مُخْتَنِقَاً بِحَبَقِ الطُّفُوْلَةِ
التَّخَطِّيْ.. التجاوز
التخطي وُقُوْفٌ عَلَى بُؤسِ سِيزِيفْ،
وَالفِكْرَةُ صَخْرَتِيَ الطَازَجَةُ

جَهِمٌ تَمَلْمُلُ جُوَّاكَ
مِنْ حَاجَةِ الحُبِّ
مِنْ رَغْبَةِ الإنْدِمَاغِ بَوَحْلِ القُمَامَاتِ
فِيْ وَطَنٍ أَخَذُوهُ
أَشْتَالُ هَذهِ التَّشُوّقَاتِ مَلْعُونَةٌ
خَذَلَتْكَ مِئْذَنَةٌ هَتَفَتْ:
(قَدْ أَتَوْكِ الغُزَاةُ يا بَلَدِي
فَاعْقُمِي
احْرِمِي اللَّيْمُونَ
مِنْ صُفْرَةِ الوَلَدِ الزَّرِيْفِ الطُّولِ)

والقَصِيْدَةُ قَدْ خَذَلَتْكَ
كَذَلِكَ، حِينَ تَخَيَّلْتَ
امْرَأَةً سَوْفَ تَقْرَأُ الشِّعْرَ
فِيْ سَرْخَسِ الإبْطِ

الثُّلُوجُ عَلى أَيِّ هُدْبٍ هَوَتْ
لَسْتُ تَدْرِي
وَلَكِنَّ امْرَأَةَ كُنْتَ تَخَيَّلتَها فِي لُحَاءِ القَصِيدَةِ
نَطَقَتْ لُغَةً لَسْتَ تَعْرِفُهَا
فَاشْتَكَتْ مِنْ حُزُونِكَ
أَشْجَارُ لَمْ يَتَذَوّقْهَا
أَبُونَا آَدَمُ ثُلثُ المُغَامِرِ

والقَصِيْدَةُ قَدْ خَذَلَتْكَ
حِينَ ظَنَنتَ بِأنَّكَ مَنْ مَحَقَ البَدْرَ
فِي لَيْلِ سُوْقِ الغَلابَى: عُكَاظُ

القَصِيدَةُ خَانَتْكَ
مَع مُحْبِرِ الحِبْرِ
والمَاءِ
والزَّهَرِ المَوْسِمِيِّ
والنِّعَالُ بِلا أَصْحَابِهَا في سَاحَةِ المَجْزَرَةِ

القَصِيْدَةُ كَانَتْ تَخُونُكَ
مَعْ مَا كُنْتَ تَكْتُبُهَا كَقَوّادٍ عَنْهُ

القَصِيدَةُ خَانَتْكَ مَراتٍ
وَوَحْدَهَا الطُّفُوْلَةُ
ظَلَّتْ كَمَا هِيَ
تَحْتَفِي بِاللُّغَةِ العَرَبِيّة
إذْ تَهْتَزُّ خَمْسَاً
فِي المَسْجِدِ الأقْصَى
بِرَغْمِ امتِعَاضِ الصَّهِيلِ العِبْرِي
لَخَيلِ البُولِيسِِ المُتَرَبِّصِ بِأَعْشَابِ البَلْدَةِ القَدِيْمَةِ.


شاعر مقدسي مقيم في الأردن