاء، اي انها تضيع في الساحة، كما انني اعتقد ان هذه الاعمال اذا توزعت سوف تتشتت ولا بد من مكان واحد، ثم ان اساس الفكرة هو ان يبقى المعرض مفتوحا للناس لانها اعمال ترتبط ببعضها، بالاضافة الى ان هذه الاعمال هي قطع ليست كاملة وعندما ترفع ستتضرر وتحتاج الى صيانه، لذلك الافضل ان تبقى في مكانها.

* لماذا في حدائق ابي نؤاس وليس غيرها؟
- لانها حدائق نموذجية، حسب دراسة علمية، العمل عندما يوضع يجب ان يشغل حيزا من الفراغ، وهنا تتوفر المواصفات فلا تضيع الاعمال، ثم ان هذه الحدائق يرتادها الناس بشكل كبير.

* هل من الممكن تطوير التجربة؟
- من الممكن ان تكون هذه التجربة مشروعا عالميا ويتطور من خلال نوعية المشاركين فيه حين ندعو شخصيات عالمية الى بغداد ونسلط الاضواء عليهم، ومن خلال نوعية الحجر ايضا، ان يكون كرانيت، ربما، والافكار تصب لتجميل مدينة بغداد.