مرَّ الممثل، ميل غيبسون، بالعديد من المراحل والمحطَّات خلال حياته ومسيرته العمليَّة نسرد تفاصيلها لكم.


براغ:إنه ممثل كبير وشخصية فذة إلى درجة أن بعض الجمهوريين تحدثوا عنه قبل خمسة أعوامباعتبارهquot;السلاح السحريquot; الذي سيدفعون به لخلق ريغان آخر، بعد أن احترق شوارزينبيرغ سياسيا.

ولكن تراجعتالصورة المثالية التي كانت قائمةعن ميل جيبسون كرجل جيد وكمسيحي صحيحفيحزيران يونيو من العام 2006، فقد توجه آنذاكإلى مطعم للعشاء تناول خلاله عدة أقداح من الكحول، ثم توجه إلى بار quot;بلو لونغquot;حيث تناول المزيد، ثم اتجه نحوالمنزل بالسيارة بسرعة 140 كم بالساعة في حين كانت المسافة المسموح بها 70 كم، وعندما أوقفته الشرطة وجدتمعه زجاجة من الكحول من نوع تيكيلا، واظهر فحص النفس بان في دمه 1,2 بروميل من الكحول، وعندما تم وضع القيد الحديدي بيديه صرخ بوجه الشرطي: quot;أنت يهودي أليس كذلك؟quot;،وبدأ بشتم اليهود قائلاً بأنهم هم المسؤولين عن كل الحروب في العالم، وقد أمضى بعد ذلك 7 ساعات في السجن وخلالها كان يكرر القول: quot;هل تعرفون من أنا؟انا املك كل ماليبوquot;، وهددهمبأنهم سيعملون على تنظيف الأرضإذا لم يتم إطلاق سراحه.

فقدصدم الرأي العامالأميركي بما صدرعن ممثل محبوب وأب لعائلة، أما هو فقد برر ما فعله بمختلف الحجج،لكن صاحب فيلم quot;آلام يسوعquot;، بدت أقواله حسب البعض وكأنها تأكيد على وجود أفكارسلبية لديه عن اليهود.

وفي محاولة واضحة منه لتهدئة خواطر اليهود أصحاب النفوذالقوي في الولايات المتحدة وداخل هوليود، أصدر بيانا اعتذر منهم عن العبارات التي قالها، وطلب منهم منحه الفرصة لتصحيح ما ارتكبه.

الصراع مع الزجاجة
وانضم غيبسون بعد ذلك إلى جمعية المدمنين المجهولي الهوية على الكحول، وفوجأالرأي العام الأميركي وعشاقه بأنه لم يدخل هذه الجمعيةلأول مرة، فقد سبق له أن تعالج فيها لأنه كان يشرب الكحول عندما كان شابا، ففي البداية خشي من عدم مقدرته على تحقيق الارتقاء في عمله السينمائي، وعندما نجح في ذلك بدأ يفقد السيطرة على نفسه أحيانا.

وفي العام 1992 قدم غيبسون أموالا لإحدى العيادات التي تتخصص بمعالجة الإدمان على الكحول، واعترف آنذاك بان الإدمانعلى الكحول موجود في العائلة، وان امتلاك القدرة على التخلص منه أمر سحري، وانه حاول ذلك عدة مرات، وحتى أنه اضطر مرة للتواجد في مزرعته في استراليا لعام كامل.

وقد تذكر لاحقا ما جرى بالقول لقد كنت اعرف بان الكحولسيقتلني وسيدمرني، ولكنيلم أتمكن آنذاك من التوقف، وقد أنقذتني زوجتي روبين عندما هددتني بالطلاق مني إذا ما استمريت في تعاطي الكحول.

نجاح رائع في السينما
ومثل هذه التصريحات تسعد الجمهور على الدوام ولذلك كان يحظىبسمعة جيدة لديهم، ولهذا نجح في تعزيزشهرته على الرغم من أنها وصلت إليه بطرق جغرافية ملتوية، فعندما كانفي سن المراهقة هاجرت عائلته من نيويورك إلى استراليا، لان والده تلقىتعويضا عن الإصابة التي لحقت به في الخطوط الحديدية، ولذلك بحث عن فرصة جديدة للسعادة في سيدني، ويقال أيضا بان من أسبابالهجرة إلى استراليا هو محاولة والده إخفائه من أمام سوقهللحرب في فيتنام، مع أن الأمر المثير للتناقض هو أن غيبسون قام لاحقا بتمثيلأدوار وطنية كما في أفلام quot;باتريوتquot; وquot;وادي الظلquot; وغيرها.

وولد ميل في عائلة متدينةالأمر الذي انعكسعلى اسمه، فميل هو اسم لقديس ايرلندي من القرن الخامس، أما اسمه الثاني كولمسيل فهو أيضا لقديس ايرلندي آخر، وإضافة إلى ذلك فان هذا الاسم هو لكنيسة فيمنطقة في ايرلندا ترعرت فيها والدته.

وقد وضعه أهله في مدرسة كاثوليكية صارمة مع أخوته العشرة، غير أن ميل تمرد هناك، ويقال بأنه عوقب بالضرب بعصا 27 مرة، ولذلك هرب من هذه المدرسة وبدأ يدرس التمثيل، وأنهى التعليم فيها في العام 1977، وبعد 8 أعوام من ذلك كسب المليون الأول من التمثيل وسارت الأمور بسرعة بهذا الشكل.

لقد كانت تلك الفترة ساحرة بالنسبة إليه، فقد قالوا عنهبأنه يشبه شباب ستيف ماكين، وانه على الرغم من عدم إمكانية توصيف مفهوم نوعية النجم، إلاأن ميل كان نجما، وقد رأت فيه مجلة التايم بانه كاري غرانت، وروبرتريدفورد، وشونكونري، وقد أراد كونري أن يقوم غيبسون بدور بوند إلاانه رفض ذلك.

لقدعرف كل شخص تقريبا أفلام غيبسون مثلquot;ماكس المجنونquot; وquot;السلاح المحمول المميتquot; وquot;القلب الشجاعquot; وquot;تيكيلا سونريسquot; وquot;أي الأشياء تتوق إليها النساءquot;وquot;مافيريكquot; وquot;شاب إلى الأبدquot;، أما الاستمرار في هذا التعداد فيعتبر عبثيا لأنه حقق مكانة متقدمة بين اكبر نجوم هوليود، أما أجرته عن الفيلم الذي يمثل فيه فكان حوالي 25 مليون دولار.

وبدأ ميل بعد تحقيقه الدخل المالي الكبيربشراء العقارات، فقد اشترىفيلات في ماليبو، وجزيرة في فيجي، وأراضي في كوستاريكا، ووزع الكثير من الأموال، وقدم الملايين لمنظمات تهتم بصحة الأطفال، وقدم الملايين للمعهد القومي الأميركي للكفاح ضد الإدمان على المخدرات والكحول، كما ساهم بأعمال خيرية في السنغافورة خاصة بالأطفال المصابينبأمراض مميتة.

التحول إلى الإخراج
عندما بلغ ميل الخمسين من العمر قال بان الإخراج يشده الآن أكثر من التمثيل، وان الوقوف وراء الكاميرا كان بالنسبة لعمله السينمائي قرارا جوهريا، لان المخرج لديه المقدرة بشكلاكبر من الممثل علىالإشراف على كيفية تطور الأحداثفي الفيلم، وقد حقق النجاح في هذا الأمر على الرغم من توقع الكثيرون له بالفشل.

وعندما توجه إلى السينما لمشاهدة فيلم quot;آلامالمسيحquot; الذي أخرجه، علق على ما قام به بالقول: quot;يزعمعني بأنني مجنون ومن المكن أنني حقيقة على هذا الشكلquot;.

طلاق ثم فراق
من المؤكدأن غيبسون لديه دم غير، هادئ ولم يستطع بالتأكيد أن يشتكي من قلة النساء الجميلاتالمعجبات به، لكنه يمتلكالوضوح فيما يتعلق بزواجه، فبفضل التربية الكاثوليكيةالصارمة له كان يحلم منذ زمنبعيد بان يأخذ امرأة مؤمنه ومحترمة، ولذلك تزوج في العام 1980 من مساعدة في العمل الطبي للأسنان تدعى روبين، لكن الطلاقبينهما حدث بعد 26 عاما بعدشهر من إلقاء القبض عليه في السيارة وهو ثمل.

فالطلاق بينهما حدث في العام 2009 غير انه قبل ذلك كان يقيم علاقة مع عارضة الأزياء والمغنيةاوكسانا، وولدت لهما ابنة ثم حدث الفراقبينهما بعد عام من الصداقة والتعايش المشترك، نشر بعدها الغسيل الوسخ لهذه العلاقة من خلال شريط صوتي يصرخ فيه ميلويشتمها بشكل عنيف، ويهددها بالموت وبحرق المنزل.

وبعض العاملينفي هوليود يعتبرون أن ميل غيبسون يمر بمراحل النجومية الأخيرة، فالنجم العالمي الشهير كان محاطا بنوع من الحصانةوسمعته كانت تضيء فوق قطاع التجارة الاستعراضية الفاسد.

والقليلون الآن يدافعون عن غيبسونويقولون بان كل ما جرى له هو من تدبير صديقته، ويستندون في ذلك إلى تقارير للخبراء تقول بان بعض الأشياء التي قدمتها اوكسانا ضده هي مزيفة، مثل الصور التي زعم فيها بأنها تظهر أثار ضربه لها، غير ان المشكلة تكمن فيالتسجيل الصوتي له الذي كانسلاحا من النوع الثقيل ضده، فأميركا حساسة جدا تجاه العبارات السادية وسماع كلمة السود بالصلةمع الاغتصاب.