كيف يمكنُ أنْ لا ترى
غمزاتِ المصابيحِ
وهي تستدرجُ بركاتِ الليلْ
وأنْ لا تسمعَ غزلَ النهرِ
وهو يدغدغُ المدينةَ لكي تحبلَ باللؤلؤْ
وهل ستنسى الطيورَ اللاجئةَ إلى سوادِ الأشجارِ
منعمةً بأثداءِ الثمرِ ودانتيلِ الظلالْ

********
وأنتَ إذ تتبعُ الأميرةَ المتخفـِّيةَ بزيِّ جاريةٍ
إلى بيتٍ في الأزقةِ الرحيمةِ
حيثُ الغناءُ والشعرُ
يستدرجانِ العسلَ والأفاعي
............
............
ثم تدخلُ في متونِ الغواياتِ
بطلاً بملامحَ ناقصةٍ
وشظايا ملوناتٍ في التفاصيلْ
هكذا : .........
تعلو المدينةُ مزنرةً بالحريةِ
ويتهادى الناسُ تحتَ مظلةِ الوطنِ
بلا علاماتٍ شائهةٍ
بلا هوياتٍ تفهرسُ الفناءَ
بلا أزياءٍ تجرحُ أناقةَ العدالة ِ
حدّ أنَّ الخلفاءَ والأمراءَ والقادةَ
يتخفـَّونَ بأرديةِ خدمِهم طلباً لسعادةٍ
غامرةٍ
عامرةٍ
سافرةْ
وجدتُ أنَّ عليَّ
أنْ أكنزّها في مخطوطةٍ آمنةٍ
لتكونَ نشيداً للمدينةِ
وقبضةً
حين يجرحُها البربرُ
وعبّادُ السرابْ.