يوصل فجر الحب العاشق الى الموت
ويوصل الموت العاشق الى فجر الحب.
في لحظات تنغلق فيها علينا المتاهة
نشدّ أنفسنا الى شهاب السهر المقرون بأسلحته الحادة
ونضحي في التماثيل التي نعبدها في أرض لهفتنا وحيرتنا.
ماريا كالاس
ماريا كالاس
الملايين من البشر تموت في كل آنٍ
بعضها يحمل معه غابة آلامه
والبعض يحمل الوثبات المتعطفة لنحسه وغبطته
والبعض الآخر يذهب الى العيش في الشفافية المتعاقبة للزمان.
نحن عشاقكِ البشر ndash; الأشباح
لا نملك الآن بعد غيابكِ إلاّ التضرع أمام عصمة الموت
حتى يظل ينبوع صوتكِ متدفقاً في صحراء المتاهة الانسانية.
في صيفنا المفتوح على الضوضاء التراجيدية لثقل موتكِ
نبكي وتبكي معنا زهور العالم المتمايلة في حدادها ما بين
الثلج وما بين السهاد.
نبكي { الديفا } المسافرة التي لا أرض لها.
أينبغي أن نصطف تحت العروق الوسنانة للظلمة ونبكي مأساتكِ
أم نعبر الشواطىء المقنعة لنلمس عطور وأجنحة صوتكِ الأكثر
عذوبة من النسيم الإلهي ؟
نفتقدكِ الآن مثلما نفتقد الأمطار المحرمة وهي تثغو فوق صحراء أهدابنا.
أنتِ خبز السرّ
ولذائذ سهراتنا الطفولية تحت أشجار الصمت المختومة
وممرات دمعنا المرصعة بالاعترافات الطويلة لنسياناتنا
في لألأة الجرح ونحلته المولهة.
ارجوان ضفيرة احسانكِ المغمور في ذهب أعيادنا
هو عصيان الانسان أمام صخرة ضجره التي تتدفأ
تحت المصباح المستنفر لموته الصلصالي.
الديفا الجميلة الهائمة والمحمومة في الأغلال المرتخية
لفجر قبرها. تصعد الينا في الليل وفي فمها بذور الزمان.
تمنحنا الوديعة المشعشعة المحظورة، وينوّر نشيدها
المرتفعات الرملية لأحزاننا كثيرة المؤونة.
هل تنزع حمولة اللحظة المتراخية في تحذيراتها، الريش المرفوع
لخفة حياتكِ واحتضاركِ الطويل تحت الأشجار الدانوبية ؟
كل ذكرياتكِ والرغبة المتنفسة في الثأر تحت الدموع الظليلة
لا يمحوها اللهب القاسي لحجارة الزمان
ولا زهرة الفقدان في هاويتها ناصعة الظلام.
يسترجع الزمن شراكه في غيابكِ في كل حينٍ
وتلزمنا مذاقاته المضيّقة علينا في العطش الأبدي، بوفرة ينابيعكِ
المزروعة باللذة المنعمة.

13 / 2 2009 مالمو
[email protected]