استفاد الجميع من أفكاره إلا هو...
عبدالقادر الجنابي من باريس: رغم كل الانتماء الفوضوي الى فكره، بقي ماكس شنيرنر على هامش جميع الحركات الراديكالية، بل نسيته
بريشة انجلز |
حتى الأقسام الأكاديمية التي غالبا ما تفتخر (وربما لسبب أناني هو العيش) بأنها تنبش كهوف الماضي بحثا عن مفكر لم يأخذ حقه التاريخي. مع العلم ان مفكرين معاصرين لشتيرنر ومفكري القرن العشرين اعترفوا بأصالة وثراء أفكار شتيرنر... فها هو فويرباخ يكتب إلى أخيه روجيه عن شتيرنر: quot;التقيت بالمفكر الأكثر أصالة وتحررا... إنه الأذكى ما بين الهيغليين الشبابquot;. وقد أكد المؤرخ الماركسي الشهير لازيك كولاكوفسكي: بأنه quot;حتى نيتشه بقي ضعيفا امام الدفق الجذري لأفكار شتيرنرquot;. بل هناك حشد هائل من المفكرين الذين خرجوا، بشكل أو آخر، من معطف quot;الواحد الأحدquot; مندهشين بقوة النبرة الراديكالية الحرة في كتابات شتيرنر، بقيوا صامتين إزاءه في محاضراتهم وكتبهم، بل ساهموا في التعتيم على أفكاره التي كانت أفكارهم تتغذى عليه سرا: كارل شميدت، ادموند هوسرل، جورج زيميل بل حتى الفوضويون كباكونين وبرودون. ذلك لأن quot;شتيرنرquot;، كما اعترف ادورنو، quot;هو الفيلسوف الوحيد من بين الهيغيليين الشباب الذي أفشى السرquot;. السر الذي يرمز على الأنانية العميقة وراء كل انتماء فكري وإدعاء لتحرير البشرية، بل في نظر شتيرنر، أن الأنانية هي المحرك الأساسي والهدف الأول والأخير لكل فعل إبداعي، فكري، حزبوي، إيماني أو تسامحي.
رمسيس يونان: على هامش شتيرنر .... لنتفحص، عن كثب، علاقة المناضل بالبروليتاري. أهي علاقة طبقية؟ بالطبع لا. أهي علاقة أخوية؟ لا أبدا. مادام الطرفان غير متشابهين، قطعا. لنقل بالأحرى، انها علاقة quot;وعيquot; بـquot;بلا وعيquot;. |
ماكس شتيرنر (1806-1856) اسمه الحقيقي يوهان كاسبر شميدت، كني بشتيرنر لعلو جبهته واتساعها. عاش وحيداً أوحداً. توفيت زوجته، ابنة صاحبة النزل الذي يسكنه، في السنة الأولى من زواجه. وطلقته زوجته الثانية الحرة البوهيمية لأنه حاول، بعبارتها هي، أن يتزوج مالها مكتفياً به عنها..
مارس مهنة التدريس سنوات، وهي الفترة الوحيدة التي عرف ابانها مورداً مطمئناً. تآلف وأصدقائه البوهيميين (حلقةَ احرار Freien) يتقدمهم برونو باور (بعد أن حرم من التدريس في جامعة بون بسبب أفكاره المضادة للدين)، فعاشوا مجون الفكر الهيغلي وصاحبوا صخبه يساراً هيغلياً، في إحدى حانات برلين: quot;حانة هيبلquot;.
نشر عدداً من المقالات في مجلة ماركس Reinische Zeitung وفي مجلة هوبل. بعضها يتعلق quot;بالمبدأ الزائف لتربيتناquot; معتبرا إياها تربية ترويضية لا تهدف سوى أخراج مواطنين مفيدين أي مخلوقات خاضعة. لذا كان شتيرنر يطالب بتربية يكتشف المرء ذاته بنفسه، وأن يتحرر مما غريب عنه، وأن يتخلص من كل سلطة تسلطية؛ تربية يستعيد من خلالها براءته وتجعله طبيعة حرة: تربية حرة يرافقها قوة الرفض، من خلالها لا يحتاج الطفل إلى معرفة تُلقّن وإنما عليه أن يتوصل بنفسه إلى تألقه الخاصquot;. كما كتب نقدا أدبيا يناقش فيه رواية يوجين سوي quot;أسرار باريسquot;، وله أيضا كتابات تمهيدية تعارض مفهوم الدولة حتى لو كانت مشيدة على مبدأ الحب. quot;فمهما كانت الدولة متسامحة، فإن هذا التسامح يتوقف حيال التمرد... لا يجب أن يتمتع أحد بإرادة خاصة (أي حرة) وهذا ضرورة مطلقة في نظر الدولة. إن الأنا دون كوابح تُعتبر في الدولة كمجرم. والإنسان الذي تقوده جرأته، وإرادته، والذي يرفض المجاملة والخوف، فالدولة تحيطه بالجواسيسquot;. وتجدر الإشارة إلى أن شتيرنر، على عكس كل المفكرين، لم يقف ضد شكل برجوازي، او ليبرالي، من أشكال الدولة وإنما من الدولة مفهوما وممارسة، فهي في نظره ترتكز على استعباد العمل (والمعسكر الشيوعي كان أكبر برهان على نبوءة شتيرنر هذه).. وما إن يصير العمل حرا، حتى تنتهي الدولةquot;.
إلا أن ذروة نشاطه الفكري تجسدت في ظهور كتابه الوحيد quot;الواحد الأوحد وملك يمينهquot; (1844) Der Einzige und sein Eigentum الذي أراده بياناً عن استنفاد الجدل الهيغلي امكانياته مبيناً الأصول الدينية والطابع الفتشي لكل المثل الاخلاقية وبالاخص مثل هؤلاء الاشتراكيين، ويؤشر شتيرنر هنا، إلى اسطورة quot;الوسيطquot; في التاريخ. فـquot;واحدquot;. شتيرنر quot;الأحدquot; Der Einzige ليس فردَ der Einzelne الفلسفة الليبرالية، ذلك أن شتيرنر لم يبن نقده لواقع الإنسانية من خلال علاقتها بتاريخ مشروع تحررها فقط، وإنما كذلك من خلال التباين الحقيقي بين جذر ما تنطقه من كلمة وأخرى، أي بين جذر واحد أحد وآخر. بل هذا الأحد لم يُـقتطع من المجموع. إذ وجوده ووعيه بوجوده متلازمان quot;الواحد الأحدquot;: quot;إلى الجحيم، إذن، كل قضية ليست قضيتي المحض. أتعتبرون أنه يجب على قضيتي أن تكون، على الأقل، (الخيرة)؟ الخيرة، الشريرة، ماذا يعني ذلك؟ أنا نفسي قضيتي أنا، وأنا لا خير ولاشرير: حسبي أنا ليس لهاتين الكلمتين من معنىquot;. ومن هنا جاء معظم نقده في الكتاب، لمفهوم الحزب، مبينا أن: quot;الحزب ليس سوى دولة داخل الدولة. و(السلم) ينبغي أن يسود على (دولة النحل) الصغيرة هذه كما على الكبيرة. أولئك الذين ينادون، بأعلى صوتهم، بوجوب وجود معارضة داخل الدولة هم، بالتحديد، الذين يشجبون، بكل شدة، كل ما من شأنه أن ينال من وحدة الحزب. وهذا دليل على أنهم هم أيضا، لا يريدون إلا الدولة. لا تتحطم الأحزاب على صخرة الدولة أنما على صخرة الواحد الأحد... فالحزب لا يتحمل عدم التحيز. إن الأنانية تبرز، بالضبط، في عدم التحيز هذا. ما شأني أنا والحزب؟ سوف أجد ما يكفي من الناس لكي يتحدوا معي دون أن يؤدوا يمين الولاء لرايتيquot;.
إن كتاب quot;الواحد الأحد وملك يمينهquot; يمثل بيانا شديدة اللهجة، أولا؛ ضد اختزال هيغل للآحاد جاعلهم مجرد وسائل لتحقيق quot;الفكرة الشاملةquot;، وثانيا؛ ضد عبادة فويرباخ للجنس البشري كـquot;نوعquot;، وبالتالي ضد الأديان التي تخنع الانسان لمشيئة قيم يفرضها الله، وبالأخص ضد الشيوعيين المتجمعين في حزب مستبدلين الوسيط الهيغلي quot;الفكرة الشاملةquot; بوسيطهم الجديد quot;البروليتارياquot;. تجدر الاشارة هنا، إلى أن ماركس سوف لن يغفر شتيرنر الذي بيّن quot;قبل أن تُعدquot; بأن إنسانية ماركس العملية لتتشابه وإنسانية فويرباخ. لن يكون بوسع ماركس، إذاً، بعد أن زعزع شتيرنر قناعاته، إلاّ إعادة كتابة هذه القناعات سنة 1845، من جديد، وتحريرها، قدر الامكان من بَشَريتها الفويرباخية، ومن ثم شنها انتقاداتshy; انتقامية ضد شتيرنر وذلك في كتابه quot;الايديولوجيا الألمانيةquot;، وهي انتقادات لربما ناجحة في هجائها الممكن تقاذفه وإسقاطه على أي كان، لكنها تتهافت، عبثاً، في محاولة مسح آثار حقيقة الواحد الأحد الدامغة... والأخطر أن ماركس وانجلز لم ينشرا اديولوجيتهما الألمانية هذه، بل تركاه جانبا، خوفا أولا من أن يتصدى لهم شتيرنر نفسه فيتهدم بيت الماركسي كله، وثانيا من أن تنكشف النوايا الحزبية الجهنمية للمشروع الشيوعي كله وهو في بدايته... فلم يظهر كتاب quot;الإديولوجيا الألمانيةquot; إلا في القرن العشرين، وإبان الصعود اللينيني ثم الستاليني، ليصبح quot;صُحاحquot; مخرّجي العقل الشمولي الشيوعي، في حربهم المتحاججة ضد أية انتفاضة يقوم بها فرد راوده شك بالمشروع، فيتهم بـquot;الأنانيةquot; بينما يفترض به نوعاً مجتمعياً وعليه، تالياً، أن يخضع لسنة القوانين؛ قوانينهم هم... المحددة سلفا في اديولوجيتهم الشمولية. لكن، ما هو صحّي، ومبعثر هنا وهناك في كتاب quot;الايديولوجيا الألمانيةquot;، فإن جميع مريدي ماركس حتى الزاعمون منهم مواقف مضادة لما هو ايديولوجي، عزفوا عنه. والجانب الصحي هذا هو تشخيص الايديولوجيا كوعي زائف، وبالتالي التحرر من هذا الوعي الزائف هو تمرد في وضح النهار ضدهم.
إن كراهية quot;الجميعquot; لماكس شتيرنر حد رفض كتاباته، تنبع من حقيقة أن شتيرنر سحب البساط الديني من تحت أقدام كل مشاريعهم quot;الثوريةquot; التي كانت مطروحة في أربعينات قرن ألمانيا التاسع عشر، ولا تزال تطرح حتى اليوم. وسوف لن يغفر أيّ من quot;هؤلاءquot; لشتيرنر على وضع هذا الكتاب. فهو، في نظرهم، برغي غير نافع في آلتهم الانقلابية، لا يؤدي وظيفة، ولا يملأ شاغراً من شواغر تاريخ اخضاع البشر. حتى وزير الداخلية لم يصدر قراراً، كعادته، بمنع كتاب شتيرنر. لأنه quot;كتاب سخيف عابث إلى حد لا يشكل معه خطراًquot;، على حد عبارته!
بعد ردود الفعل هذه، راح شتيرنر يترجم أعمال الاقتصاديين أدم سميث وساي غرض استشفاف quot;المالquot; حياة تسودها غبطة quot;الانانيةquot;. لم يحالفه الحظ. راح يبيع الحليب، وإذا بالحليب ينهال عليه فقل زبائنه وذهب آخر فلس لديه. فدخل عالم الديون واجداً فيه لذة القرض أولا، من أي كان، ومن ثم، اضطرارا، في عالم النهب. فأُدخل السجن مرتين لعدم تسديده الديون. توفي عن عمر يناهز 49 سنة، في الخامسة والعشرين من حزيران 1856 اثر لسعة ذبابة الفحم. في وثيقة موته، سجلت الأحوال المدنية الملاحظة التالية: quot;لا أم، لا أطفال ولا زوجةquot;... باختصار: واحد أحدquot;.
عند صدور quot;الواحد الأحد وملك يمينهquot;. تحمس له أرنولد روجة (1802- 1880) رائياً في شتيرنر quot;المحرر النظري لألمانياquot;، مما جعله يحتقر كلمات مثل مجتمع، مساواة، إنسانية... والخ التجريدات العقيمة التي طرحت كطاقة قادرة على إحداث تقدم اجتماعي حقيقي لا اغتراب فيه.
كذلك فالاشتراكي غوستاف يوليوس استلهم من كتاب شتيرنر ملاحظات نقدية ترمي التأكيد على الطابع الفويرباخي لإنسانية ماركس العملية، مستخلصاً quot;أن ماركس، كفويرباخ، وقع في شرك هو استمرار لشكل من أشكال الاغتراب الديني، ما دام مشروعه كان، في العمق، ثنائياً رغم أنفهquot;. وقد لاحظ يوليوس، وبكل خبث، quot;أن أنانية شتيرنر شكلت رعباً دينياً لهؤلاء كمثل ما كان الإلحاد رعباً دينياً للمسيحيةquot;.
أما موسيس هس (1812- 1875) الداعي الوحيد من بين الهيغليين اليساريين إلى الأفكار الشيوعية وأول من نقد quot;المالquot; كدين جديد، يعتبر هو وفويرباخ الممهدين الأساسيين لتطور ماركس، فقد وقف ضد كتاب شتيرنر وذلك في مقالته quot;آخر الفلاسفةquot;.
لكن انجلز، وهذا ما يضير هنا، فإنه بعث برسالته المؤرخة 19/11/1844 إلى ماركس جاء فيهاquot; quot;.... إنه عمل هام، هام أكثر مما يظن هس، مثلاً. علينا أن نحتاط في رفضه.. بل علينا أن نعتبره التعبير عن الجنون السائد وعلينا عبر قلبه تشييد صرحنا عليه.. علينا تبني ما في مبدأ شتيرنر من صحة، وجانب الصحة هذا، الذي لا يُرد، هو اننا مجبرون، قبل كل شيء على جعل قضية ما قضيتنا، على تبنيها بصورة أنانية، وذلك قبل التمكن من إفادتها. إذاً، وبحسب هذه الوجهة shy; بصرف النظر عن أي رجاء مادي محتمل shy; فإننا، انطلاقاً، من الأنانية، شيوعيون وبناء عليها نريد أن نكون بشراً وليس أفراداً. لأوضح، بعبارة أخرى: إن شتيرنر محق في رفضه لإنسان فويرباخ، أو على الأقل، الإنسان المطروح في كتابه (جوهر المسيحية). إنسان فيورباخ مستنزل من الله، فهو (فيورباخ) بعد أن أرسى الله، أرسى الانسان. وهكذا فإن هذا الانسان لم يزل، حقاً، متوجاً بالهالة اللاهوتية وبالتجريدquot;...
جواب ماركس لرسالة انجلز هذه، لم يعثر عليه. ولربما لحسن حظ الماركسية كلها أنها ضاعت، فبفضل هذا الضياع حفظت الماركسية بعض ماء وجهها؛ وبالأخص ماء حرية الفرد التي سُفحت طوال القرن العشرين في معسكر الجماعيات الماركسية shy; اللينينية وأوكار الماركسية quot;الصحيحةquot; التي كانت تتربص فرصة تولي زمام أمر هذا الفرد، الشمولية المعممة في كل مكان.
كل ما نعرفه هو أن رسالة ماركس المفقودة دفعت انجلز إلى الإجابة بنبرة متراجعة: quot;.. في ما يتصل بشتيرنر، أتفق ورأيك. حين سبقت أن كتبت رسالتي، كنت لا أزال تحت صدمة الانطباع الذي ولده فيّ كتاب شتيرنر. أما الآن وبعد أن أطلت التفكير فيه توصلت إلى النتائج نفسها التي ذكرتquot; (رسالة انجلز المؤرخة 20/1/1845). كم مؤلم أن التاريخ لم يحظ بصدمة الانطباع هذه التي وقع تحتها انجلز!
ليس الغرض من الإتيان بهذه المعلومات، للحط من قيمة ماركس الذي هو نتاج عصره إلى درجة أنه أدرك حقاً معاصريه، وبالأخص شتيرنر الذي أقفل نهار الفلسفة الهيغلية في كتابه quot;الواحد الأحد وملك يمينهquot;، وهنا تنطبق كلمة هيغل على ماركس. quot;بومة منيرفا لا تطير إلاّ عند حلول المغيبquot;.
ولا الابتغاء منها إلى اكتشاف حلقة الماضي المفقودة حتى تُعلن للملأ. ذلك أن ستر العورة كما نعرف، أضحى طبيعة خلقية للـquot;نوعquot;... الإنساني في أرشفة فكر الأوائل وتبذيله. إن القصد لهو إعطاء صورة ولو مقتضبة للمنحوس الأوحد في تاريخ الراديكالية الضالة... أبداً. إذ لا يخفى أن ماركس بقي أسير الفويرباخية حتى مجيء شتيرنر الذي تجاوز quot;علىquot; فويرباخ كاشفاً سكونية إنسانه، وهذا واضح في تقسيم شتيرنر لكتابه: 1- الإنسان، . 2- أنا. مما يذكر بنفس تقسيم فويرباخ لكتابه quot;جوهر المسيحيةquot;:1- الله 2- الإنسان. وهنا تكمن سخرية التاريخ في تحويل شتيرنر إلى وسيط Meacute;diateur يفضي بماركس حتى بناء مشروعه النظري برمته.
لقد مات شتيرنر، وظل كتابه الوحيد جانباً. الجميع يمرون به. كلٌّ يغرفُ منه حسب حاجته، وكل يتبرأ حسب طريقته... وربما هذه هي الأمانة الوحيدة الواجبة إزاء quot;الواحد الأوحد وملك يمينهquot;. إذ أن ظهور مريد واحد كاف لاغتيال حقيقته نهائياً.
تنبيه: معظم ما جاء في المقال مأخوذ من المقدمة التي كتبتها للملف الخاص بماكس شتيرنر الذي ضمه العدد الرابع (ديسمبر 1983) من مجلة quot;النقطةquot;التي كنت أصدرها في باريس، آنذاك. وفقرة رمسيس يونان مأخوذة من مقال كتبه بالفرنسية عام 1945 تحت عنوان:quot;على هامش ماكس شتيرنرquot;. والترجمة العربية لهذا المقال منشور في ملف quot;النقطةquot; عن شتيرنر.
التعليقات