الياس توما من براغ: قررت إدارة مهرجان الأدباء الدولي التاسع عشر منح الشاعر السوري الشهير المقيم في فرنسا ادونيس جائزة حرية التعبير التي تحمل اسم الأديب اليوناني سبيروس فيرغوس. وذكر الناطق الصحفي باسم المهرجان فاتسلاف كوفارج في تصريح quot; لايلاف quot; أن الشاعر العربي سيمنح الجائزة يوم الأحد القادم في براغ خلال بدء أعمال المهرجان تقديرا لجهوده وأعماله الأدبية التي فتحت أمام الثقافة العربية آفاقا جديدة.
وأشار إلى أن ادونيس تخلى عن اللغة التقليدية والشكل التقليدي وانه يمثل من وجهة نظر تطوير الأدب العربي بداية الحداثة مؤكدا أن كتاباته التاريخية الأدبية لم تثمن بعد وانه قدم في أعماله شرحا مختلفا للتاريخ العربي عن الشرح الرسمي الذي يقدم. وأكد أن ادونيس سيكون واحدا من ابرز المشاركين في مهرجان هذا العام مشيرا إلى أن 14 أديبا وكاتبا من تسع دول سيشاركون في المهرجان الذي سيبدأ في السابع من هذا الشهر ويستمر حتى الحادي عشر منه في براغ.
وسيشارك في دورة هذا العام أيضا من الكتاب والشعراء العرب الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي. وقد اختارت إدارة المهرجان لهذا العام موضوعا رئيسيا ملفتا للمناقشة هو العلاقة بين الأدب والتاريخ وذلك من خلال إجراء مقاربة بين عالم الف ليلة وليلة وبين أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر الإرهابية وذلك عبر فن السرد أو الحكاية.
ويقول مدير المهرجان مايكل مارش بان سبب هذه المقاربة لان قصص الف ليلة وليلة تعكس التوق البشري للخلود ولذلك فهي قصة لا تنتهي أبدا أما الحادي عشر من أيلول سبتمبر فقد غيرت اللغة الفظة للإرهاب التي استخدمت فيه حياتنا وجعلتنا نضطر للسؤال أين الحقيقة وأين الكذب ؟
وأضاف بان المهرجان يريد فتح باب النقاش حول هذا الأمر بين الأدباء وفي نفس الوقت التنبيه إلى وجود كتاب يمثلون مختلف التقاليد وحول الصلات التاريخية لأعمالهم.
وأكد أن الأدب يمنحنا حرية ممارسة الكذب في حين نرفض الثقافة كسباق لان الأمر يتعلق بالحياة والحياة هي ارث حي يقاد بالأفكار التي يجري التعبير عنها باللغة واللغة تقول بان لاشيء مستمر سوى التغيير.
وقد خصص مهرجان هذا العام لواحد من اكبر ممثلي الأدب العالمي المعاصر وهو الكاتب المصري الأصل ادموند جابيس الذي ولد في القاهرة في عام 1912 واستقر في فرنسا إلى حين وفاته في عام 1991 ويعتبر من اكبر الشعراء الذين كتبوا بالفرنسية.
وفي دليل على أهمية هذا الشاعر وتثمينا لدوره فقد اختيرت عبارته quot; الجراح تكون في البداية غير مرئية quot; شعارا لمهرجان هذا العام.
وكان مهرجان الكتاب العالمي هذا قد تأسس في الثمانينيات في لندن وارتبط منذ البداية بعرض أعمال الكتاب والمؤلفين من دول وسط وشرق أوروبا ولكنه انتقل إلى براغ في عام 1991 بعد أن نشأت أوضاع سياسية جديدة فيها تسمح بذلك ومع مرور الأيام أصبح حدثا ثقافيا بارزا فيها معترف به دوليا أيضا.
ويهدف هذا المهرجان بالدرجة الأولى الترويج للأدب العالمي وتعريف الرأي العام التشيكي بالكتاب والشعراء الأجانب المعروفين والأقل شهرة وبأعمالهم وأيضا وباستضافة حملة جائزة نوبل للآداب في العالم.