حسين البهادلي من كوبنهاكن: يقيم الفنان العراقي حمادي معرضا في كوبنهاكن في مركز الثقافات العالمية من 11 اغسطس إلى الخامس من شهر سبتمبر. كان الفنان قد أنجز العمل الأساسي (حرق طائرة حربية معمولة بشكل مبسط) في الامارات، وقام بحرقها في الصحراء. ركّز الفنان في معرضه على أن الفكرة أهم من الأعمال الفنية. فهذه الأعمال هي حاملة للفكرة. لذلك قام بتوزيع بعض الاعمال على العديد من الاصدقاء العراقيين خصوصا، وكذلك بعض الدانماركيين، وشخص؛ معلم مدرسة من النرويج. تفاجأ الفنان من حضوره، خصوصا حين أخبرهة معلم المدرسة بأنّ ثلاثة من طلابه كانوا في الحادثة المأساوية الأخيرة في النرويج. فما كان من الفنان حمادي، مباشرة إلا أن يهديه أحد الأعمال ضد الحرب، لهذه المصادفة التي لا تنسى.
المعرض يتكون من بداية ونهاية، حيث يبدأ بأعمال تحضيرية، هي نوع من الحوار حول مأساة الانسان مع الحروب. وثم فيلم الفيديو عن حرق الطائرة الحربية. تجيء بعدها تنويعات تشكيلية حول الطائرة، تحمل تداعيات الفنان حول الموضوع. وينتهي المشروع الفني بأعمال مرسومة بشكل أكاديمي، عارية عن الرجل والمرأة. وضع عليها خطوط سوداء من الحبر الصيني: وكما يقول الفنان هو معجب برامبرانت. لذلك استخدم ما يسمى (كلير أبسكور) أي التضاد الشديد للضوء والظلام. لكنه وضعه على طريقته الخاصة، حديثة، ولم يتدخل كثيرا في التخطيطات الاكاديمية: وانما ترك الموديل (رجل وامرأة) يجلسون كما يحبون ورسمهم بشكال اكاديمي واقعي ومبسّط، دون أن يعمل أي اسلوب فني أو تغيير قوي. ينتهي المعرض بعمل عن هيكل عظمي للانسان مع خط أسود واسع وعميق. فهنا يرجع الفنان الى الفكرة السومرية، كما قال: إن كل شيء يذهب مع الريح. ويعتبر هذه الفكرة أساس المعرض.
استخدم الفنان في القاعة نوعين من الصوت، صوت حرق الطائرة والرياح الشديدة مع الفيديو. ومن الجهة الأخرى موسيقى وأصوات رومانتيكية وكلاسيكية حيث الاعمال عن الرغبة والحب. وهنا تجيء التسمية الثانية للمعرض (ايروس وتناتوس) أي: الحب والموت. فالسؤال هو: لماذا كل هذه الحروب والدمار.. والنهاية هي الموت والتراب؟